هل كانت عبارة “يا أهل العراق يا أهل الشقاق والنفاق” فيها شيئاً من التحامل على شعبنا, منذ ان شاعت هذه العبارة ولغاية يومنا هذا حيث نسبت هذه العبارة إلى نقيضين هما علي بن أبي طالب، والحجاج بن يوسف الثقفي، وظلت تتردد كثيراً على مسامع العراقيين حتى ان كثيرا منهم صدق وامن بها كيف لا ونحن كعراقيين نوصم باننا قتلنا الحسين وسرنا في جنازته بل ها نحن بعد ما يقارب 1400 سنة يقوم اتباع المذهب الشيعي بطقوس غريبة تصل لحد ايقاع الاذى بالجسد يدعون انهم بذلك يعبرون عن حزنهم الشديد على مقتل الحسين وكأنهم يلومون انفسهم ويعذبوها اقرارا بالذنب وعن قناعة اقول ان مقتل الحسين حفيد رسول الله و ابن بنته صلى الله عليه وسلم هو محزن لكل المسلمين ,لكن لا يجب القيام بهذه الممارسات الخاطئة والتي لا تمت بأي صلة بالدين بل انها تعد من المنكرات لا سيما وان المسلمين على مدى تاريخهم لم يشهدوا بمثل هذه الممارسات والطقوس لا بعد وفاة رسول الانسانية نفسه ولا بعد وفاة صاحبه ابو بكر الصديق ولا حين قتل الامام عمر ولا بعد مقتل الامام علي او الامام عثمان ولا حتى بعد مقتل الامام الحسن اخو الحسين وهم او بعضهم اكبر منزلة من الامام الحسين ؟ فلماذا.. ,
يقول البعض في تنويه معقول , السبب في ذلك ان الامام الحسين كان متزوجا من ابنة كسرى لذلك فان الفرس اوجدوا هذه الطقوس وصنعوا هالة كبيرة من الحب اللامعقول حول الامام الحسين لدرجة الألوهية فاستبدلوا نداء الاستغاثة ( يا الله ) ب ( يا حسين ) مما وصمهم السنة بانهم مشركين رغم ان الامام عمر الفاروق هو من اهدى الحسين ابنة كسرى ( ربما لو اختارها الامام عمر لنفسه لما حدث كل هذا الاختلاف والحقد) ولما قتل بعضنا البعض نحن العراقيون لكن يبدوا انها حبكة من حبكات التاريخ من اجل الفتنة والثبات والتي لا نملك ان نغيرها .
لو جئنا نستمع لعلماء الدين والحوزة الحاليين فأنهم كانوا يريدون أن تؤدى الشعائر بالشكل المطلوب والمهذب وبطريقة لا تختلف مع رأي الدين والمرجعية, لا سيما أن العلماء رفضوا بعض الشعائر التي لا أساس دينيا لها مثل ضرب الجسد بالخناجر والسيوف ووضع شفرات الحلاقة في نهايات السلاسل وإيذاء النفس بلا مبرربالساطور والزنجيل او بكف اليدين لكنهم فشلوا في ايقاف هذه الممارسات اللاانسانية . مما اضطر رجال الأمن في زمن صدام لان يزجوا بالسجن مئات من منظمي مواكب العزاء والمواكب كي تتوقف عن تسييرها بشكل سنوي وهذا ما حصل منذ عام 1979 الى ان اعيد تسيير هذه الطقوس بعد احتلال امريكيا للعراق .وقد لوحظ منذ السنة الاولى لتسيير هذه المواكب وجود شبه مصالحة بين الجماعات الشيعية الكبيرة مثل الصدريين والسيستانيين وانقيادهم لاوامر ايران وقد شوهدت صور الصدر والسيستاني ترفع سوية ولم تكن صور عبد العزيز الحكيم ببعيدة عنهما والذي جرى اغتياله فيما بعد من قبل المخابرات الايراني بمعونة امريكية لانه فاز في الانتخابات وكان سينافس السيستاني على رئاسة المرجعية كما يظن البعض .
والعراق البلد الوحيد من البلدان التي يمارس فيها الشيعة هذه الطقوس الغريبة كايران وباكستان ولبنان والهند والذي يمتاز بشدة وجنون هذه الممارسات التي تؤذي الجسد لحد اسالة الدماء من اجساد الرجال والاطفال بصورة انتقدتها كل جمعيات حقوق الانسان , علما ان اللبنانيين منعوا اي ممارسة تسبب في ايذاء الجسد .
هذه اذن واحدة من قرارات صدام والبعث التي انقلب عليه اتباع ايران بسببها فهل كان مصيبا في قراره ام ان العراقيين يحبون ان يؤذوا انفسهم ويؤكدون انهم يقتلون القتيل ويمشون في جنازته ؟ الا يوجد عاقل في هذا الزمن يستطيع ان يعيد قرار صدام ام ان المرجعيات نفسها باتت تخاف ان تصرح بمنع هذه الطقوس كي لا يتهموا انهم اعوان صدام ؟!!