22 ديسمبر، 2024 8:23 م

لماذا وافقنا على الجلوس مع المحتل !؟

لماذا وافقنا على الجلوس مع المحتل !؟

حدثني بنبرة عصبية غير راضية عن مقال كنت قد نشرته بينت فيه وانا أرى إن الحسم العسكري بات بعيدا ولا عيب في أجلس مع المحتل وفق شروطي وبتنازل لا يمس المبادئ والحقوق اذا ما كان جادا يسعى لإنهاء الصراع في بلدي ,فلم اقف عثرة في  تحقيق ذلك.. قال لي انك  قد اعترفت هكذا بالمحتل قلت هو واقع جاثم على رقابنا منذ ما يزيد عن 14 عاما . ولما اصبح الحل العسكري يمد في زمن الصراع فلم لا ابحث عن حل اخر لا اترك فيه بندقيتي نهائيا ,,الحروب هي ربح وخسارة وكذلك الدنيا هي اخذ وعطاء ,لا تعد الحرب بالضرورة أن تكون احتلالا أو قتلا أو إبادة جماعية ولا يصح اطلاق كلمة حرب على ان تكون بالمعنى العسكري المنظم بل قد تكون حرب اقتصادية او نفسية او اجتماعية او بطرق سلمية ! لا اتفكه هنا فربما انت لا تستطيع ان تواجه العنف بالعنف، أو مقارعة كل الطبيعة والاشكال المنظمة للوحدات المتورطة ضدك فللحرب كيانها الثقافي وممارساتها المختلفة و ليست بالضرورة مرتبطة بالسلاح فقط او بنوع وحيد من التنظيم السياسي أو المجتمعي..
انا الان ولنقل جدلا امثل جهة معينة قارعت المحتل منذ قبل اليوم الاول للاحتلال والشعب العراقي الذي اقاتل من اجله يعرف جيدا انني ما رفعت السلاح بوجه المحتل ولا قدم اقراني التضحيات الجسام الا من اجل كرامة العراقي وانني رفضت الاحتلال وما جاء به من مهانة وعبودية مذلة وولاء طائفي للاجنبي سماها العملية السياسية ,رفضت فيها ايضا الجلوس مع هؤلاء العملاء الذين باعوا وطنهم لمصلحة معينة ولا زلت على موقفي واذا ما استبدل المحتل هذه الطبقة الفاسدة بعراقيين كائنا من كان حتى لو كانوا يمثلون أي كيان دخل اللعبة السياسية ..لماذا لاننا كعراقيين نحن وانتم جميعا متفقين ان الشلة الخضراء البالية هي فاسدة وفاشلة وهي سبب خراب العراق.اذا قلتوا لي ان الجنوب يعيش بخير ساجيبكم اين ابناءكم واين الخير في سرقة ثروات العراق والتفريط بها الستم اولى بالاستفادة منها ؟ ! .اذن فانا على استعداد للجلوس مع الوجوه الجديدة من اجل انقاذ ما تبقى من شعبنا وبلدنا حاضرا ومستقبلا لذلك فانا حين اغير نظرياتي الفلسفية و النفسية للحرب فانا انطلق من خلال الحجج القائمة على أساس علم النفس التطوري مبينا انني لست كائنا عنيفا احادي التفكير والنظرة يدفعني التحيز لحزبي او كياني لاقابل الاخرين بكراهية لا بديل لها .ربما الان بنظر المناوئين أصبحت  مقبولا لديهم .. حسنا فالبيئة ايضا في الحرب لها تأثير كبير على أنواع القتال التي تحدث , فكان لها التأثير في اتخاذي لهذا القرار ولستم انتم فقط .وانا اخترت هذه الطريقة الان بعد ان عجزت عن اخراجكم من صندوق الطائفية الذي وضعكم فيه المعممون وسياسيكم الفاسدون .!
كثير من الكتاب والباحثين الذين دفعتهم طائفيتهم وغرورهم وقصر نظرتهم للحياة وشروط حفظ الكرامة كانوا ولا يزالون يدعون الكيانات التي رفضت الاشتراك بالعملية السياسية وينتقدون هؤلاء الملتزمين بكرامتهم كرامة العراقي لان فاقد الشيء لا يمتلكه فلهذا استعملوا شتى انواع الطرق والنقد ضدنا وعملوا بجد على خداع الشعب او المنتفعين منهم او الفئة الساكتة وبدأ يتردد بينهم : حسنا اجلسوا معهم واعملوا على التغيير ..وحيث يعلم الان بقناعة تامة جميع العراقيين ان الفاسد المنغمس في فساده وتخلفه الملطخة يده بدماء العراقيين لا يمكن اصلاحه فعليه فانا قد طورت حربي ووجهة نظري الجديدة للشعب العراقي وها انا اعرضها امامه ليحكم عقله وليحكم ضد من يقف مانعا تحقيق سعادته , و عليه اعرض صورة فعالة لوقف تبادل إطلاق النار العدائي المشترك, وبما أن الجوانب الإستراتيجية والتكتيكية للحرب تتبدل دائما، فإن النظريات والمذاهب المتعلقة بها غالبا ما تصاغ قبل، أثناء، وبعد كل حرب كبرى فأين القصور يا سيدي بما جاء بمقالي ؟!
الان الشعب العراقي يعلم اننا لم نقاتل من اجل السلطة ولا نسعى لها واننا مستعدون لان نجلس بمقاعد المعارضة ونتبع كل الوسائل التوضيحية والمقارنة لنبين للشعب اكثر ان لا فائدة ولا جدوى من اعطاء شلة العمالة وأتباع المحتل فرص اخرى ليجربوا برأسنا تجارب جديدة قد تكلف الاف الارواح الجديدة و خسارة ثروات البلد الذي بدأ ينهار اقتصاديا نتيجة سياسات المنطقة الخضراء ولدينا براهين حدثت سابقا قلبت موازين القوى وانقلب الشعب فيها على اسياده خذ مثلا مشاركة روسيا في الحرب العالمية الأولى وكيف انها اثرت سلبا على الاقتصاد الروسي حتى أنه تقريبا انهار، وأسهم ذلك إسهاما كبيرا في بداية الثورة الروسية عام 1917.
اذن المسئلة بسيطة وقد وضعناها بيد الشعب العراقي على جميع الوانه (نحن نرفض الطائفية ولا نتحدث بها ) نحن تنازلنا وسنجلس مع المحتل كراع لعملية سياسية اخرى – انتم تنازلوا بالمقابل وغيروا هذه الشلة التي تصفونها الان بالفاسدة وانهم سبب معاناتكم بعراقيين يمثلون مصالحكم في الدولة ولنحقن الدماء ونعمل على اعادة الاعمار واعادة حقوقنا فهل انتم فاعلون ؟ 
لا تقل لي ايها القارىء العزيز أنا فرد  و لا املك من القوة ما استطيع ان اغير التاريخ بها ,فصحيح انك ستعرف مدى القوة التي بداخلك  حين تصل لمرحلة الاضطرار ربما!! .نحن لا نريد ان نوصلك للاضطرار اوعندما لا يكون عندك أي إختيار إلا إظهار القوة التي بداخلك وهي الإختيار الوحيدالذي سيغير ويتخلص من الفاسدين لكننا نقول انت حر نفسك فكن ايجابيا معها , رغم اني أجد أمامي ملايين العراقيين يعيشون في أحضان الحالة السلبية يومياً  ولا يريدون أن يتركوها ، فهم مبرمجون عليها ! لدرجة ان بعضهم لا يستطيع ان يرى الكارثة التي وضع نفسه بها الا بعد ان يشارف على الموت او يشيب حينها يدرك مدي الحماقة التي أوقع نفسه فيها وانه كان باستطاعته ان يغير نفسه اولا ويخرج من هذا الصندوق المغلق الذي وضعه فيه المعممون والسياسيون  وان  يغير الواقع .لكن حينها هيهات هيهات أن ينفع الندم .
عزيزي العراقي اخرج من سلبيتك .. أن كان هناك إحساس بالألم بداخلك ابكي لا عيب من ذلك لكن بعد ان تجف الدموع اسعى للتغيير، إن لم يكفي البكاء فلتصرخ بكل ما أوتيت من قوة مطالبا بالتغيير أهم ما في الامر أن تخرج ما بداخلك ببساطة وتعلنها حربا وانتفاضة ضد الطغاة من سياسيين فاسدين وامريكان  الذين يقفون ضد ان تعيش بسعادة. فهل سترينا ما أنت قادر على فعله .؟