22 ديسمبر، 2024 1:55 م

لماذا هذا البغضُ للإمام المهدي عليه السلام يا مارقة ؟

لماذا هذا البغضُ للإمام المهدي عليه السلام يا مارقة ؟

من المعروف إن الإمام المهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف من أن يقوم بعدّة خطوات وإجراءات عمليّة وميدانيّة على طريق تأسيس الدولة الإسلاميّة العادلة. ويقع في أولويّات هذه الخطوات قيامه عجل الله تعالى فرجه الشريف حين ظهوره على الملأ باستئصال رموز الكفر والنفاق والانحراف من على وجه الأرض، كتمهيد لبسط سلطانه وضمان عدم وجود من يحاول مواجهة هذه الدولة.وحينما يلجأ عجل الله تعالى فرجه الشريف لتأسيس نظام جديد، فإنّ هذا الأمر يفترض إلغاء كلّ الأنظمة والقوانين الحاكمة في المجتمع البشريّ. لذا فإنّنا يمكننا وضع هذا الافتراض العقليّ وهو قضاء الإمام المهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف على تلك الأنظمة وإلغائها من ساحة الوجود ووضع البديل الصالح عنها .

وهذا ما أشارت إليه الآية الكريمة هو الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ).

حيث ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام في تفسيرها: “أَظْهَرَ ذلك بعدُ؟ كلّا والّذي نفسي بيده، حتّى لا تبقى قرية إلّا ونودي فيها بشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله بُكْرةً وعشيّا”.

فلماذا هذا البغضُ للإمام المهدي عليه السلام يا مارقة ؟

فقد ذكر احد الممحققين العراقيين المعاصرين في محاضراته العقائدية والتاريخية ليتعمق في التاريخ ويكشف لنا زيف المنافقين في كل زمان ومكان من أجل إحياء الدين الإسلامي المحمدي الاصيل :

فقد ذكر نعيم بن حماد في كتابه (الفتن) قال: …عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وعليه السلام) قَالَ: {إِذَا رَأَيْتُمُ الرَّايَاتِ السُّودَ، فَالْزَمُوا الْأَرْضَ، فَلَا تُحَرِّكُوا أَيْدِيَكُمْ، وَلَا أَرْجُلَكُمْ، ثُمَّ يَظْهَرُ قَوْمٌ ضُعَفَاءُ لَا يُؤْبَهُ لَهُمْ، قُلُوبُهُمْ كَزُبَرِ الْحَدِيدِ، هُمْ أَصْحَابُ الدَّوْلَةِ، لَا يَفُونَ بِعَهْدٍ وَلَا مِيثَاقٍ، يَدْعُونَ إِلَى الْحَقِّ وَلَيْسُوا مِنْ أَهْلِهِ، أَسْمَاؤُهُمُ الْكُنَى، وَنِسْبَتُهُمُ الْقُرَى، وَشُعُورُهُمْ مُرْخَاةٌ كَشُعُورِ النِّسَاءِ، حَتَّى يَخْتَلِفُوا فِيمَا بَيْنَهُمْ، ثُمَّ يُؤْتِي اللهُ الْحَقَّ مَنْ يَشَاءُ}….العنوان الثالث: الدولة المارقة وبغض المهدي!!!

سؤال بديهي يرد على ذهن كل إنسان وهو أنّ من يدعي أننا في آخر الزمان، وأن الجهاد وتأسيس الدولة واجب (كما يقول أصحاب الدولة، كما يفعل أصحاب الدولة، كما يشيع أصحاب الدولة) والالتحاق بها واجب وفرض عين، لأنها دولة الخلافة، دولة العدل التي وعدنا بها الرسول الأمين عليه وعلى آله الصلاة والتسليم، فلماذا نجد هؤلاء قد قطعت ألسنتهم وصمت آذانهم وعميت أعينهم عن اسم وعنوان المهدي؟ فهل ينفون المهدي جملة وتفصيلًا ويرفضون ويبطلون كل ما جاء عن المهدي من أحاديث وروايات وآثار وتاريخ أم إنه نفاق وبغض لخاتم النبيين وآله الطاهرين وصحبه المرضيين ومخالفة لسنتهم وسيرتهم ونهجهم القويم صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين؟ فلماذا أصر المنتمون للمسمى داعش أو الدولة أو دولة العراق والشام أو الدولة الإسلامية وغيرها من عناوين، لماذا أصروا عل ى محو اسم وفكر المهدي من قلوبهم ونفوسهم وعقولهم؟ ولو أعطى أي إنسان عاقل لنفسه وقتًا قليلًا مناسبًا للتفكير لوجد أنّ هذا الاستفهام يكشف بطلان ما هم فيه وأن كل ما يقومون به لا يمثل طريق الحق والهداية والاهتداء والصلاح، لأنه على الطريق القويم طريق الله ورسوله الكريم وأئمته الراشدين المهديين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.

لقد وصلنا الكثير من الأحاديث الصحيحة الدالة على ظهور المهدي عليه السلام وأنّه سيكون في آخر الزمان، وهو علامة من علامات الساعة وشرط من أشراطها وقد ذكر اسم وعنوان المهدي صراحة في الكثير منها، فيما أشارت باقي الروايات إلى عناوين فهم منها كل عقلاء المسلمين أن المقصود منها هو الشخص المسمى بالمهدي، ومن هذه الأحاديث

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: يخرج في آخر أمتي المهدي يسقيه الله الغيث وتخرج الأرض نباتها ويعطي المال صحاحًا وتكثر الماشية وتعظم الأمة يعيش سبعًا أو ثمانيًا. كما في مستدرك الحاكم، وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. (مسلم والبخاري لم يخرجاه)

الألباني رواه في سلسلة الأحاديث الصحيحة: عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: المهدي مني أجلى الجبهة (انحصار الشعر عن مقدمة الجبهة) أقنى الأنف يملأ الأرض قسطًا وعدلًا. (حتى أعطي هذا العنوان والمعنى عن قصد حتى نوصل علامة وإشارة ودليل وبرهان إلى بعض الجهال ممن يعتقد ببعض الأشخاص أو ممن يعتقد بشخص وغيرهم يعتقدون بشخص آخر على أنه المهدي، هذه مواصفات المهدي سلام الله عليه) وأقنى الأنف (أي أنفه طويل رقيق في وسطه حدب، محدب قليلًا) وبعد هذا هل يفسد؟ هل يعمل مع المفسدين؟ هل يمضي عمل المفسدين؟) يملأ الأرض قسطًا وعدلًا كما ملئت جورًا وظلمًا، يملك سبع سنين. في سنن أبي داود كتاب المهدي.

وفي مستدرك الحاكم، ج4، وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه. وأيضًا رواه الألباني في الصحيح الجامع .

فالهدف الإلهيّ من إقامة مشروع الدولة العادلة على يد الإمام المهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف هو كما روي عن الصادق:عليه السلام “… ويَبْلُغَنَّ دينُ محمّد صلى الله عليه وآله وسلم ما بلغ الليلُ حتّى لا يكون شركٌ على وجه الأرض.”.