18 ديسمبر، 2024 11:53 م

لماذا هذا الخوف و التوجس في طهران؟

لماذا هذا الخوف و التوجس في طهران؟

لاتزال أصداء و تأثيرات نشر الملف الصوتي عن لقاء المنتظري بلجنة الموت مستمرة ولاتزال ردود الفعل من جانب أوساط مختلفة من داخل نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية تتوالى، خصوصا بعد قرابة شهر على بدء حملة لمقاضاة المسؤولين عن مجزرة 30 ألف سجين سياسي من جانب الجالية الايرانية في سائر أرجاء العالم، وهذا مايدل و يثبت على إن قضية الصراع و المواجهة بين منظمة مجاهدي خلق و طهران، باقية على سابق عهدها و لاتزال تشکل التهديد الاکبر و الاخطر للنظام.
بهذا الصدد، فقد قال مجيد أنصاري مساعد روحاني في الشؤون الحقوقية وعضو مجمع تشخيص مصلحة النظام، في اجتماع المجمع: اضافة إلى تشويه سمعة الخميني هناك “مؤامرة معقدة بدأت تنفذ على المستوى الدولي ترمي إلى تقديم منظمة مجاهدي خلق كمنظمة مشروعة ومدنية”، ويبدو إن طهران لاتزال تصر على العمل من أجل الإيحاء بأن منظمة مجاهدي خلق منظمة إرهابية متطرفة على الرغم من إن العالم کله قد صار على بينة کاملة و إطلاع أکثر من کافي بشأن الماهية و المحتوى الانساني لهذه المنظمة و من إنها تناضل بلا هوادة من أجل حرية الشعب الايراني و المبادئ و القيم الانسانية.
المثير للسخرية و الاستهزاء، إنه وفي الوقت الذي يسعى فيه هذا النظام من أجل الإيحاء بأن منظمة مجاهدي خلق منظمة إرهابية و معادية للشعب الايراني، فإنه يعود و بنفسه من أجل دحض هذا الزعم، وعلى سبيل المثال لا الحصر، فإن مهدي خزعلي الذي كان يعمل في عهدي رئاسة خامنئي ورفسنجاني في مكتب الرئاسة، وفي معرض حديثه عن وقائع العديد من مشاهد المجزرة عام 1988 في سجن ايفين، قال”أكبر وأكثر المجموعات عددا تتحدى النظام كانت منظمة مجاهدي خلق… القضاء على هذه المنظمة كان يتحقق فقط من خلال هيمنة وسطوة الإمام. وفي واقع الأمر انهم أرادوا اجتثاث هذه المنظمة طالما كان الإمام موجودا وحجتهم كانت تتلخص في أن كل من نطلق سراحه قد يرتد و نواجه أعدادا كبيرة لذلك نعدمهم وهذه الإعدامات تخلق أجواء من الرعب في العوائل ثم لا يتجرأ أحد على الارتداد.”، بهذا المنطق و االاسلوب الدموي يريد منا هذا النظام أن نعتبر الضحية جلادا و أن نقلب الامور رأسا على عقب.هذا الخوف و التوجس غير العادي الذي نشهده في الاوساط الحاکمة في طهران على خلفية نشر التسجيل الصوتي للمنتظري، يبين و يثبت من دون أي نقاش، بأن منظمة مجاهدي خلق لازالت تمثل الخطر و التهديد الاکبر على النظام ولازالت تعتبر القوة الاکثر و الاکبر تأثيرا على النظام.