16 أبريل، 2024 9:52 ص
Search
Close this search box.

لماذا ننتخب الفاسدين

Facebook
Twitter
LinkedIn

لا يشغل العراقيين هذه الايام إلا حديث الانتخابات والتخوف منإعادة تدوير نفس الوجوه التي مل الشعب من جثومها على السلطة ومصها لخيرات البلد وبقاء الحال المزرية التي نعيشها كما هي ليزداد العراقيين فقراً ويزداد المقربين من أحزاب السلطة ثراءً ، ورغم أن الاحزاب المستكبرة عملت جهدها لترسخ بقاءها في السلطة من خلال القانون الانتخابي ورجالاتها في المفوضية غير المستقلة للانتخابات وتجهيز المال السياسي الذي سيكون له الدور الابرز لكسب الاصوات ومع كل هذا هم متخوفون وقلقون من احتمالية خسارتهم لأنهم يعلمون أن الشعب رافضهم كما الشعب قلق من بقائهم لهذا فالناس تبحث عن أي طريقة لأنهاء الوضع المزري ولكنهم لايريدون أن يتعبوا أنفسهم فالعراقيين يبحثون دائماً عن (حار ومجسب ورخيص ) ويحلمون دائماً أنهم سيستفيقون من نومهم يوماً ليجدوا كل شيء تصلّح بالعراق بقدرة قادر لأن العراقيين أكثر شعب إتكالي في العالم فنرى اليوم الكثير منهم يطالب المرجعية بأصدار فتوى لتحريم أنتخاب الفاسدين !! وكأن عدم أنتخاب الفاسد يحتاج الى فتوى من مرجع والمراجع بح صوتها كما عبر بعضهم ووجهت بعدم
إرجاعهم للسلطة حتى ملت ولا من مجيب في أن المجرب لا يجرب ولكن الناس تعيد تدوير نفس النفايات الفاسدة بحجج واهية والأغلب يصرح بها وكأنها كلمة حق (من يحقق لي مصلحتي سأنتخبه ) و لا يعلمون أن هذا الامر هو الذي أبقى المتسلطون في مناصبهم فهؤلاء قادرون على تحقيق المصالح الفردية لأن أغلب الدوائر الحكومية بأيديهم من خلال وضع أشخاص يدينون بالولاء لهم وينفذون أوامرهم حتى إني أعرف بعض المسؤولين كانوا يأمرون قائد الشرطة بنقل مجموعة من الشرطة من أماكنهم الى مواقع بعيدة فيأتي هؤلاء الشرطة المساكين يتوسلوا بالسادة المسؤولين ليرجعوهم الى أماكنهم ويعود هؤلاء السادة المسؤولين يأمروا قائد الشرطة بإرجاعهم الى أماكنهم فيخرج الشرطة ممنونين للمسؤولين لأنهم أصحاب فضل عليهم فحصدوا الكثير من الاصوات بهذه الطريقة وغيرها من طرق اللعب على الذقون واستغفال المساكين فلا تكون هناك حاجة لتقديم الخدمات أو التخطيط لتقدم المدن والمحافظات والبلد فالأمر أسهل من كل هذا ، ولهذا سنبقى على نفس الوضع عندما تكون نظراتنا قاصرة على مصالحنا الشخصية دون أن نتعب أنفسنا بالنظر الى مصلحتنا كشعب وكبلد ولن نفكر بأقصاء هؤلاء لأننا نشعر بالحاجة إليهم في قضاء حوائجنا الصغيرة فننتخبهم ونعود لنرجمهم بألسنتنا طوال أربع سنوات قادمة وهكذا تدور الدوائر إلا أذا جاء ساحر وألقى عصاه فتلقف ما يأفكون وهذا لا يحصل الا في الافلام وأحلام العراقيين ، ودمتم سالمين .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب