23 ديسمبر، 2024 2:03 م

لماذا لم يقتص الحسين ممن قتل اخيه الحسن؟!

لماذا لم يقتص الحسين ممن قتل اخيه الحسن؟!

هل كان الحسين يعلم بهوية من دسّ السم لاخيه الحسن وفق الرواية الشيعية ؟,
ولماذا لم نسمع ان الحسين او اي من ابناء الحسن وهم “اولياء الدم” قد ثاروا او اقتصوا ممن قتل الحسن مثلما اقتصوا ممن قتل علي ابن ابي طالب؟.
واذا كان الحسن يعلم بان الطعام كان مسموما ,فهل يجوز له ان ياكل منه وهو يعلم انه مسموم؟,
الم يكن ذلك نوعا من انواع “الانتحار” في الشرع الاسلامي بل وحتى في القانون الدولي الحالي ؟.
في الحديث الذي يرويه اهل السنة,ان امراة يهودية قد اهدت للنبي شاة مسمومة,فلما ان عرف النبي انها مسمومة رفع يده عنها,فلم ياكل منها بعد ان عرف انها مسمومة,فكيف اذا يقبل ائمة اهل البيت ان ياكلوا من طعام وهم يعلمون انه مسموم وفيه مقتلهم؟؟؟.
في كتاب بحار الانوار للمجلسي, يقول المجلسي عن قصة وفاة الحسن ما يلي:
((وقال الحافظ في الحلية وري عن عمر بن إسحاق قال : دخلت أنا ورجل على الحسن بن علي عليهما السلام نعوده فقال : يا فلان سلني قال : لا والله لا أسالك حتى يعافيك الله ثم نسألك ، قال : ثم دخل ( الخلاء ) ثم خرج إلينا فقال : سلني قبل أن لا تسألني ، قال : بل يعافيك الله ثم لنسألك ، قال : ألقيت طائفة من كبدي وإني قد سقيت السم مرار فلم اسق مثل هذه المرة .
 ثم دخلت عليه من الغد ، وهو يجود بنفسه ، والحسين عند رأسه ،
–          فقال يا أخي من تتهم ؟
–          قال : لم ؟ لتقتله ؟
–          قال : نعم ،
–          قال : إن يكن الذي أظن فانه أشد بأسا وأشد تنكيلا ، وإلا يكن فما احب أن يقتل بي برئ ، ثم قضى عليه السلام .)). http://www.aqaed.com/ahlulbait/books/behar44/a14.html#t5
ومن هذه الرواية نلاحظ عدة امور منها:
ان الحسين “المعصوم” لم يكن يعلم من هو الذي دس السم لاخيه الحسن “المعصوم”,ولذلك يساله من تتهم ؟!,وهذا يدحض جميع حجج الشيعة بان اهل البيت كانوا يعلمون الغيب,فها هو الحسين جالس عند راس اخيه لا يعلم من قتله !!.
وقد يحتج البعض فيقول,انك قد “استنتجت”  في مقالات سابقة ان ائمة اهل البيت لا تبدا عصمتهم الا بعد ان يعهد اليهم بالامامة,وهنا الحسين لم يكن اماما بعد,فالامامة والعصمة بيد الحسن,وبالتالي فان عدم معلمته الغيب يعود الى انه لم يكن في تلك اللحظة معصوما لانه لم يكن اماما في تلك اللحظات.
وقد يكون هذا الرد مقنعا عند هذه النقطة تحديد,لكن ماذا حين نعرف بان الحسن وهو الامام “المعصوم” في تلك اللحظة ورغم ذلك لم يكن يعلم الغيب؟؟؟.
ففي نفس الرواية نقرا ان الحسن يقول لاخيه ((إن يكن الذي أظن فانه أشد بأسا وأشد تنكيلا ، وإلا يكن فما احب أن يقتل بي برئ)), وهذا يعني ان الحسن نفسه يعترف بانه لم يكن متيقنا “تمام اليقين”  بان من دس له السم هو الذي في باله,ولذلك قال “ان كان الذي اظن”, وهذا يعني ان الحسن لم يكن متيقنا وانه كان “يظن” ظنا غير قطعي ,ولذلك ايضا خشي ان يدلي باسم معين فينتقم منه الحسين,ثم يكون ذلك الشخص “بريء” ويقع الحسين في دم حرام!!!!.
وهذا يعني ان الحسن نفسه لم يكن يعلم من قتله!,وان الحسين والذي سيصبح بعد موت اخيه اماما معصوما,هو ايضا لم يكن معصوما,ولذلك خشي الحسن ان يتم القصاص من شخص ثم قد يكون بريئا!!.
فهل يكفي هذا الدليل حتى يقتنع الشيعة بان ائمة اهل البيت لم يكونوا معصومين, وانهم مجرد بشر مثلنا وليسوا “الهة” ولا “انصاف الهة”؟!.(هل محاولتنا اثبات ان اهل البيت مجرد بشر مثلنا يعني اننا “نواصب”؟؟؟).
ثم لنعود الى ما يرويه الشيعة من ان زوجة الحسن هي التي قتلته,فاذا كان الحسن نفسه لا يعلم من قتله,
واذا كان الحسين لا يعرف من قتل اخيه الحسن,
فكيف عرف الشيعة من قتل الحسن وحددوه بالاسم والصفة وطريقة القتل ؟؟.
هل كان الشيعة اعلم من الحسن والحسين؟؟؟؟؟.
هل يثبت هذا ان ائمة اهل البيت يعلمون الغيب ام ان الشيعة هم الذين يعلمون الغيب؟؟!.
ثم كيف تكون امرأة هي التي قتلته,والحسن يقول لاخيه الحسين ” إن يكن الذي أظن فانه أشد بأسا وأشد تنكيلا”,فهل كانت تلك المراة اشد باسا واشد تنكيلا من الحسين؟,
هل يعقل ان تكون تلك المرأة اشد قوة واكثر شكيمة من الحسين بحيث لا يستطيع الحسين القصاص منها؟؟؟
تعالوا لنقرا ما يكتبه الشيعة عن تشخيص من قتل الحسن,
ففي كتاب اية الله محمد تقي المدرسي نقرا ما يلي:
((أن منطق معاوية كان يبرّر له كلّ جريمة ، وكان له جنود من عسل على حدّ تعبيره ، فإذا كره من فرد شيئاً بعث إليه عسلاً ممزوجاً بالسمّ فيقتله بذلك .وقد جعل مثل ذلك بالإمام الحسن (ع) مرات عديدة ، فلم يؤثر فيه ، وباءت مساعيه بالفشل . إلا أنه ذات مرة بعث إلى عاهل الروم يطلب منه سمّاً فتَّاكاً ، فقال ملك الروم : إنه لا يصلح لنا في ديننا أن نعين على قتال من لا يقاتلنا ، فراسله معاوية يقول : إن هذا الرجل هو ابن الذي خرج بأرض تهامة – يعني رسول اللـه (ص) – خرج يطلب ملك أبيك ، وأنا أُريد أن أدس إليه السمّ ، فأريح منه العباد والبلاد .فبعث ملك الروم إلى معاوية بالسمّ الفتاك الذي دسه إلى الإمام (ع) عن طريق جعدة الزوجة الخائنة التي كانت تنتمي إلى أسرة فاجرة ، حيث اشترك أبوها في قتل أمير المؤمنين وأخوها في قتل الإمام الحسين (عليهما السلام ) فيما بعد .)).
وهنا عدة ملاحظات,
الاولى ان التاريخ لم يذكر لنا ان معاوية قد استخدم السم في قتل احد من المسلمين,فهل يستطيع الشيعة ان يذكروا لنا اسم شخص واحد قتله معاوية بالسم غير ادعائهم بقتله الحسن؟,
واذا كان معاوية ماهر في استخدام السم لقتل معارضيه,فلم لم يقتل علي ابن ابي طالب بالسم وينهي تلك المعركة منذ البداية؟,
ولماذا لم يستخدم يزيد السم لقتل الحسين بدلا من ان يقتله في تلك المعركة العاشورائية؟.
وماذا يقصد الشيعة عندما ينقلون عن ملك الروم قوله ” إنه لا يصلح لنا في ديننا أن نعين على قتال من لا يقاتلنا”, هل يقصدون ان الحسن كان حليفا للروم مثلما ان السيستاني كان حليفا للامريكان مثلا,ولذلك رفض ملك الروم اعانة معاوية على قتله ؟,
ام ارادوا ان يمدحوا الروم ويظهروهم بمظهر الحكام الصالحين العادلين؟؟؟.
واذا كان الروم اتقياء صالحين عادلين الى هذه الدرجة ,فلماذا ارسل النبي ابن عمه جعفر ابن ابي طالب لطردهم من الشام في معركة “تبوك” والتي قتل فيها جعفر ؟؟.
ثم………
اذا كانت “جعدة” من اسرة “ناصبية” شارك ابيها في قتل علي ابن ابي طالب,وسيشارك اخيها في قتل الحسين,
فكيف ولماذا تزوجها الحسن اذا؟؟,
الم يفت مراجع الشيعة بحرمة الزواج من المرأة الناصبية,وان النواصب انجس من الكفار ؟؟؟.
فكيف اذا ارتضى الامام المعصوم ان يتزوج بامراة ناصبية؟؟؟؟.
ثم………
 لنفترض جدلا ان “جعدة” هي التي قتلت الحسن,فلماذا لم نسمع ان الحسين قد ثأر او انتقم منها بسبب قتلها لاخيه؟,
بل لماذا لم نسمع ان الحسين او اي من اولاد الحسن قد طالب مجرد الطلب بالثار او القصاص ممن قتل الحسن؟,
لماذا اغلب شعارات الشيعة تتحدث عن “يالثارات الحسين” و”اين الطالب بدم الحسين”, بينما لا نسمعهم ولم نسمع من احد من قبل انهم طالبوا بالثار لدم الحسن ؟,
ثم…………..
واذا افترضنا جدلا ان الحسن طلب منهم فعلا ان لا يقتصوا ممن قتله,لذلك لم يقتصوا منها,
فماذا عمن قتل جعفر الصادق ومحمد الجواد والحسن العسكري ؟,
فالشيعة يذكرون ان جميع ائمة اهل البيت اما ماتوا قتلا او سما,ونحن نعلم ان علي والحسين فقط قد ماتوا قتلا,وهذا يعني ان تسعة من ائمة اهل البيت قد ماتوا بالسم,لكننا ورغم ذلك لم نسمع يوما ان الشيعة قد طالبوا بالثار ممن قتل ائمة اهل البيت الذين ماتوا سما باستثناء هارون الرشيد الذي يتهمونه بانه قتل موسى الكاظم بالسم!!!.
فلماذا لم نسمع ان اولاد الامام محمد الجواد قد طالبوا بالثار من “زوجة” محمد الجواد التي قتلته بالسم كما يقولون؟,
ولماذا لم يثار الباقر ممن دسم السم لزين العابدين ؟
ولماذا لم يثار جعفر الصادق ممن دسم السم لابيه الباقر ؟,
ولماذا لم يثار الهادي ممن دسم السم لابيه الرضا ؟؟؟؟.
وهل جميع هؤلاء تم سمهم عن طريق زوجاتهم كما هو الحال في قصة الحسن او قصة محمد الجواد؟,
ولماذا تزوج اغلب ائمة اهل البيت من “ناصبيات” ومراجع الشيعة يحرمون الزواج من “اهل السنة” فضلا عن “النواصب” ؟؟,
ولماذا لا  يذكر لنا الشيعة باسهاب كيف مات الباقر او  جعفر الصادق او الرضا او الهادي او الحسن العسكري,ويكتفون اما بكلمة “قبض” او يقولون انه توفي مسموما دون ان يذكروا لنا من سمهم ولماذا لم يثار ابنائهم ممن قتلهم,ولماذا لا يطالب الشيعة بالثار لهم؟؟,
هل كان جميع ائمة اهل البيت ضعفاء لدرجة لا يستطيعون معها القصاص ولو عشائريا ممن قتل ابائهم؟,
قد يقول قائل بان جميع ائمة اهل البيت لم يكونوا يطلبون الثار,وانهم كانوا يعفون عمن ظلمهم,
اذا ما بالكم تطابون بما لم  يطلبوا هم انفسهم؟,
ولماذا تطالبون بالثار ممن قتل الحسين وممن قتل الكاظم ولا تطالبون بالثار ممن قتل التسعة الاخرين؟.
قد يقول قائل بان النبي قد سمته المرأة اليهودية,فماذا فعل بها؟, هل اقتص منها؟.
والتاريخ يخبرنا في هذا الشان ثلاث روايات:
الاولى ان النبي لم يصبه منها اذى قاتل لذلك عفا عنها ولم يقتص منها.
ورواية تقول انه عفا عنها في باديء الامر,لكن بعد ان توفى احد الصحابة الذين اكلوا منها فانه قد امر بالقصاص منها لقتلها ذلك الصحابي.
والرواية الثالثة تقول بان النبي استدعاها واقتص منها مباشرة بعد الحادثة. http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=59&ID=373
وفي كل هذه الروايات لا يظهر ان النبي قد تنازل عن القصاص,وكيف يتنازل عن القصاص والقران يقول له :”ولكم في القصاص حياة يا اولي الالباب”؟؟؟.
واذا كان القصاص من القاتل حكم قراني,فهل يمكن للحسن او اي من اهل البيت ان يامر بغير ما انزل الله من الحكم؟,
واذا كان الحسن “حكيما” حين لم يامر بالقصاص,فهل كان ابوه “ليس حكيما” حين امر بالقصاص ممن قتله ؟؟؟.
 
انها اسئلة محرجة,تحصر الشيعة في زوايا ضيقة لا يمكنهم الخلاص منها,وتظهر مدى جهلهم وكذبهم وتدليسهم,علما اننا في طرح هذه الاسئلة لم نعتمد سوى على ما طرحه الشيعة انفسهم من روايات وقصص!!.
والحقيقة التي يستطيع ان يصل اليها كل باحث منصف في التاريخ الشيعي,ان اي من ائمة الشيعة لم يمت مسموما,وانما توفي وفاة طبيعية,ولهذا لم يذكر التاريخ اي حادثة تدل على ان اولياء الدم من اسرة اي من ائمة اهل البيت قد طالبوا بالقصاص ممن قتل ذويهم,وبالتالي يتبين ان كل ما حاكه ويحيكه الشيعة من اساطير عن موت الحسن بالسم او موسى الكاظم في السجن او محمد الجواد مسموما بفرك فرجه,او الادعاء بان ائمة اهل البيت اما يقتلون او يموتون بالسم,كلها اباطيل  سردها الكذابون وصدقها المغفلون!!!!.