22 ديسمبر، 2024 8:14 م

لماذا نحارب في سوريا ؟! لماذا نحارب في سوريا ؟!

لماذا نحارب في سوريا ؟! لماذا نحارب في سوريا ؟!

تزامناً مع الذكرى السنوية الأولى لفتوى “الجهاد الكفائي” نظم رجال دين وأحزاب دينية حملة تبرعات شعبية تحت شعار (العراق وسوريا جبهة واحدة عدو واحد) لدعم الحشد الشعبي وقوات أبو الفضل العباس التي تقاتل في سوريا إلى جانب النظام السوري ، مبدئياً لاشك إن العنوان ينطوي على نسبة عالية من المصداقية بعدما غدا البلدين فعلاً ساحة مواجهة مفتوحة ضد مقاتلي تنظيم داعش ، كذلك لا يمكن إغفال حاجة الحشد الشعبي الماسة للدعم المادي والمعنوي في ذروة صراعه مع الإرهاب وهو على أعتاب معركة الأنبار المصيرية مع عدم قدرة الدولة المادية على تحمل تكاليف تجهيزه ومؤونته ورواتب مقاتليه بشكل كامل ، لكن الغريب حقاً كان تصريحات القيادي في حزب الفضيلة الاسلامي السيد محمد الزبيدي والتي تتحدث عن وجود 9000 شاب عراقي يقاتلون في سوريا دعماً للأسد لحد الآن !!! بعد تواتر الأخبار بشأن انسحاب المجاميع المسلحة العراقية الشيعية من الحرب في سوريا وعودتها للعراق مباشرة عقب سقوط الموصل قبل قرابة العام ، وهنا يحق لنا التساؤل ألم يكن العراق أولى بدفاع أبناءه عنه ؟ ولماذا يسفك الدم العراقي دفاعاً عن نظام قتلنا قبل أن يقتل شعبه بالبراميل المتفجرة ؟! ألم يكن من الأفضل الإكتفاء بتبادل المعلومات الاستخبارية والتنسيق المشترك مع النظام السوري دون الحاجة لذهاب مقاتلين عراقيين لهناك مادمنا في معركة واحدة ؟ فإذا كان لإيران مصلحة بالتدخل المباشر في الحرب السورية نجدة لحليفها التاريخي وإذا تفهمنا دخول حزب الله اللبناني على خط المواجهة لارتباط مصيره بمصير من يحكم في دمشق فماهي مصلحتنا نحن بالتدخل المباشر في هذا الصراع الدموي الطويل الأمد خصوصاً مع خوضنا لمعركة وجود مصيرية بوجه الإرهاب الساعي لهدم الدولة العراقية ، ولعل السؤال الإفتراضي الذي يتبادر للذهن هو لو تعرضت بغداد لخطر السقوط الوشيك بيد داعش هل سيبادر نظام دمشق بإرسال قواته العسكرية لحمايتها ؟ أم هل سنفاجأ بآلاف الشباب العلويين

السوريين الراغبين بالموت في سبيل العراق وشعبه ؟ الجواب قطعاً كلا لأن الدول ليست جمعيات خيرية تهب دون مقابل كما هو ديدننا دوماً دون أن نغفل بأن الأسد قد أجابنا بنفسه على هذا السؤال عندما مول ودعم وسلح ودرب قاعدة الزرقاوي التي جعلت بغداد تغرق بدماء أبنائها و دمرت العراق على رؤوس شيعته المتسابقين اليوم لدعمه وحمايته !! لقد أنقذ الجيش العراقي السابق دمشق من السقوط بيد الجيش الإسرائيلي عام 1973 غير ان ذلك لم يحوول دون اصطفاف نظامها ضده في حربي الخليج الأولى والثانية رغم توافقها الأيديولوجي مع النظام الحاكم في بغداد آنذاك فهل يكون التوافق المذهبي “الشكلي” مع حكومة العراق هذه المرة أفضل حالاً ؟ لا أعتقد ذلك … لاننا أمام نظام براغماتي تحركه مصالحه البحتة ولا مبدأ له ، ليبقى السؤال الملح دون إجابة وهو متى نتعلم أساليب السياسة وندرك حقيقة دهاليزها حتى لايظل دمنا رخيصا ونكون عرضة للمساومات الاقليمية ؟ ان العراق وسوريا يواجهان مصيرا واحد فأما خروجهما معا من عنق الزجاجة أو تقسيمهما وهو مايتطلب حلا سياسيا وتعاونا أمنيا مع استمرار كل طرف في حربه ضد الارهاب في بلاده .