هناك في العراق خطان متناقضان يسيران باتجاه مختلف خط القيادة وخط الشعب كلاهما له رغبات وحاجات وامال وطموح يختلف عن الاخر وهذا الاختلاف والتوجه انعكس سلبا بالمحصلة وبالنهاية على العراق كبلد ودولة ومكانته بين شعوب العالم ودوله.
خط القيادة او ما يتمثل بالاحزاب والكتل والتيارات السياسية واعضائها المشاركين في العملية السياسية القائمة والتي تمثل جميع الوان الطيف العراقي، هذه الاحزاب والكتل اولا لديها ارتباطات مع دول الاقليم وتتحرك على ضوء مصالحها في العراق ولا يهما العراق او الشعب العراقي قدر الحفاظ على هذه المصالح وهذا ما تجلى وبوضوح خلال السنين الماضية وثانيا انها فاسدة واعضائها فاسدون وعليهم قضايا وملفات فساد موجودة لدى الحكومة العراقية والسفارة الاميركية في بغداد غير انها اصبحت قيد المساومات والتهديدات. اذن عملية سياسية عرجاء قائمة على المحاصصة السياسية وسياسيون فاسدون ينظرون الى المنصب والواجب المناط به على انه مكسب وامتياز ووسيلة لجمع الاموال وسرقتها وتحويلها الى خارج العراق للشبكات المرتبطة بهم من الاهل والاصدقاء هكذا اناس لا ينتظر ولا يتامل منهم وبهم ان نبني بلد خرب ومدمر كالعراق وسيبقى هذا الخط يسير على نفس المنوال لانه من الصعب الاعتراض على توجهات دول الاقليم في العراق ومن الصعب ايضا التنازل عما حقق اصحابه من مكاسب وامتيازات طيلة ال١٣ سنة الماضية.
اما خط الشعب فالشعب العراقي حاله حال اي شعب من شعوب العالم ينتظر من القائمين على ادارة البلد الاهتمام به وتوفير الامن والوظيفة والخدمات له حيث هذه ابجديات العيش لاي انسان في اي دولة. لم يحصل الشعب العراقي على اي من اساسيات العيش اعلاه الا القليل وذو النوعية البائسة والرديئة وخدع السياسيون الشعب العراقي بكثرة الوعود الزائفة الغير مبنية على اسس واقعية والسبب انعدام الوعي الحقيقي وحسن الظن بهؤلاء لذلك اضاعوا فرصة كبيرة في نهوض البلد من جديد عندما توفرت السيولة المالية اثر ارتفاع اسعار النفط الى اكثر من ١٢٠ في السنين القليلة الماضية. القلة القليلة الواعية من العراقيين والمثقفة والتي تحاول وتطالب بالاصلاح لا تستطيع النهوض والتصدي لوحدها لهذا الخراب الكبير وقد حاولت وما تزال غير ان جهودها ستذهب سدى ان لم يتحرك العراقيون جميعهم ويثوروا من اجل بلدهم فالبلد بحاجة الى ثورة حقيقية لتغيير اوضاعه وهذه الثورة حاليا بعيدة عن الشعب العراقي وانه غير قادر على القيام بها لماذا لانها تتعارض مع مصالح الاقليم وباختصار شديد. هناك من الشعب ممن هو فاسد ايضا وهم كثر ومستفيد من هذا الوضع الفاسد فهو معضد للفاسدين من الساسة ومشارك لهم في فسادهم وحصل على الكثير من الامتيازات فبالتالي رضي بالسكوت وابتعد عن ابناء شعبه وهموهم ومعاناتهم.
هكذا اوضاع لا تقود الى قيام بلد ولا الى بناء دولة ولا الى النهوض بالمواطن العراقي مطلقا وليس من باب اليأس وانما استنادا الى التجارب الحقيقية التي مرت بها الدول المتحضرة والمتطورة التي سبقتنا ومرت في نفس ظروفنا بل واقسى واصعب.
ختاما .. ابحثوا عن حلول اخرى فالعراق الجثة الهامدة لم تعد تصلح سوى للدفن .. ابحثوا عن حلول لا فائدة من الجثة الهامدة .. ابحثوا عن حلول لا فائدة من الجثة الهامدة.
البقاء لله فيك يا اجمل وطن !