18 ديسمبر، 2024 8:01 م

لماذا يخشون الشيخ الخنجر؟

لماذا يخشون الشيخ الخنجر؟

كتب مؤسس حزب البعث ميشيل عفلق في أربعينيات القرن الماضي وضمن كتابات “في سبيل البعث ” إن الخطر الرئيس على البعث ، الشيوعية وليس الإمبريالية الأميركية ولا الإستعمار ، مفسراً تنظيره هذا بالقول ، لأنه بالإمكان التفاهم مع الإمبريالية والإستعمار بتطمين مصالحهما لكن الشيوعية تريد أن تحل محلّنا .
وقمع صدام حسين الحزب الشيوعي العراقي ، في نهاية سبعينيات القرن الماضي ، على القاعدة نفسها ، فأميركا بالإمكان تطمين مصالحها ، لكن الحزب الشيوعي يريد أن يكون بديلاً لنا .
مقدمة للوقوف على العقلية السياسية العراقية التي تعجز عن مجاراة الخصوم والأصدقاء والحلفاء معاً في سباق السيطرة على الجمهور والإستحواذ على تفكيره وما يستتبع ذلك من تفاصيل الهيمنة الرقمية على مقاعد البرلمان ومن ثم السلطة تلقائيا أو تحصيل حاصل !
النموذج اليوم هو الشيخ خميس الخنجر الأمين العام لحزب المشروع العربي في العراق ورئيس المحور الوطني السنّي المكون من 41 نائباً.
إخترق الشيخ كل الفيتوات وجيوش الفيسبوك وحملات التشكيك ومحاولات التسقيط وقوانين المساءلة وإشترطات النزاهة ودعاوى الإتهامات وتقنينات مفوضية الإنتخابات ، حتى إن أشد خصومه من القيادات الشيعة تعاملت مع الوجود الجديد للخنجر في المشهد السياسي العراقي بواقعية سياسية أكثر من غالبية القيادات السنيّة التي رأت في وجوده الفاعل خطراً على وجودها وإستحواذها على الجمهور ، بل تهديد كياناتها السياسية !!
والسبب ..إن عقلية تلك القيادات السنيّة تقودهم الى إستنتاجي ، عفلق وصدام ، والاثنان على ذمة التأريخ ، من إن الخنجر جاء ليحل محلهم !!
وحقيقة من “حقّهم” أن يخشوا الجسد السياسي الجديد في المشهد السياسي العراقي ، ففي الوقت الذي “كافحوا ” فيه طيلة زمن تأسيس العملية السياسية في البلاد منذ 2003 ، للحصول على مكاسب إسطورية بعيداً عن مصالح “تمثيلهم ” الهش للمكون السنّي ، وجدوا أنفسهم أمام منافس حقيقي على التمثيل المكوناتي حسب قاموس العمل السياسي الجديد ، وهي منافسة إنطلقت قبل الدخول في معترك السياسة الإنتخابية بسنوات ، حين شكّل الخنجر القائمة العراقية لخوض إنتخابات 2010 وحينها فازت القائمة بالإنتخابات متفوقة على قائمة المالكي دولة القانون ، لكن المحكمة الإتحادية ، التي تعرّضت لضغوط قاسية ، قالت قولاً لوى عنق الدستور لصالح دولة القانون ، حدث كل ذلك والشيخ الخنجر خارج المشهد السياسي الداخلي ، فكيف الحال وهو اليوم في قلب العملية السياسية ومشهدها متمتعاً بكامل الشرعية القانونية والدستورية والسياسية فارضاً وجوده وكيانه السياسي ، المشروع العربي، بكل قوة وثقة ، ليحصل على عشرة مقاعد في أول إنتخابات خاضها مع حزبه وسط أجواء علنية من التزوير والإبعاد والتهديدات وإختفاء صناديق إقتراع وحرق غيرها !
فكيف لايخشونه وأمامهم إنتخابات مجالس المحافظات والإنتخابات النيابية القادمة ؟
عشرة مقاعد لم يكن سهلاً الحصول عليها في صراع الحيتان والدببة والمال السياسي والسيطرة على السلطة وتفرعاتها بما في ذلك مفوضية الإنتخابات التي جرى تنحيتها عن إستكمال شوط الإنتخابات بدواعي التزويرات الفاضحة التي رافقت ولازمت عمليات الإقتراع !
عشرة مقاعد هي حلم لأي كيان سياسي جديد أعلن عن إنبثاقة (13 تموز 2017 ) قبل أقل من عام على إنطلاق الإنتخابات النيابية في الثاني عشر من آيار 2018) ،لذلك من حقهم الخشية من القادم الذي يحمل معه مجهولية مستقبلهم السياسي وفق تفكيرهم الضيق والمحدود ، رغم إن الشيخ الخنجر جاء وفي جعبته مشروعاً للعمل المشترك على المستوى المكوناتي والوطني لإنقاذ البلاد من الأزمة ورعاية مصالح المحافظات المحررة من داعش الإرهابي والتي تحتاج إلى عمل مضني ودؤوب لعودة النازحين والإعمار والتعويضات ومصائر المختطفين والمغيّبين وإطلاق سراح الأبرياء ..
فلماذا يخشونه ؟!
سؤال على الخائفين الإجابة عليه بشفافية وواقعية ، والعمل على بناء المشتركات لانقاذ البلاد مع بقية الشركاء في الوطن بدل الانشغال وتضييع الزمن مجاناً في حروب طواحين الهواء !!