اوجبت الشريعة بحفر لحد في القبر . واللحد هو أن يحفر اخدود يسع جثة الميت , ويكون منزله في الأرض , ويختلف اللحد حسب الاعراف الاجتماعية والدينية وحسب نوعية التربة ( المقبرة) فهناك قبور يكون اللحد في وسط الحفرة المخصصة قبرا للميت .. وهناك لحد يكون في احد جانبي القبر بحيث يكون خارج الحفرة تماما .. وهناك لحود تبنى بناء بالطابوق والجص بمستوى الارض ..
ترى ما السبب ..؟ لماذا لا يكون التراب على جسد الميت مباشرة..؟ الجواب : الشق: هو حفرة تحفر في وسط القبر، ويكون حجمها قدر الميت، ويُبنى جانباها بالطوب؛ لئلا يضيق على الميت، والأصل أن يبنى القبر بطريقة اللحد، إلّا إذا كانت الأرض لا تقبل ذلك؛ بأن تكون رملية غير متماسكة، فيتم استبدال اللحد بالشّق. المصدر”كيفيَّةُ الدَّفْنِ “، الدرر السنية ، بتصرّف.
غاية الامر ان جسد الميت لا يغمره التراب تماما بل يوضع في الشق او اللحد في الحالات المذكورة , وحتما سيتعرض الجسد للانتفاخ والبلى ولو غطي بالتراب فان التراب سيضغط على جسمه تماما ويمنع انتفاخه .. لقول النبي(ص)
: ” اللحد لنا والشق لغيرنا ” . [رواه أبو داود والترمذي]. وقال بعض الفقهاء ، إن اللحد أفضل إن كانت الأرض صلبة وإن كانت رخوة فالشق أولى خشية الهدم ، والشق هو أن يحفر قعر القبر كالنهر، واللحد يعمق قدر قامة الرجل المعتدل وقيل إلى الصدر ويوسع طولاً وعرضاً ..
قال جابر بن عبد الله الانصاري يوم احد , قال رسول الله (ص) ” احْفِرُوا وَأَعْمِقُوا وَأَحْسِنُوا وَادْفِنُوا الِاثْنَيْنِ وَالثَّلَاثَةَ فِي قَبْرٍ وَاحِدٍ ” , قَالُوا : فَمَنْ نُقَدِّمُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : ” قَدِّمُوا أَكْثَرَهُمْ قُرْآنًا ” , قَالَ : فَكَانَ أَبِي ثَالِثَ ثَلَاثَةٍ فِي قَبْرٍ وَاحِدٍ.. هذا الحديث والرواية فيها دلالة عظيمة على احترام الميت في الاسلام اثناء دفنه واحترام قبره بعد الدفن