كان لوزارة الصناعة والمعادن تاريخ حافل بالإنجازات العملاقة وفي جميع المجالات، ما أثار استغرابنا ان دول جوار العراق تنتج الأسمدة الزراعية، ولديهم الاكتفاء الذاتي في بلدانهم من تلك الأسمدة الزراعية المركبة، ويتم تصدير الفائض من انتاجهم للعراق، علما ان بعض المواد الأولية لإنتاج الأسمدة المركبة غير متوفرة لديهم، ويتم استيرادها، واخوانكم المزارعين في العراق يمرون بأزمة في مجال الأسمدة الزراعية، مع سكوت غريب وعدم مبالاة من الجهات المختصة في الحكومة.
في العراق، أكثر من 90% للمواد الأولية الداخلة في إنتاج الأسمدة الفوسفاتية الزراعية متوفرة محليا او يمكن توفيرها، المصنع موجود في محافظة الانبار وان كان قد تضرر، نعتقد ان الانبار بحكومتها المحلية، المتميزة في إنجازاتها، وأهلها الاصلاء، سيساهمون مساهمة فاعلة في إنشاء مصنع جديد وبمواصفات فنية عالية، ونسألكم بالله جميعا ان تتركوا جانبا فكرة الاستثمار لنتائجها المخيبة لآمال الشعب على مر السنين، لدينا من الخبرة واليد العاملة والمادة الأولية والأموال فلماذا الاستثمار؟
الفلاح يعاني من مشكلة الأسمدة الزراعية “المستوردة”، والمصانع موجودة لديكم والكوادر الهندسية والفنية والإدارية والأموال، ولا نعتقد ان الحكومة المركزية ورئاستها ووزارتكم تعترض على إنشاء وتشغيل معامل الأسمدة لسد حاجة القطاع الزراعي في العراق، والذي هو بحاجة لأكثر من نصف مليون طن سنويا من الأسمدة المركبة واليوريا.
ألا تكفي السنوات الثمانية عشر الماضية من الركود وعدم تشغيل تلك المصانع الموجودة في محافظة الانبار او انشاء مصانع جديدة، وعدم تحمل المسؤولية تجاه بلدكم أولا واخوانكم الفلاحين، “ما هكذا ترد الإبل” يا وزارة الصناعة والمعادن العراقية وكوادرها العملاقة، ننتظر منكم هذا المنجز البسيط، نعم البسيط على عقول العراقيين وسواعدهم في وزارتكم، ومن الله التوفيق.