الحكاية بدأت عندما قرر الزعماء العرب على ضرورة إعادة ترتيب شؤونهم بمعزل عن التدخلات الخارجية حيث كانت الجامعة العربية قد علقت عضوية سوريا قبل 13 عاماً، بعد أن أدت حملة القمع التي شنتها حكومته على الاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية إلى اندلاع حرب أهلية قتل فيها أكثر من نصف مليون سني سوري وشرد الملايين من كافة مكونات الشعب السوري وكما يقال ربما ضارة نافعة حيث حصل زلزال في تركيا وشمال سوريا مما فتح المجال للدول العربية من تقديم المعونات الإنسانية لسوريا وشعبها و أدى للوساطات الدولية لعودة سوريا للمحيط العربي واخرها وساطة الصين من أجل أن يستعيد الجيش السوري السيطرة على أكبر مدن سوريا ومع ذلك، لا تزال أجزاء كبيرة منسوريا تحت سيطرة جماعات مسلحة مدعومة من تركيا، وتنظيمات إسلامية، ومجموعات يقودها الأكراد بدعم من الولايات المتحدة .. واضطر نصف سكان سوريا البالغ عددهم 22 مليون نسمة قبل الحرب، إلى الفرار من ديارهم. وهناك حوالى 7 مليون شخص نزحوا داخلياً، بينما يوجد ستة ملايين آخرين من اللاجئين أو طالبي اللجوء في الخارج ! ولم تكن كل الدول العرية متحمسة لإعادة سوريا للجامعة العربية وخصوصا قطر التي تدعم الاخوان المسلمين وحتى أمريكا قد صرحت بعدم استحقاق سوريا على العودة للجامعة العربية ,لكن كان لا بد من انتشال سوريا من سيطرة وهيمنة ايران واجنداتها ضد العرب لذلك تم الاتفاق على عودة سوريا وحضرت في القمة 22 عام 2003 القى خلالها العاهل السوري كلمة تعهد فيها بالتغير الجذري لتوجهات سوريا وتقربها من العرب اكثر وحماية شعبها ..
اذن شددت مسودة البيان الختامي لمؤتمر عام 2023 بحضور بشار على تجديد الالتزام بالحفاظ على سيادة سوريا ووحدة أراضيها واستقرارها، وتكثيف الجهود لمساعدتها على الخروج من أزمتها وإنهاء معاناة الشعب السوري.
وأختتمت القمة العربية أعمالها لعام 2024 دون السماح للرئيس السوري من القاء كلمة كان متوقعا ان يقدم وعود جديدة نت غير تطبيق كما فعل بقمة 2023 ! لذلك لم يتم السماح له بإلقاء كلمة قبل ان ينفذ ما تعهد به امام قادة دول ا لخليج العربي وأهم هذه التعهدات كانت هي حماية الشعب السوري والسماح للمهجرين بالعودة لديارهم دون مسائلة أجهزة الدولة ومضايقاتها من خلال اطلاق عفو عام ينفذ بحذافيره والثاني هو التخلص من الهيمنة الإيرانية على الجيش السوري والميليشيات وعلى صنع القرار في سوريا والنقطة الثالثة هي انهاء زراعة وتصنيع المخدرات ونشرها وبيعها وخصوصا تهريبها للأردن ودول الخليج العربي .
اذن كانت قرارات جوهرية وجدية تصرف العرب تجاه بشار بصورة صارمة ودون تأثير من الدول العالمية أمثال الصين وروسيا وامريكا وقيل له انت لم تنفذ أي من تعهداتك السابقة لذلك لا كلمة لك في المؤتمر.. وكان الرد السوري هو اننا نقوم بذلك لكنه يحتاج الى وقت أطول حيث قمنا بتغييرات في القيادات الأمنية وكان الإعلان عن ان زوجة بشار قد أصيبت بالسرطان من اجل تحجيم دورها وعائلتها من السيطرة ودورها في تضييق الخناق الاقتصادي السلبي ضد الشعب السوري وكذلك تحجيم دور ماهر الأسد المتواطيء مع ايران ..
هكذا اذن أصبح الأسد بين اما ان يبقى تابعا لإيران واجنداتها التي تسعى لتدمير وقتل كل ما هو عربي من اجل مد نفوذها الشرير وبين ان ينفذ تعهداته بجدية امام العرب لذلك تم امهاله مرة أخرى للقمة العربية القادمة لتنفيذ هذه التعهدات والا سيصار الى ان يتم عزله مرة أخرى فالسعي لتغييره!