التزامنا هذا يتعارض وثقافة العلمانية التي تتبنى فصل الدين عن السياسة وهذا الشعار قد ينطبق على البعض الا انه مرفوض على البعض الاخر والفصل بين رجل الذي من المفروض انه رجل دين مع السياسة هذا امر وارد ولكن شخص كالسيد علي الحسيني السيستاني هل يصح ان يقال له دعك من السياسة والتفت الى امور الدين؟ان التصرفات اقوال وافعال التي تصدر عن اي انسان تكون نابعة من اخلاقيات هذا الانسان ، ولان اخلاقيات المرجعية نابعة من الالتزام الديني بشريعة الاسلام والتي اكدت في حديث عظيم لرسول الله (ص) عن الدور الذي يضطلع به الا وهو انما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق، فهذا النص يؤكد على الاخلاق وترجمة الاخلاق على ارض الواقع هو من خلال التصرفات التي نقدم عليها اذا كنا فعلا متمسكين بشريعة الاسلام وبتعاليم نبي الاسلام، والتصرفات ليست مخصوصة بل انها عامة وفي كل المجالات ومنها التي يقال عنها سياسية والا هي تعامل الرئيس مع المرؤوس والمرؤوسين فيما بينهم . ومن هذا المنطلق فان المرجعية عندما تفكر باصدار حكم شرعي او توجيه ديني او بيان فانها تبحث في كل ما لديها من ايات وما صدر عن المعصومين من احاديث حتى يكون الامر الذي يصدر منها ضمن مرضاة الله ومكارم الاخلاق ، بل وحتى في الحيرة لا نستبعد ان يكون هنالك الهام غيبي يجعل الاطمئنان في قلب المرجعية عند اصدارها اي امر ، وليعلم الجميع ان اخطر مهمة يقوم بها المرجع عندما يفتي وذلك لعلمهم بعاقبة الامور وحتى يتجنب ما يغضب الله عز وجل فانه يكون بمنتهى الاخلاقية والدقة في اصدار فتوى او بيان حتى مع الدقة في اختيار كلمات لا تؤول الى غايات اصحاب النفوس الضعيفة وبرفقتها الزمان الصحيح اي التوقيت الصحيح.وليعلم الجميع ان المرجعية لا تنظر بلحاظ اصدار الفتوى بل ما بعد الفتوى وماهي الاثار المترتبة عليها ولربما يترتب اثر هو سيء نراه ونستعجل الحكم ولكن المؤكد ان الاسوء كان سيحصل لو كان الامر كما نريده .وللتذكير بازمة النجف عام 2004 والتي كانت تدميرية عسكرية والكل يتامل وقف اطلاق النار وبالفعل تم ذلك وفق الراي السديد للمرجعية في نزع فتيل المواجهة وشرط بعض الشروط لوقف العمل العسكري ووافق الطرفان عليها، هل تعلمون ان احد الشروط هو اجراء التعداد السكاني للعراق ، ولو نظرنا الى هذا الشرط لقلنا ما علاقته بالازمة العسكرية؟ ولكن بعد النظر لهذا الشرط بحيث لو تحقق او لنقل لو التزم به السادة المسؤولين لكانت هنالك امورا تعم بخيرها على العراق ، ولان التعداد السكاني هو الخطوة الاساس في التخطيط والعمل في النهوض بالعراق وفي مختلف مجالاته فان الاجندة العميلة لاعداء العراق عرقلت تنفيذه وبحجج واهية ولضعف الاداء السياسي لمن المفروض انهم يلتزمون بتعليمات السيد السيستاني فكان ما كان من تدهور وازمات .الذي جعلنا نعتمد في ديننا على فتاوى المرجعية والتي هي اهم من دنيانا فانه من البديهي ان نتبع المرجعية في امور الدنيا