عندما تبحث عن أي حدثٍ ما في تأريخ الشيعة سياسياً أو عقائدياً أو اقتصاديا ،أو كل ما يهم هذه الطائفة من أسباب الوجود والبقاء على قيد الحياة ، تجد ان اغلب مصادر البحث، هي واردة عن كتب المخالفين، مع مصادر بسيطة جدا، وصلت عبر وسائط نقل شيعية، انقسمت بين الضعيف والصحيح و المرسل و المخالف.
ان المظلومية التي عاشها شيعة ال محمد “صلوات الله وسلامه عليهم ” بعد شهادة الإمام الحسين “عليه السلام “، فريدة من نوعها في تأريخ البشرية، ولم تشهدها اي طائفة أو ديانة أخرى سماوية أو ارضية ، فهم لم يتعرضوا لعمليات الاعدامات الجسدية وعمليات القتل الجماعي فقط لتقليص المذهب ثم نحره، بل لما هو أقسى من ذلك، ألا وهي عمليات سلب لسيرهم وسرقة هوياتهم ثم النفي ثم الابادة التاريخية ، لتكون هذه الطائفة الشريفة وكأنها دخيل أو لقيط في باقي المكونات والشعوب.
ان مشروع تضييع تاريخ الشيعة وهويتهم، هو مشروع كبير تبناه إعلام التيار الاموي أولاً، عبر سلسلة فضائع تقام بحق القصاصون من رواة الشيعة ومؤرخي مصايب أهل البيت مثلاً أو لمن نقل فضائلهم وعلومهم ، ،في خطوة مبكرة لمنع فضائح وجرائم الامويين امام الاجيال اللاحقة، وقد واصل هذا المسير تيار العباسبون ولم يكن اقل قسوة ممن سبقه، بحرق ومصادرة ما يرد من إرث يخص الشيعة.
لهذا تجد ان تاريخ الشيعة تمت كتابته بأصابع اموية،ولك أن تفهم صورة الضحية حينما يكتب الجلاد التاريخ ، يذكر انه اول من بدأ التوثيق التاريخي الفقهي والروائي والحديثي من الشيعة، العلامة الكليني المتوفى عام 328هـ , وبعدها كتب الصدوق بعد60 سنة , ثم جاء الشيخ الطوسي رحمه الله.
وقد واصل العدو سرقة تاريخ الشيعة ووثائقهم من قبل دول الاحتلال أو من قبل عملائهم من الحكومات التي تم تسليطها بعد انسحاباتهم لمواصلة مسلسل توهين المذهب ، فقد سرق الوهابية المتحاف من النجف الاشرف و كربلاء المقدسة ، وفي العصر الحديث اكمل نظام حزب البعث مسيرة الامويين في العراق بتلف مايجده من وثائق خطية أو معالم وبنى تاريخية و أثرية.
لهذا تجد أننا فقدنا الكثير من ملاحم وتراث أهل البيت عليهم السلام وتجد ان سجلات تأسيس الشعائر و المواكب الحسينية ومدارس الشيعة مفقودة أو ضاع منها الكثير ولا تعرف سبل النشاة والنضوج وطرق وصولها إلينا وهي من أسباب التشكيك بها وباب من أبواب يفتحه المخافون علينا لتشويه المذهب .