23 ديسمبر، 2024 2:59 م

لماذا يخافون النقد ?

لماذا يخافون النقد ?

وكم نود هنا في بلادناأن نتخلص من عقدة الرفض التي طالما سدت الطريق على كل محاولة إصلاح بدعوى أن كل نقد سيكون في صالح الاستعمار …
بينما أرى بكل وضوح اليوم أن (الاستعمار) هو وحده الذي استفاد من هذا الرفض فالقضية تدخل في نطاق الصراع الفكري وتتطلب في هذه الحالة شروحا لا نريد الولوج فيها في هذه السطور غير أننا نقول إن الاستعمار أو خليفته الجديد لا زال يقيم السدود أمام كل محاولة نقد أي مراجعة للأخطاء ولا زال يغذي أمام كل محاولة نقد، أي مراجعة للأخطاء. ولا زال يغذي أدب تعمية يحرف حتى المصطلحات ذاتهاالتي يستعملها النقد النزيه … بينما والحق يقال نرى الجديد يشمئز من استعمال هذا المصطلح كأنما يخشى على سر من أسراره ونرى أدب تعميم يحرف حتى المصطلحات ذاتها فالشعراء قد يستهويهم هذا الشباب المشرق أما المفكر المتسم بأقل تفاؤلية أو بأكثر موضوعية فإنه سوف تعتريه حيرة أمام الأمراض الطفولية  فينتهي في آخر المطاف فالمجتمع اليوم ملزم في البلاد التي دخلت في عهد ما بعد الربيع الاغبر أن يطرح السؤال أمام كل ما يشتم منه رائحة الأمر الغريب الشاذ ينبغي أن ينشأ طرح خاص بمرحلة مابعد الربيع ليكون بين أيدي من يشرف على أجهزة الدولة أداة رقابة لا ينفصل عن جهاز التخطيط ففي بعض البلدان نرى هذه الرقابة قد نشأت تحت اسم النقد الذاتي وإنا لنعلم ما كان لها في الصين على سبيل المثال من تأثير تعديل في السير وتنظيم الحياة الاقتصادية وباختصار فـ (الرفض) صار بين أيدي موجهي الصراع الفكري أنجع وسيلة لتجميد العقل النقدي إلا أننا في الحقيقة لا نفاجأ في عقدة الرفض بأمر جديد فعقدة الرفض لها ماض في سياستنا بعيد وأضيف بأنها لم تكن المرة الأولى التي يعترض في الطريق هذا العائق المشل والذي يبدو لي الآن بعدما مر بعض الزمن أنه لم يعق في شيء مصالح الاستكبار العالمي وإنما أعاق القضية الوطنية هذا الرفض ينبغي رفعه من مرحلتنا الراهنة لينطلق النقد الذاتي في البلدان العربية  إلى أبعد مما وصل إليه في البلاد التي صاغته ومارسته بوصفه ملحقا لتنظيمها السياسي وربما كان على امتنا أن تتولى الأمر .