19 ديسمبر، 2024 7:04 ص

لماذا مجلس الأعيان والحكماء

لماذا مجلس الأعيان والحكماء

في ظل الفوضى المختلقة التي تعصف بالبلاد والتي أنتجتها الإرادات الإقليمية والدولية من خلال أجندتها السياسية المتمثل بعدد من الكتل والتجمعات السياسية ونتيجة لغياب دور المؤسسات الرقابية عن ممارسة دورها في التصدي للفساد الحكومي والتناحر الطائفي كان لابد من إيجاد مؤسسة مدنية تمثل الطيف العراقي ونسيجه الاجتماعي المؤثر وهم (العشائر) من خلال رؤسائهم واعيانهم بالإضافة إلى استنقاذ العشائر من براثن المتسلطين ومشاريعهم الانتهازية المتمثلة بمجالس وضعت لأغراض وأهداف انتخابية بحتة كان مقترح تشكيل (مجلس الأعيان والحكماء) ليكون كيان اجتماعي رقابي مقنن دستوريا تكون وظيفته الاساسية تحويل الكيان العشائري إلى جهة رقابية إيجابية بدل الحالة السلبية التي يمر بها هذا الكيان المدني نتيجة انشغاله بالصراعات الجانبية واستغلاله سياسيا .
أما عن الاهداف الرئيسية من تشكيله فتتضمن عدد من النقاط الإيجابية والبناءة والتي لخصها سماحة المرجع اليعقوبي بالنقاط التالية :

  1-  حل النزاعات والصراعات التي تحصل بين العشائر كالذي حصل مؤخرا في شمال البصرة وادى الى مقتل وجرح العديد من الاشخاص وترويع المدنيين والابرياء وانقطاع ارزاق المئات من الناس وفصل عدد كبير من الموظفين وطلبة الجامعات لعدم قدرتهم على الدوام وغير ذلك من التداعيات.
  2-  المشاركة في تعبئة المقاتلين لصد الارهاب ودحره وحماية النفوس والاعراض والممتلكات من الفساد والتخريب .
  3- بذل الجهود في اقناع الكثير من الشباب الذي تورطوا في الانضمام الى الجماعات الارهابية بسبب غسيل الدماغ الذي تعرضوا له والحرمان الذي يعيشونه فيقوم المجلس بترشيدهم وكفالتهم واعادة دمجهم في المجتمع والسعي لإيجاد حياة كريمة لهم .
  4-  حفظ وحدة المجتمع وتماسكه وردم الفجوات التي يصنعها البعض لمصالح يراها، ولأن الكثير من العشائر تضم تنوعاً طائفياً داخلها وعلاقات المصاهرة وروابط اجتماعية فيما بينها على تمام مساحة العراق فإنها أقدر من ألف مؤتمر للمصالحة الوطنية على حفظ هذه الوحدة وإعادة كلمة الاخوّة لأبناء الوطن الواحد، ولدينا نموذج صالح على ذلك في التعاون الصادق بين اهالي بلد والضلوعية مما جعلهم قادرين على مقاومة كل هجمات الارهابيين الشرسة على الضلوعية طيلة ستة اشهر حتى قضوا عليها تمام بفضل الله تبارك وتعالى .
  5-  بث الروح الوطنية ومقاومة مشاريع التقسيم والتفتيت التي ينادي بها البعض في داخل العراق وخارجه، وان انتشار العشائر على تمام محافظات العراق كفيل بحفظ وحدة العراق والشعور بالهوية الوطنية .
  6- ممارسة الدور الرقابي على أداء السياسيين وسائر موظفي الدولة باعتبارهم سلطة خامسة يستطيعون من خلالها خلق رأي عام وموقف موحد لتصحيح الفساد والانحراف وفضح المسيئين، وحينئذٍ سنستطيع الحد من الفساد الذي خرّب مؤسسات الدولة وأهدر المال العام وأضاع مصالح البلاد.
  7- إيصال صوت المحرومين والمظلومين واصحاب الحقوق من عامة الشعب الذين لا يستطيعون ايصال صوتهم ولا يصغي اليهم احد من المسؤولين.

ومن خلال هذه الأهداف البناءة التي تقف خلف الدعوة الملحة لتشكيل هذا الكيان نجد أن وجود جهة رقابية اجتماعية مستقلة وذات ثقل ووزن اجتماعي كبير مثل العشائر هو ضرورة تتطلبها المرحلة الحرجة من تاريخ العراق الحديث.

أحدث المقالات

أحدث المقالات