لماذا نقاطع انتخابات 2025، التفويض للشعب وليس للأحزاب / الحلقة الثانية

لماذا نقاطع انتخابات 2025، التفويض للشعب وليس للأحزاب / الحلقة الثانية

في الحلقة السابقة خلصنا الى اهم المؤشرات التي تميز انتخابات البرلمان لعام 2025، في هذه الحلقة نستعرض اهم الخيارات المطروحة امام الكتل السياسية، وإذ نتحدث عن الكتل السياسية ، لأننا وبكل وضوح استنتجنا وخلال عقدين من الزمن ان جميع الكتل السياسية والأحزاب بمختلف مسمياتها وتوجهاتها لا تمثل التفويض الشعبي، واذا كنت ترى بعين التفائل ، فيمكن القول انها تمثل بنسبة لا تزيد عن 10 % من الشعب العراقي .

وقبل الخوض في الخيارات المطروحة امام الكتل السياسية خلال الانتخابات القادمة، يمكن توضيح وبشيء من الاختصار ، لماذا لا تثمل الكتل السياسية الشعب العراقي، ما هي المعطيات التي تحت أيدينا تجعلنا نخلص الى هذه النتيجة، وكيف يمكن لنا من استقراء الشعب العراقي ، بجميع الوانه وبجميع طوائفه، بجميع مناطقه ….

لا نمتلك (العصا السحرية) ولا يعمل معنا (الجن)، ولكن يوجد مثل عراقي قديم (اللي ما يشوف من المنخل من عمى العماه)، أي ان الذي يرى النهار مبصرا ويدعي ويقول ان هذا ليل وليس بنهار، وهي تضرب للشخص الذي يرى الحقيقة ويلمسها ، وكما يعبر العرفاء عين اليقين وحق اليقين، وليس تصورا بل تصديقا كما يعبر المنطق، نعم ، ان الحالة التي وصل اليها المواطن والوطن، الوضع الاقتصادي والصناعي والاجتماعي والخدمي ونسبة الفقر والبطالة والظلم وغياب العدالة، في كل انحاء العراق تجعلك تتيقن ان هنالك خلل ما، هنالك تقصير، هنالك ظلم ، هنالك سرقات، هنالك ضياع للحقوق، هنالك فساد.

ولا اتحدث عن فترة حكم فلان او علان، بل اتحدث عن حقبة تمتد لاكثر من عشرين سنة، هل يصدق العقل او المنطق ان مشكلة بسيطة لا يوجد لديها حل ، وهي مشكلة الكهرباء، هل يصدق المنطق العقلي ان خلال 20 عاما لا يوجد حل ، وهذا على سبيل المثال لا الحصر.

ومن جانب اخر لا يشعر السياسي بهذه المشكلة، هل شاهدت زعماء كتل واحزاب او أعضاء من الصف الثاني او الثالث يتظاهرون لايجاد حل لمشكلة الكهرباء، لم ولن تراهم.

اذن من خلال هذا المثل الذي نعيشه كل يوم نجد بوضوح صدق وواقعية ما توصلنا اليها في بداية هذه الحلقة من بحثنا ، الا وهي ان الأحزاب والكتل السياسية لا تمثل الشعب .

نتطرق الان الى الخيارات المطروحة امام ابرز الكتل السياسية وهي (الاطار التنسيقي، الكتل السنية، التحالف الكردستاني، والأقليات بمختلف تسمياتها).

الاطار التنسيقي.

–          تم انشاء وتشكيل الاطار التنسيقي كجبهة مضادة للتيار الوطني الشيعي بعد احرازه لاكثر من 75 مقعدا في الانتخابات السابقة قبل ان يقرر السيد الصدر الانسحاب.

–          كان تشكيل هذا الاطار من مجموعة من الأحزاب الدينية الشيعية (التقليدية) التي احتكرت الهوية الشيعية السياسية واظهرت للعالم (خارجي وداخلي) انهم فقط من يمثل الشيعة والاتجاه السياسي للشيعة.

–          بمجموعهم وبعد فراغ الساحة البرلمانية (فقط) – وليست الساحة السياسية او الاجتماعية او الوطنية لان التيار الوطني الشيعي يمتلك زمام المبادرة ويمكن ان يقلب الطاولة على الجميع في أي وقت وسنتطرق لهذا الامر لاحقا خلال هذه الدراسة- أقول بمجموعهم ومقاعدهم في البرلمان، تشكلت الحكومة الحالية، بعد ابرام ائتلاف مع الكتل السنية والكردية.

–          حسب وصفة العطار الأمريكي، لا يمكن وجود جبهة معارضة في البرلمان، على الجميع الاشتراك في الحكومة، وهي لعبة مدروسة، لكي لا يكون هناك معارضة في البرلمان، وحتى الجميع يقتسم كعكة الغنائم، سواء كانت الغنائم مناصب، صفقات، تنازلات وغيرها .

–          من مصلحة الاطار فك عقدته خلال الانتخابات القادمة، وتوزيع المناطق فيما بينهم، لكي يسهل عليهم خداع والتحايل على الناخبين، فترى العصائب اتجهت بالتركيز الى النجف والبصرة وذي قار صلاح الدين، وتيار الفراتين (السوداني) ركز اهتمامه على بغداد وميسان، في حين توجه الدعوة (جناح المالكي-بشائر الخير) الى كربلاء وبغداد ، العبادي وفريقه توجه الى الانبار ونينوى بالإضافة الى ديالى وبغداد، الحكمة يركز كالعادة على النجف (مستغلا اسم عائلة الحكيم) وبغداد وكركوك والديوانية والسماوة وذي قار (سحب زعماء العشائر بالمال والأراضي وهي عادة الاقطاع التي اعتادوا عليها).

–          الخطة ان يتم جمع الأصوات من المناطق السنية، لغرض خلخلة المعادلة الانتخابية ومن ثم عودة التحالف فيما بينهم لتوزيع ذات الحصص، لانهم يخشون رجحان كفة الميزان للأحزاب المدنية واللبرالية (التي يمثلها الشيوعية، والتيار المدني وقائمة الكاظمي).

أحدث المقالات

أحدث المقالات