8 أبريل، 2024 5:41 ص
Search
Close this search box.

لماذا يحرق منزل روان سالم ؟!

Facebook
Twitter
LinkedIn

في عراق مابعد 2003 أصبح التحدي واضحا لشباب كان من الصعب قبل سقوط الدكتاتور المقبور ان تخرج مجموعة من الشباب كمثال على ذلك في تظاهرات ضد النظام الا ويكون مصيرهم أما السجن المؤبد أو الاعدام !

وبعد ان يئس الشعب العراقي من حكومة المحاصصة خرجت الى الشارع تظاهرات عارمة في كل يوم جمعة . وهي تطالب بحقوقها المشروعة وفق القانون والدستور . شباب بعمر الورد من الجنسين ونساء ورجال ولكن سياسة الحكومة كانت مرنة ليس كما كانت في الماضي وان كانت هناك حوادث .

اريد ان اقول ان الحكومة العراقية التي حصلت على دعم مطلق من كل الجهات والفئات لم تلتفت وتعير بالا الى الشعب العراقي مع الاسف الشديد .

اصرار الحكومة على صم آذانها لأصوات الشباب المطالبة بالتغيير لم يثني عزيمة كل ابناء العراق للخروج زرافات في مظاهرات في اغلب المحافظات منها بغداد والوسطى والجنوبية لثني الحكومة عن صمتها بإجراءات تخدم البلاد والعباد .

هذا الصمت فسره عديدون عن عجز الحكومة بالقيام بالاصلاحات لأنها أصلا تأسست وفق المحاصصة ووفق قاعدة ( هذا الي وهذا الك ) .

وبما ان رئيس الوزراء مكبل من قبل رؤساء الكتل لايسمحون له بأي اجراء لأنه بالاخير يضرب مصالحهم . أصبحت الاصلاحات شبه ميتة !

وبدأ الشارع العراقي يتذمر من سوء تصرفات الحكومة وردود فعلها اليومية .

حتى ان المرجعية قالت لهم في خطبة الجمعة ( لقد بح صوتنا ) !

وهذا يعني ان الكارت الاحمر الذي رفعته المرجعية بوجه الحكومة كان ( المحرك ) الذي دعا رئيس الوزراء حيدر العبادي ان يكون اكثر نشاطا بعد ان اصابه الذعر من ردة فعل الشارع العراقي . لأن الرسالة وصلت لكل ابناء العراقي .

وكانت هناك سيناريوهات عديدة بين اللجان التنسيقية لإقتحام المنطقة الخضراء جعلت الحكومة تفكر مليا بتغيير موقفها السلبي وتحويله الى ايجابي .

فما كان من حيدر العبادي الا ان يطلق كلمته الشهيرة ( تغيير جوهري ) .

وكانت هذه بادرة أمل جيدة لتحقيق أماني الشعب العراقي . ولكن مع الاسف الشديد كانت هناك كتلة كبيرة تقف حجر عثرة ضد كل متطلبات الشعب العراقي بطلبها العجيب والغريب الا وهو استقالة ( حيدر العبادي ) !!!

كانت عيون ابناء العراق تتطلع الى رؤية موحدة وان كانت مبادرة العبادي متأخرة فهي خيرا من عدمها .

من ضمن المتظاهرين في محافظة بابل قبل ان تنتقل الى بغداد ليصل صوتها الى كل محافظات العراق والعالم العربي والعالمي فتاة بعمر الزهور تبلغ من العمر 13 سنة اسمها روان سالم حسين .

هذا الصوت الجميل للشباب ظاهرة ملفتة للنظر ان تجد فتاة لبقة ذكية تمتاز بفن الخطابة وقادرة ان تحرج شخصيات سياسية بفطرتها وذكائها الحاد !

تمتاز روان بأن لها القدرة على التحرك في كل مكان ولها نشاطات عديدة . فهي تحب الموسيقى والشعر والمسرح !

عندما وجدت روان محافظة بابل ليس فيها مايخدم الطفولة لامسرح ولامنتدى للشعر ولا صالات تهتم بالطفل ان كانت ثقافية أوفنية أومنظمة تهتم بالشباب كما موجود في بعض دول العالم مثل منظمة البحث عن أرضية مشتركة .

ولكن هذا الشيء مفقود تماما لاتعزيز قدرات الشباب ولادعم دورهم ومشاركتهم في عملية الانتقال الديمقراطي ولاتوجد ( بناء ثقافة حوار ) على أقل تقدير .

اليكم مشاركة روان سالم في ( انا عراقي انا اقرأ ) :

https://www.youtube.com/watch?v=PijSkOgcQyA

لكن في تسجيل آخر اتهمت روان سالم محافظ بابل بعملية نصب واحتيال !!!

وهي تشكو مشكلتها وتقول ان قضيتي هي قضية ( رأي عام ) عندما خصص محافظ بابل مبالغ خاصة بقيمة مليون ونص لكل مهرجان وهذا المهرجان برعاية المحافظ بسنة 2014 وهو خاص بالاطفال منها يوم ( الطفل اليتيم ) واخر ( انا عرااقي انا اقرأ ) لتشجيع الاطفال على القراءة .

وتقول روان بكل ألم وحسرة ( وزعنا ثلاثة آلاف مجلة وكتاب مجانا ) والى هذا اليوم لم يعطنا محافظ بابل هذه الاموال التي تخصنا .

تقول روان بكل ثقة وامل ( لقد رشحت من قبل منظمة الامل الى فرنسا لتمثيل العراق ) وذهبت للمحافظ بأن يعطينا ( فلوسنا ) حتى اذهب الى فرنسا ولكنه لم يقدم لنا المبالغ التي صرفناها ولم يقدم لنا اي مساعدة أو أي دعم اخر .

وقد قدم حيدر العبادي الى محافظة بابل لينقل الصلاحيات الى المحافظة فكانت فرصة التقي بالسيد رئيس الوزراء .

وتكلمت مع رئيس الوزراء عن وضع الاطفال في بابل . وتكلمت معه عن وضع الاطفال في عموم العراق واعطيته كل الاوليات وكل الاوراق الرسمية وكان المحافظ قريبا منه فقال له رئيس الوزراء لماذا لم تعطيهم المبالغ ؟! وهل هذا توقيعك ؟ قال له : نعم . فقال له رئيس الوزراء ( هذا غير صحيح ) !

فقال المحافظ صادق مدلول ( المالية لم تعطيني المبالغ اللازمة ) !!!

تقول روان : اذا مشكلة صغيرة من طفلة صغيرة لم يحلها رئيس الوزراء فكيف يحل مشاكل الدولة كلها !!!

وتقول روان عندي سؤال الى محافظ بابل : اتحداك على الهواء مباشرة في مناظرة تلفزيونية تقدر تثبت انك اصلحت وساهمت الوضع الثقافي في بابل وانني باستطاعتي اثبت لك انك رجعت محافظة بابل خمسين سنة الى الخلف !!!

لأنه لايوجد مقر لإتحاد الادباء ولا مركز للطفل .

واخر شي تقول روان عندي رسالة الى حاكم فاسد : انت لاتشبهنا لا في الذوق ولا بالعلم ولافي الحضارة . تأريخنا علم وموسيقى وادب وتأريخك جهل وخراب وفساد ودمار . مهما كبرت فموطني اكبر ومهما استطلت فنخلتي اطول ومن ثمارك اعرفك فإعطني انتصارا واحدا أو مجدا واحد فأرحل اذن واكتب في دفتر ذكرياتك ان طفلة بعمر الورد تعلمت من اجدادها القدماء ان تقول لك هذه بلادي وانت تحكمها وليست بلادك وانت تحكمها .

اليكم التسجيل الكامل :

https://www.youtube.com/watch?v=_U35H9J_PJU

ولكن المفاجأة لم تكن متوقعة هذا اليوم السبت حيث أعلنت الشرطة العراقية احتراق منزل الطفلة الناشطة المدنية روان سالم حسين ( 13 سنة ) بعد أن وجهت انتقادا لاذعا في برنامج تلفزيوني لمحافظ بابل وحملته مسؤولية تراجع المستوى الثقافي في المدينة .

ونقلت وكالة ( فرانس برس ) عن ضابط بالشرطة العراقية : ( اطلعنا على الحادث الذي وقع بعد ظهر امس الجمعة والأدلة تشير إلى أن مدفأة أدت إلى نشوب الحريق ) . ولكن من جانبه أكد سالم حسين والد الناشطة ان ( المدفأة كانت مطفأة والتيار الكهربائي كان مقطوعا . ملمحا إلى أن الحادث كان بفعل فاعل ) !!!

وقال حسين إن الحادث ( يثير تساؤلات عديدة خصوصا مسألة توقيته .. لماذا بعد مرور 6 ساعات من نشر مقطع الفيديو الذي تحدثت فيه روان عن المحافظ يحترق البيت ؟!!

والسؤال لمن يهمه الامر .. لماذا يحرق منزل روان سالم في هذا الوقت بالذات ؟ وماهو القصد من ذلك ؟!

هكذا هي فلذات أكبادنا تعامل في العراق الجديد . فهل يوجد أمل في نهاية النفق ؟!
https://www.facebook.com/pens.from.mesopotamiab
معا ندحر الارهاب . شاركونا برأيكم . واذا اعجبكم الموضوع ضعو ( لايك ) على صفحة الفيس بوك مع الشكر على تواجدكم

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب