مشهد خارجي لرحلة الملك سرجون الثاني من نينوى الى نهودرا للتصييف
:-العام 728 ق م
بينما يمر سرجون الثاني هاربا من صيف(نينفا) نينوى اللاهب لرحلة تصييف نحو مدينة نهودرا(دهوك حاليا)
كانت قافلته المدولبة والمترفة بالخيل والحراس والهيبة تمر عبر مدينة (تل كيبا) تل الصخرة والتي كانت احدى الربايا المرتفعة التي تحرس عاصمة الامبراطورية الاشورية نينوى (نينفا) انذاك
كانت مملكة آشور دولة عسكرية تقوم على العبيد، وكان لها إنجازات معمارية وصنع التماثيل ولاسيما تماثيل الثيران المجنحة التي كانت تقام أمام القصر الملكي، وزينت الجدران بنقوش المعارك ورحلات الصيد. وما بين سنتي 883 ق.م. و612 ق.م. أقامت إمبراطورية من النيل للقوقاز، ومن ملوكها العظام: آشوربانيبال، تغلات فلاصر الثالث، سرجون الثاني، سنحاريب، آشورناصربال، واسرحادون (والد آشور بانيبال) الذي كان مهووسا بحب إذلال الملوك(كان شعورا سائدا لدى من يحكم العالم انذاك سلسلة من الملوك الجبارين)
حيث كان يجبر الملوك التابعين له على المجيء إلى عاصمته والعمل في ظروف قاسية لبناء قصوره في نينوى، وآخر ملوك آشور المدعو آشور أوباليط الذي اقام مقر قيادة مؤقت في حران (الجزيرة الفراتية) بعد سقوط نينوى بيد البابليين بقيادة نابو بولاصر الكلداني محاولا تأخير المذبحة الشاملة للشعب الآشوري. وكانت كتابة الآشوريين الكتابة المسمارية التي كانت تكتب علي ألواح الطين، وأشهر مخطوطاتها ملحمة جلجماش التي ورد بها الطوفان لأول مرة. وكانت علومهم مرتبطة بالزراعة ونظام العد الحسابي السومري الذي عرف بنظام الستينات وكان يعرفون أن الدائرة 60 درجة، كما عرفوا الكسور والمربع والمكعب والجذر التربيعي، وتقدموا في الفلك وحسبوا محيط خمسة كواكب، وكان لهم تقويمهم القمري وقسموا السنة لشهور والشهور لأيام، وكان اليوم عندهم 12 ساعة والساعة 30 دقيقة. وكانت مكتبة الملك آشور بانيبال من أشهر المكتبات في العالم القديم حيث جمع كل الألواح بها من شتى مكتبات بلاده.
عبر طريقه للتصييف كان يمر الملك بعدة بلدات انذاك منها (تسقوبا) حاليا تل اسقف وبينما تقترب القوش في مرمى العين يراود سرجون شعور بالعظمة لانه سيمر الان بقلعة القوش وكانت تسمى (شويثت كلايا) مسبية الاسرى او قلعة لسبي الاسرى كان في هذه القلعة المئات من الاسرى اليهود الذين احضرهم من اوراشاليم في اخر غزوة
في هذه القلعة ولد ومات النبي ناحوم الالقوشي وهو احد انبياء بني اسرائيل والذي يوجد سفر باسمه يسمى سفر ناحوم
والذي تنبأ فيه بسقوط نينوى وان الرب سوف يغضب عليها غضبا شديدا.
سفر ناحوم 2
1 وَحْيٌ عَلَى نِينَوَى. سِفْرُ رُؤْيَا نَاحُومَ الأَلْقُوشِيِّ.
2 اَلرَّبُّ إِلهٌ غَيُورٌ وَمُنْتَقِمٌ. الرّبُّ مُنْتَقِمٌ وَذُو سَخَطٍ. الرّبُّ مُنْتَقِمٌ مِن مُبْغِضِيهِ وَحَافِظٌ غَضَبَهُ علَى أَعْدَائِهِ.
3 الرَّبُّ بَطِيءُ الْغَضَبِ وَعَظِيمُ الْقُدْرَةِ، وَلكِنَّهُ لاَ يُبَرِّئُ الْبَتَّةَ. الرَّبُّ فِي الزَّوْبَعَةِ، وَفِي الْعَاصِفِ طَرِيقُهُ، وَالسَّحَابُ غُبَارُ رِجْلَيْهِ.
4 يَنْتَهِرُ الْبَحْرَ فَيُنَشِّفُهُ وَيُجَفِّفُ جَمِيعَ الأَنْهَارِ. يَذْبُلُ بَاشَانُ وَالْكَرْمَلُ، وَزَهْرُ لُبْنَانَ يَذْبُلُ.
5 اَلْجِبَالُ تَرْجُفُ مِنْهُ، وَالتِّلاَلُ تَذُوبُ، وَالأَرْضُ تُرْفَعُ مِنْ وَجْهِهِ، وَالْعَالَمُ وَكُلُّ السَّاكِنِينَ فِيهِ.
6 مَنْ يَقِفُ أَمَامَ سَخَطِهِ؟ وَمَنْ يَقُومُ فِي حُمُوِّ غَضَبِهِ؟ غَيْظُهُ يَنْسَكِبُ كَالنَّارِ، وَالصُّخُورُ تَنْهَدِمُ مِنْهُ.
7 صَالِحٌ هُوَ الرَّبُّ. حِصْنٌ فِي يَوْمِ الضَّيقِ، وَهُوَ يَعْرِفُ الْمُتَوَكِّلِينَ عَلَيْهِ.
8 وَلكِنْ بِطُوفَانٍ عَابِرٍ يَصْنَعُ هَلاَكًا تَامًّا لِمَوْضِعِهَا، وَأَعْدَاؤُهُ يَتْبَعُهُمْ ظَلاَمٌ.
9 مَاذَا تَفْتَكِرُونَ عَلَى الرَّبِّ؟ هُوَ صَانِعٌ هَلاَكًا تَامًّا. لاَ يَقُومُ الضِّيقُ مَرَّتَيْنِ.
10 فَإِنَّهُمْ وَهُمْ مُشْتَبِكُونَ مِثْلَ الشَّوْكِ، وَسَكْرَانُونَ كَمِنْ خَمْرِهِمْ، يُؤْكَلُونَ كَالْقَشِّ الْيَابِسِ بِالْكَمَالِ.
11 مِنْكِ خَرَجَ الْمُفْتَكِرُ عَلَى الرَّبِّ شَرًّا، الْمُشِيرُ بِالْهَلاَكِ.
12 هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: «إِنْ كَانُوا سَالِمِينَ وَكَثِيرِينَ هكَذَا، فَهكَذَا يُجَزُّونَ فَيَعْبُرُ. أَذْلَلْتُكِ. لاَ أُذِلُّكِ ثَانِيَةً.
13 وَالآنَ أَكْسِرُ نِيرَهُ عَنْكِ وَأَقْطَعُ رُبُطَكِ».
14 وَلكِنْ قَدْ أَوْصَى عَنْكَ الرَّبُّ: «لاَ يُزْرَعُ مِنِ اسْمِكَ فِي مَا بَعْدُ. إِنِّي أَقْطَعُ مِنْ بَيْتِ إِلهِكَ التَّمَاثِيلَ الْمَنْحُوتَةَ وَالْمَسْبُوكَةَ. أَجْعَلُهُ قَبْرَكَ، لأَنَّكَ صِرْتَ حَقِيرًا».
15 هُوَذَا عَلَى الْجِبَالِ قَدَمَا مُبَشِّرٍ مُنَادٍ بِالسَّلاَمِ! عَيِّدِي يَا يَهُوذَا أَعْيَادَكِ. أَوْفِي نُذُورَكِ، فَإِنَّهُ لاَ يَعُودُ يَعْبُرُ فِيكِ أَيْضًا الْمُهْلِكُ. قَدِ انْقَرَضَ كُلُّهُ.
ناحوم النبي ولد ومات ودفن في القوش في منتصف القرن الثامن قبل الميلاد ومايزال ضريحه موجود على كتف الجبل الا ان رفاته تم نقلها من قبل اهل القرية في الستينيات من القرن الماضي بعد ان لاحضو عدة محاولات اسرائيلية لسرقة الرفاة وهذه حادثة شهيرة يعرفها كل اعيان القوش
اذن لنعد لتخيل رحلة سرجون الثاني الصيفية
مازلنا نشاهد الملك سرجون وهو يتجول في القلعة ويطلع على حال الاسرى ثم يواصل طريقه الصيفي نحو دهوك(نهودرا )انذاك
قبل الوصول الى مدينة دهوك بحوالي 25 كم يحط مسترحا عند نهر صغير في بلدة يقال لها بهندوايا وهي ماتزال ويعرفها كل سكان المنطقة
يبيت الملك على اضواء الزيت الذي اشعله الحراس من خلال حفر مقعرات في الصخور
يشرق يوم جديد ليواصل سرجون رحلته حتى يبدو على مشارف دهوك عند بلدة يقال لها بيث ختمي(باختمي حاليا ) وهي بلدة على حدود عاصمة الدولة الاشورية يتوجب على الاجانب الداخلين دفع ضريبة للحصول على اذن بالدخول(فيزا مختومة) لذلك معى اسم البلدة هو بيت الاختام
من خلال هذه البلدة يعرف الملك اعداد وجنسيات من يدخل الى مدينة نينوى العظيمة التي كانت تحكم العالم
يقترب الملك من مدينة دهوك ليصل الى مشارفها عند بلدة يقال لها اليوم (مالطا) واسمها معلثايا اي الارض العالية منها يصعد على كتف الجبل حيث هناك مكان خاص به في الصيف ولاتزال هناك اثار كهف( هالامت)
اود ان اقول انما حدث في نينوى هذه الايام وماسيحدث واضح جدا من يقف خلفه
طبعا وقطعا اسرائيل التي ماتزال تؤمن بان المدينة التي حطمت التاريخ اليهودي يجب ان تدمر ولاسيما اثارها الاشورية لان النبوءات اليهودية لاترغب بوجود اي من هذه التماثيل في بلاد مابين النهرين
14 (((( إِنِّي أَقْطَعُ مِنْ بَيْتِ إِلهِكَ التَّمَاثِيلَ الْمَنْحُوتَةَ وَالْمَسْبُوكَةَ. أَجْعَلُهُ قَبْرَكَ، لأَنَّكَ صِرْتَ حَقِيرًا».
فمن منا يتخيل نينوى من دون النبي يونس ع ومن دون المراقد والمساجد والحسينيات والمعابد
ومن دون سرجون واشور وشلمنصر والثور المجنح والقائمة تطول طبعا.