7 أبريل، 2024 2:48 ص
Search
Close this search box.

لماذا نهتم  بأحياء ذكرى الثورة والانتفاضة ..

Facebook
Twitter
LinkedIn

بعد اكثر من الف عام.. تحي الملايين ذكرى الانتفاضة الشعبية التي قادها الحسين بن علي (ع) ضد الحكم الديكتاتوري الفاسد..سابقا وحاليا ومستقبلا.. لا زالت معانيها تعيش في ضميرنا، ومن يؤمن بضرورة مواجهة الحكم المستبد الظالم..ومواجهة الفساد الحكومي.. 
يمكن القول: ان النتيجة الاهم في الثورة الحسينية..هي ايجاد روح المعارضة للظلم والفساد. لقد قدم الامام الحسين (ع) أنموذجا للانسان الواعي لحقوقه وكرامته.. والرافض لهيمنة الحاكم الفاسد.. وحملنا إمامنا (عليه السلام) مسؤولية التصدي والمعارضة لاي حكم يعبث باموال الشعب.. ويعتقل اويقتل على اساس الظن والشبهة ..
….الابعاد التربوية للثورة:
وانتجت الثورة الحسينية ذوقا اسلاميا مرهفا ضد الظلم، واوجدت عزما وارادة نحو التضحية من اجل الصعود التكاملي. وعبر عن ذلك شهيدنا الصدر بقوله: …الأثر الأهم في إيجاد التحسس العام من أي ظلم، ذلك التحسس المنتهي بالثورة، صغيرة كانت أو كبيرة. وكشفت هذه الثورة أمام المخلصين، لزوم عدم اعتدادهم بأنفسهم، والاكتفاء بما هم عليه، وضرورة الصعود في خط التكامل التدريجي والتربية الحقيقية في هذا الطريق. انهم مهما أدوا من تضحيات سيكون الحسين،عليه السلام، وأصحاب الحسين،  أمامهم مثالا يحتذى لن يصلوه إلا بعد لأيّ  (هامش 4). انتهى.
ان التضحيات التي قدمها الامام الحسين واصحابه، عليهم السلام، هي الدفعة الاولى من التضحيات التي يقدمها المؤمن الرسالي، لان العلاقة العقلية والعاطفية بين المؤمن والثورة الحسينية، انتجت شعورا بالمشاركة في الخسائر. أي ان المؤمن يشعر بالخسارة التي دفعها القائد والثوار، في معركة الطف، واصبح مطالبا بالثار من الدولة الظالمة. ثم ان ظروف الظلم والاضطهاد التي سبقت الثورة، والسلوك الاجرامي للدولة المنحرفة تجاه الاطفال والنساء والشيوخ، جعلت الفرد المؤمن متحشدا تجاه العدل واطروحته ودولته بقيادة المخلص الموعود.
وعبر الشهيد الصدر عن تلك النتائج المترتبة عن الثورة الحسينية كالتالي: وسيكون الفرد – نتيجة لذلك – شاعرا بكل وضوح بأهمية إطروحته العادلة، ومُثّمنا ضرورة الاخلاص لها، ومتجها بكل رحابة صدر إلى تقديم المصلحة العامة على كل مصالحه الخاصة، لكي يكون مؤهلا بالتدريج للقيادة بين يدي القائد المهدي ع.. ومشاركا بالتالي في إنجاز الشرط الثالث.  وسيكون لهذه الثورة صداها المؤثر الكبير، خلال عصر التخطيط الرابع، حتى ورد ان الامام المهدي،عليه السلام، يعلن خلال حربه للسيطرة على العالم شعار الأخذ بثأر جده الحسين،عليه السلام.  (نظر الهامش). وسيكون المؤدي الحقيقي لهذا الصدى الكبير شعور الأفراد في ذلك الحـين بضرورة إطاعة الحق المتمثل بالقائد المهدي،عليه السلام، ودولته العالمية، كـما سبق للحسين عليه السلام، أن ضحى في سبيل هذا الحق نفسه، باعتبار ان الاطروحة العادلة الكاملة، هي نفسها التي كانت لدى الحسين،عليه السلام،   ستكون لدى المهدي،عليه السلام.
وللحديث بقية…….
الهامش:
انظر، تاريخ ما بعد الظهور في الفصل الثالث من الباب الثاني من القسم الثاني

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب