تمكنت قوات البيشمركة من تحقيق انتصار كبير بتحرير قضاء سنجار بالكامل وقطعت امدادات داعش بين الموصل ومدينة الرقة السورية معقل تنظيم داعش الارهابي والسيطرة على الطريق الدولي !! وتم تحرير (3) آلاف كيلومتر مربع من الاراضي خلال (48) ساعة فقط !! فيما أخفقت أو تعثرت القوات الأمنية العراقية بتحرير الاراضي الخاضعة تحت سيطرة الارهابين الا بشق الأنفس !! ولا شك ان كل هذه الانتصارات والاخفاقات تترك لدينا علامات استفهام كبيرة في اسباب هذا التقدم والنجاح السريع وانكسار العدو وانهزامه خلال ساعات وصموده في مناطق أخرى كقضاء بيجي والمصفاة والفلوجة والرمادي ومناطق أخرى ! أين الخلل ؟ لتحليل الموضوع وفهم مجريات الامور لابد لنا البحث عن الاسباب التي ادت الى تراجع الجيش السوري وانكماشه منذ بداية الأزمة السورية وما حقق الجيش السوري وحلفائه اليوم من انتصارات عظيمة أدخلت اليأس والرعب في صدور المجاميع الارهابية والدول الداعمة لهم !! بالتأكيد لم يعد سر بان التحالف الروسي الايراني السوري غير المعادلة وأجهض المؤامرة ولم يكن هذا الأمر ممكنا لولا ( القرار السياسي ) ؟ ووصول القيادة السورية الى قناعة باستحالة هزيمة الارهاب بصورة منفردة ، لذا كان لزوما على النظام السوري الدخول في لعبة المحاور والتحالفات وهذا ماحصل بالفعل ! مما عجل من هزيمة المجموعات الارهابية خاصة بعد تشكيل غرفة العمليات المشتركة والمتمثلة في روسيا وايران وسوريا والعراق لتبادل المعلومات والخطط العسكرية ، وللاسف الشديد تعثرت بغداد في اللحاق بركب التحالف الجديد بعد ممارسة ضغوط أمريكية وخليجية وتركية وقوى التحالف السني الرافضة لأي دور ايراني وروسي في العراق ! بحجة ان هذا التحالف الجديد هو طائفي ويستهدف السنة ولايمكن قبوله !! وتعثر التحالف الوطني الشيعي المسلوب الارادة أصلا لافتقاده ( القرار السياسي ) وعدم ادراكه وفهمه للعبة السياسية !! خاصة ونحن نراه يتقمص دور أم الولد وأنه يمسك العصى من الوسط وكأنه هو الطرف الأقوى ! كما انه يحرص في الابقاء على حالة التوازن بين القوى السنية المتحالفة مع تركيا والدول العربية والأمريكان ، وبين ناخبيه المطالبين بانهاء الهيمنة الأمريكية والدخول في التحالف الروسي الايراني الجديد !! وفي رأي المراقبين ان موقف التحالف الشيعي مهزوز وغير واضح يعني مضيع المشيتين ! مما وضع دولة الرئيس حيدر العبادي في موقف ضعيف ومتردد وافقد العراق فرصة ذهبية جديدة للخلاص من الهيمنة الآمريكية ونظام المحاصصة الذي فرضته الولايات المتحدة منذ سقوط النظام البائد الى يومنا هذا ! وهذا ما أنعكس بشكل مباشر على العمليات العسكرية في جبهات القتال ، فكلما حققت قواتنا الأمنية والحشد الشعبي انتصارات عسكرية ، نجد في المقابل قرار سياسي أمريكي في ايقاف هذه العمليات وتأجيلها وعدم مشاركة طائرات التحالف في قصف مواقع داعش والتذرع بحجج واهية ورفض مشاركة قوات الحشد الشعبي المقدس ، بل عمدوا الى التدخل المباشر لصالح المجاميع الارهابية في محاولة لابقاء الامور دون حلول جذرية ؟! ويفسر المراقبون هذا التصرف بالاصطفاف السياسي المتمثل بالتحالف الأمريكي مع القوى السنية السياسية لمحاولة ابعاد أي دور ايراني في العراق ، وهذا ما نفهمه من كلام جون كيري باننا نقبل الحضور الروسي في سوريا ولكن لا نقبل أي وجود أو مساعدات ايرانية !! وينطبق هذا الأمر على العراق ايضا .. واما تفسيرنا للانتصارات الكردية الأخيرة في قضاء سنجار فهو مرتبط بنفس المعادلة والمطلوب هو أيصال رسائل عديدة الى جميع أطراف اللعبة السياسية بان التحالف الأمريكي لو أراد أن يفعل شيء فبامكانه قلب الطاولة خلال 24 ساعة فقط ! وعلى الطرف الشيعي فهم المعادلة جيدا ، فاما الاختيار واللحاق بالمعسكر الأمريكي والخليجي أو الخروج من بيت الطاعة والذهاب مع التحالف الروسي الايراني ولا وجود لمنطقة وسطى بينهما !! فبين هذا وذاك هل يبقى العراق رهينة لعبة الأمم .. ؟ أم سيكون للعراقيين قرارهم السياسي في قول الفصل وان الأيام القادمة قد لا تبشر التحالف الأمريكي بخير بعد ان بلغ السيل الزبى !