15 نوفمبر، 2024 10:10 ص
Search
Close this search box.

لماذا من الصعب احترامهم ؟

لماذا من الصعب احترامهم ؟

منذ بداية الحصار الاقتصادي على العراق بعد دخول صدام وقواته الى الكويت والى يومنا هذا .. اي من 18 يناير / كانون اول 1991 اي بعد مضي 22 علاما على ذلك الحصار الذي لم يفرق ما بين ابن العوجة والعراقيين الرهائن عنده .. تدمرت البنية التحتية العراقية تدميرا كاملا ولم تنجح عملية تحرير العراق من صدام والبعث في اعادة البنية التحتية رغم مليارات الدولارات التي تدخل الى الخزنة العراقية سنويا ..
وهي فعلا مليارات الدولارات وليست بالملايين الا ان كل دولار منها يتجه الى احد الاتجاهين
· اما الى تشغيل دولة عاطلة عن العمل بدفع الرواتب لغرض اسكات الموظف وغيره
· او تذهب الى مشاريع هي جلها سرقات – وجميعنا صار يعرف اللون ، س شركة تستلم المقاولة فتبحث عن مقاول من الباطن ومقاول الباطن رقم 1 يبحث عن مقاول باطن رقم 2 الى ان تنزل المقاولة التي يجب ان تنفذ من 50 مليون دولار على سبيل المثال لا الحصر الى مليونين دولار او ربما اقل .. مع العلم ان المرصود للمشروع المقاولة هو 50 مليون دولار تذهب كومسيونات وهدايا ودعوات على العشاء والغذاء وغيرها من الامور التي ليس من المناسب ذكرها هنا.. فما الذي يحصل عندها؟
الذي يحصل ان مشروع الخمسين مليون دولار يتم تطبيقة باسوأ المواد الاولية واسوأ الايدي العاملة وأسوأ كل شيء يمكن تصوره وعليه ينهار المشروع ويترك كالرقية المفتوح بطنها على قارعة الطريق .. فلا الحكومة تعيد العطاء – لان المقاولة صارت بطور المُنفذ وتم تسليمها الى هذا المجرم او ذاك من اصحاب الشركات الوهمية – ولا البنية التحتية قد تم تعديلها .. ولذلك نرى الشوارع تتحفر بعد شهرين من تبليطها لانها ببساطة قنبلة موقوتة ومرتبة ..

**

ليس لدينا شيء البتة في العراق سوى علي بابا وقبضة من الحرامية .. ونحن حالنا لا يسعد عدو ولا صديق .. ولم يتغير شيء عندنا من ايام الطحين الاسود والخبز ذا الرائحة النتنة .. كل ما تغير ان صدام انقلع وجاء مكانه من كانوا من المفترض ان يعوضوننا عن كل الايام والليالي السوداء التي عشنا فيها في العراق تحت حكم ابن العوجة الساقط المباد..

· هل تعرفون نسب الارقام التي تحطمت فيها بنيتنا التحتية ولم يقم لها قائمة ؟  لنقرأ سوية هذه الارقام ولا تتعجبوا .. فالعجب العجاب ان شعب النفط والغاز الطبيعي يعيش تحت خط الفقر ويسعى قادته الى اقتراض القروض من البنك الدولي وغيره رغم مليارات دولارات الدخل كل عام ..

· في بداية حرب تحرير الكويت كما  اسماها الامريكان في وقتها تم تحطيم 92 بالمائة من المولدات الكهربائية حول العراق (مولدات عملاقة تابعة للدولة وليست كمولدات اليوم التي لا يمكن ان نصفها الا بالقصور ورداءة النوعية).. و80 بالمائة من مصافي النفط ومجمعات البتروكيمياويات ومراكز الاتصال واكثر من 100 جسر والطرق الداخلية والطرق الخارجية العالمية ومنظومات تصفية المياه (حتى بات حجم الجرذي في تلك المصافي المائية بحجم الابقار الكبيرة – هذا اضافة الى محطات الراديو والتلفزة ومكتبات الشرائط والافلام وتراث العراق منها كلها .. تبخرت في سحابة من الدخان الاسود .. وتدمرت ايضا معامل الاسمنت التي صارت القاعدة وغيرها من المجموعات (فانا لا انزه اي جهة عن جهة ) تسرق الكرنك الغالي في تلك المعامل وتبيعها على دول الجواز بمعشارات ثمنها الحقيقي .. وتحطمت ايضا معامل الالمنيوم والانسجة والكيبلات الكهربائية ومعامل السكر والاجبان والالبان ومذاخر الادوية .. اما انابيب النفط فحدث ولا حرج .. من الحصار الى تخريب القاعدة وغيرهم من الحرامية وقطاع الطريق.

·  109 الف طلعة جوية امطرت على العراق 88 طنا من القنابل (الطن الف كيلوغرام يا بشر) او ما يعادل 8 قنابل نووية من نفس عيار القنابل النووية التي القيت من قبل الحكومة الامريكية على هيروشيما قبل نهاية الحرب العالمية الثانية. هذه الطلعات حدثت في حرب تحرير الكويت وليس في حرب الحواسم .. ففي الحواسم كان القصف اشد .. سؤالي هو: عشنا في مركبة مكسورة ومثقوبة من عام 1991 الى 2003 ثم جاءت الحكومات الوطنية المنتخبة الواحدة تلو الاخرى .. فهل قام هؤلاء الاخياء ببناء ما حطمته الحرب الاولى؟

·  قرأت احصائيات الشهداء العراقيين من عام 1991 الى يومنا هذا والرقم هو بالملايين.. ولا اريد الخوض في هذا الموضوع المؤلم .. واحمد الله انهم شهداء عند الله .. السؤال هو لماذا قتل كل هؤلاء الناس بدم بارد .. افمن اجل كرسي او ملك زائل ؟؟ الا يفكر المسؤول بنوعية الحساب عند رب العباد في نهاية المطاف؟ ترى هل عمّر وتخلد اي بشر من قبل لكي نختار ان نفسد في الارض على هذا النحو؟؟؟

·  واخيرا .. كيف يتوقع اي مسؤول حكومي لا يؤدي واجبه من ان احدا يمكن ان يحترمه او يقدره ..من الصعب جدا بل من المحال احترامهم ..ويبقى العراق ينتظر .. لعل وعسى ..

أحدث المقالات

أحدث المقالات