9 أبريل، 2024 8:28 م
Search
Close this search box.

لماذا نتمسك بالاشتراكية كخيار ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

يستغرب البعض هذه الايام طرح افكار ومفاهيم عن الاشتراكية لاعتقادهم انها اضحت من الافكار البالية وهي في طريقها الى الانقراض بسبب انهيار التجارب الاشتراكية في العالم ممثلة بالاتحاد السوفيتي ومنظومة ما كان يسمى منظومة الدول الاشتراكية وتحول الصين عمليا عن التطبيق الاشتراكي وتناقض الرؤى بشأن كوبا ومستقبلها ..غير ان العودة الى التاريخ بشكل علمي وموضوعي تؤكد ان الاشتراكية كحلم لازم الانسان وظل حلماً يراود مخيلته ويسعى الى تحقيقه على مر العصور حتى قبل كارل ماركس وانجلز ولكن بمصطلحات وتسميات مختلفة لكنها تلتقي في قاسم مشترك هو رفض الاستغلال والتوزيع العادل للثروات وصيانة حق الانسان بحياة كريمة بعيداً عن شبح الفاقة والعوز . الامثلة كثيرة منها ثورة العبيد في روما ومباديء الاسلام ومنهج امير المؤمنين علي بن ابي طالب وصرخات ابو ذر الغفاري وسيرة الخليفة الاموي عمر بن عبد العزيز ناهيك عن ظهوردعوات اشتراكية في العصور الوسطى في اوربا بل ان بعض المفكرين يعد جمهورية افلاطون المثالية قريبة من التطبيق الاشتراكي مع مراعاة ظروف العصر وتقسيماته الطبقية انذاك.. واذا كان التركيز عند طرح المفاهيم الاشتراكية وتطبيقاتها في المجتمع قد ركزت على الجوانب الاقتصادية باعتبارها تنعكس سلبا او ايجابا على اوضاع المجتمع ، فان هذا لاينفي عنها ( اي الاشتراكية ) سمتها الانسانية بل تعززها ويمنحها بعداً اوسع واشمل في فهم الحياة وتقديس الانسان باعتباره القيمة الاعلى في المجتمع . فالاشتراكية بجوهرها وروحها ليست فقط تطبيقات مادية تتعلق بتحويل الملكية من الافراد الى الدولة او تحديد راس المال وغير ذلك ، بل انها منهج يسمو بالانسان الى قيم السلام والتعاون والتضحية والايثار ويحارب الانانية والكراهية والتسلط في النفوس ويفجر فيه الطاقات ليخدم المجتمع ويحقق السعادة والحياة الكريمة للجميع من دون استغلال .. ولا معنى يبقى للاشتراكية من دون ضمان حرية المواطن ولا ديمقراطية حقيقية مع الاستغلال . من اجل كل ذلك نتمسك بالاشتراكية او العدالة الاجتماعية ليسمها كل بما يشاء غير اننا نلتقي على حقيقة انها ضرورة قصوى في بناء المجتمعات والسير بها على طريق النهضة والحياة الحرة الامنة الكريمة .
اخيرا لست منظراً ولا تستهويني مثل هذه الالقاب غير اني كانسان عاش معاناة الاستغلال والحرمان اجد ان لا مناص من الاشتراكية كطريق خلاص .. واتمنى من المهتمين بالافكار الاشتراكية ان يركزوا على الابعاد القيمية الانسانية لها التي اعتقد انها غامضة نسبيا على البعض ،من اجل مزيد من الوعي على طريق النضال لتحقيق مجتمعات يضمن فيها الانسان حقوقه ويعيش فيها بسلام .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب