الدول الديمقراطية في كل العالم حكومات التكنوقراط التي تشكل فيها عادة يكلف رئيس الوزراء بنفسه لاختيارها وعرضها على البرلمان للموافقة عليها , ولهذا المفروض بالسيد العبادي ان يعتمد هذا الاسلوب والالية وهو العارف جيدا بها لكونه بريطاني من اصل عراقي ويعي هذه الحقيقة اضافة الى انه مفوض بشان التغير والاصلاح من قبل الشعب والمرجعية ومجلس النواب , لكن السيد العبادي فاجئنا بطلبه من الكتل السياسية تقديم مرشحيها وبذلك خالف الاطر والصيغ الديمقراطية والانظمة في العالم , واعطى تصورا بان العملية الديمقراطية بالعراق تسير بالمقلوب (بك فاير) ولهذا ستنتج لنا حكومة جديدة لا تتعدى عملية التغير فيها الا استبدال اشخاص ليس الا , اما الاصلاح فلا يوجد اثر له والفساد لا يكافح من قبل العبادي المعروف لجميع العراقيين بانه نظيف اليد … ومن هنا نسال السيد ر. الوزراء اليس نفس الكتل التي تطالبها اليوم بتقديم مرشحيها هي من رشحت لك اعضاء الحكومة السابقة وبالتالي ثبت فساد بعضهم وفشل البعض الاخر ؟!… لماذا نكرر الكره ونلدغ من نفس الجحر مرتان ؟!ان تغير الفاسد او الفاشل لا يعني القضاء على الفساد طالما المنظومة باقية وقائمة وتعمل ، وربما الذي لا يعرف ان يسرق الالية هي من تعلمه ذلك بصورة شرعية وتحت غطاء القانون وعليه فان هناك راي في الشارع يحبذ بقاء الوزراء السابقين حتى وان كانوا فاسدين او فاشلين افضل مما ياتوا لنا ببديل عنهم اكثر شراهة للسرقة واكثر انحدار بالفشل لاننا ندرك بالقطع واليقين لو ان أعلى النموذجالوزراء في الحكومة الحالية يتوجسون الخوف والمحاسبة من كتلهم لما فسدوا او فشلوا ولكنهم كانوا مطمئنين وغير مبالين ومكترثين لانهم تعودوا ان كتلهم واحزابهم تحميهم حتى من سلطة القانون… اذن خيبة الامل في قضية الاصلاح توقعناه مسبقا وحذرنا منه وقد جسدته مقالتنا السابقة والمنشورة بموقعي صوت العراق وموقع كتابات تحت العناوين التالية :-
وهم الاصلاحات الاقتصادية-
ما يجري في العراق هو اجراءات ادارية وليس اصلاحات شمولية-
مسؤولون لكن عن مصالحهم الشخصية والحزبية-
محاولة منهم استحمار الشعب العراقي من قبل بعض السياسين-
رسالة من المرجعية الى اطراف معركة الاصلاح المصيرية-
معركة الاصلاح المصيرية التي تتبناها المرجعية الدينية-
هل سنجعل من العراق دولة فاعلة وعادلةواخيرا لقد كان الامل يحدوا الكثير من العراقيين بان المرجعية الدينية ستقول كلمتها في خطبة الجمعة اليوم بعد ان ثبت للكل الاصلاحات التي انتظرها العراقيون كانت عملية تخدير وتسويف ولا تتعدى تغير اشخاص وحتى هذا التغير الشكلي كان في مستنقع المحاصصة العرقية والحزبية والطائفية وهناك مسافة واسعة وهوة كبيرة بين ما اطلقته المرجعية سابقا وطالبت به عبر معتمديها في كربلاء المقدسة قبل اشهر وبين ما يريد انجازه اليوم , فهل تعتقد المرجعية الرشيدة ان الكتل السياسية تاثرت بالخطب الدينية التي تتلى في كل جمعة من الصحن الحسني الشريف وسوف ترشح لنا وزراء تكنو قراط مهنين ونظيفين ووطنين حقا بعيدا عن الولاءات الحزبية ؟!