قال لي سماحة المرجع محمد تقي المدرسي في لقاء معه بعد عودته من الجمهورية الإسلامية في 2003: إن الشعب العرقي يخشى الأشياء الكبيرة، لذا فأن الولايات المتحدة الأميريكية جلبت معها الأشياء الكبيرة، لتعزز هذه الخشية، فقد جلبت الطائرة السمتية الأباشي وروجت لها كثيراً، وجلبت معها المدرعات الضخمة ودبابات إبرامز، وحتى ناقلات الأشخاص التي يبدو شكلها مخيف وغير مألوف.
وقال لي في لقاء آخر أن علاقة الود بين الشعب العراقي واميريكا ليس أكثر من ايام موسم الربيع، ومن ثم يبدأ الجفاء.
قال ذلك في 2003 ومنذ ذلك ونحن مازلنا نخشى الإحجام الكبيرة ونحترم من يرفع صوته، ويخالف النظام، ويسرق الأموال، ويعمل على تمزيق لحمة هذا الشعب الكبير.
وحين قال سماحة المرجع المدرسي هذه الكلمات، أنا على يقين انه كان يقصدها ويعي تماما معانيها، عبر استقراء وادراك لطبيعة الشعب العراقي وتأثره بحكم الطغاة لمدد ليست قليلة.
وكثيرا ما اسمع من البعض بشأن تدخل تركيا السافر في العراق، لو كان فلان موجوداً في الحكم لفعل كذا وكذا ودمرهم عن بكرة ابيهم، وربما لقصف انقرة وأزالها من الخارطه، في حين كلنا نعرف أن الموصل والانبار وديالي واجزاء كبيرة من محيط بغداد، قد احتلت من قبل داعش والمجاميع الارهابية الإخرى في زمن هذا الذي يقال عنه اليوم لو كان في السلطة لفعل ما فعل.
لا عرف كيف يسوق البعض تبريراته، وهم يعلمون جيدا الخطايا التي ارتكبت في حقبته بحق الشعب العراقي، ويعلمون جيداً مصير اموالهم والدمار الذي اصاب البلد بفعل السياسات الفاشلة التي مورست في زمنه.
ومن هذا سأردد ما قاله مرجعنا الكبير سماحة السيد المدرسي، بطريقة أخرى تعيش تعيش الاباشي، تعيش تعيش الابرامز، تعيش تعيش ناقلة الدبابات المخيفة، ويعيش يعيش الذي ضيع الأرض وبدد الاموال وليذهب الشعب للجحيم.