23 نوفمبر، 2024 4:28 ص
Search
Close this search box.

لماذا لم يتطور العراق كما تطورت ايران وتركيا ؟!

لماذا لم يتطور العراق كما تطورت ايران وتركيا ؟!

1-تعرض ألعراق وأيران وتركيا خلال ألعقود ألثمانية ألمنصرمة ألى أحتلال مباشر وأنقلابات متعددة وحكمتها حكومات دكتاتورية وعسكرية .2-تتشكل مكونات ألبلدان ألثلاث من قوميات  وأديان ومذاهب متعددة.3- ألتركيب ألجغرافي وألموارد ألموجودة فيها تقريبا متشابهة عدى أن تعداد  سكان تركيا وأيران أكثر من سكان ألعراق 4- في ألبلدان ألثلات طالبت ألأقليات بحقوقها ألقومية ورفعت ألسلاح بوجه ألحكومات ألمركزية.ولكن لوقارنا وضع ألعراق بالدولتين ألجارتين وما حصل فيها من تقدم في ألمجالات ألأقتصادية ألمختلفة ؛ألزراعية وألصناعية وألتكنلوجية وألمجتمعية لوجدنا بونا واسعا بين ماحصل في هذه ألدول وألتخلف ألذي أصاب ألعراق في كافة ألأصعدة ألأجتماعية وألأقتصادية وحجم ألدماء ألتي سالت على أرض ألعراق منذ نشوء ألدولة ألعراقية في عشرينيات ألقرن ألماضي ألى يومنا هذا ولازالت مستمرة بالمقارنة بدول الجوار وللتدليل عيانيا لماحصل في هاتين ألدولتين وماحصل في ألعراق دعونا نستعرض ألوقائع ألتالية:1- حافظت تركيا وأيران على أثارها وعمدت ألى أدامتها وألمحافظة عليها عبر ألعصور ؛وتعتبر أحد مصادر ألدخل ألقومي وربما تزيد على أيرادات ألنفط كما هو ألحال في تركيا   ؛حيث ان أيرادتها من ألسياحة تقدربحوالي 38 مليار دولار سنويا ؛فقد حافظت على أثارها ألأسلامية وألمسيحية معا ومن يزور تركيا وخاصة أسطنبول سيرى هذا ألواقع قائما ؛لم تساهم الحكومات فقط قي تطوير وصيانة ألأثار بل ساهم أيضا ألمواطن ألعادي ؛ومن يزور أيران ويرى ألنفائس فيها وألأثار منذ عهود ألدول ألساسانية حتى ألفترة ألأسلامية واضحة للعيان وأيضا شارك ألمواطن ألأيراني مع ألحكومات ألمتعاقبة في ألمحافظة على ألتراث ألوطني. وفي ظل ألأنقلابات ألمتعددة والهزات ألتي تعرض لها هذا البلد؛ لم تعمد ألحكومات أو ألناس ألعاديين بتدمير وتخريب ألأثار أو ألمكتبات أو ألقصور ؛وتنظم زيارات سياحية لقصور شاه أيران محمد بهلوي؛ وقد تم صيانة مقتنيات ألعائلة ألمالكة وألمكتبات وتعتبر من  ألمعالم ألسياحية في أيران  ؛ومن يزور ألعتبات ألمقدسة ألأسلامية ودور ألعبادة غير ألأسلامية في قم أو مشهد أو أصفهان سيلاحظ مدى حرص ألأيرانين على تراثهم بجميع طوائفه وأديانه ؛تماما كما هو ألحال في تركيا ؛ألتي أدهشت ألعالم في تطورها ألمتسارع في كافة ألمجالات خلال ألسنوات ألثلاثين ألمنصرمة رغم حدوث أكثر من ثلاثين أنقلاب عسكري فيها منذ أنقلاب أتاتورك .
ماذا حصل في ألعراق خلال نفس ألفترة ؛تدهور في كافة ألمجالات ألأقتصادية وألزراعية وألأجتماعية ؛رغم توفر كل عناصر ألنهضة لوجود خيرات لاتعد ولاتحصى ؛من توفر ألمعادن وخاصة ألنفظ وألكبريت وألفوسفات وألذهب وغيرها؛ ألى جانب تنوع ألظروف ألجغرافية وألمناخية  ؛ألأهوار في ألجنوب وألجبال ألخلابة في الشمال والمناطق ألصحراوية في الغرب ألتي تمثل كنزا لاينضب في مجال ألسياحة ألى جانب ألأثار ألمنتشرة في كافة أنحاء ألعراق وألتي  لايوجد مثيلها في أية بقعة من ألعالم ؛ولو تم ألعناية بها وادامتها لأصبحت ألمصدر ألأساسي للدخل ألقومي  وربما تزيد ورادات السياحة لوحدها على صادرات ألنفظ ألتي تهدر على ألحروب وألتدمير أما ألزراعة فأصبحت في خبر كان بعدما هجرها أصحابها وذهبوا ألى ألمدن لعدم توفر وسائل العيش ألكريم وأهمال ألأهتمام بالجانب ألزرعي حيث تقلصت مساحة ألأراضي الصالحة للزراعة وأنخفضت أعداد اشجار النخيل من 33مليون الى خمسة ملايين وتحولنا من مصدرين الى مستوردين للتمور!!.تم تدمير ألمواقع ألأثرية بعد أهمالها عبر ألعقود ؛ثم  سرقتها وبيعها بسعر ألتراب في دول ألعالم من قبل بعض ألعراقيين وحولت بعضها ألى عشوائيات ؛ولم تسلم ألمتاحف وألمكتبات من ألتدمير وألنهب والحرق ؛لقد أهملت ألمعالم ألأثرية من عهد سومر ألى ألعهد ألأسلامي ؛ولم تسلم دور ألعبادة ألأسلامية وألمسيحية وأليهودية وغيرها من ألأديان من ألعبث وألتدمير فقد تم تفجيرها أو تفخيخها وحتى ألقصور ألرئاسية بدلا من أستخدامها كأماكن للترفية تم سرقتها وتخريبها او أصبحت منازل للمسؤوليين !!.لوقارننا بين ألمدن ألتي توجد فيها ألمراقد ألدينية في ألنجف وكربلاء وألكاظمية وسامراء وألأعظمية وألموصل بمثيلاتها في قم ومشهد وأصفهان وأسطنبول سنراها عبارة عن قرى بائسة  بالمقارنة مع مثيلاتها بأيران وتركيا .
مما تقدم أن سبب تأخرنا وتخلفنا يعود ألى ألأسباب ألتالية :1-منهاج ألتعليم – تدهورت مناهح ألتعليم في ألعراق بشكل متسارع وأصبحت تعتمد على التلقين وألطرق ألبدائية في ألتعامل بين ألمعلم وألتلميذ ؛وأهملت ألجوانب ألمهمة في ألتعليم ألحديث وخاصة في رياض ألأطفال وألمرحلة ألأبتدائية وأصبحت العلاقة بينهما كالجلاد {ألمعلم } يحمل عصى بيده للترهيب ؛وألتلميذ ألضحية ألذي لايعرف متى تتحرك ألعصى لتقرعه بسبب وبدون سبب ؛وهي لاتختلف عن مدارس ألكتاتيب ؛وغاب عنها التهذيب وألتوجيه وبث روح ألوطنية وألأبتعاد عن طروحات ألعشائرية وألطائفية وألقومية وعبادة ألأشخاص سواء أكانت دينية أو سياسية ؛وبمرور الزمن تراجعت ألقيم وألمبادئ ؛وألأهداف ألتي نشأت من أجلها ألمؤسسات ألتعليمية وبما أن ألبدايات ألخاطئة لايمكن أن تؤدي ألى نتائج صحيحة وهذا ما جنته أيدينا .2- ألدين :تحول ألدين من خدمة ألناس ألى خدمة ألمذهب وألسلطان وعالم ألدين وبدلا من أن يكون عامل توحيد تحول الى عالم تفريق وتشرذم ؛فعبر ألعصور تحول ألفرد ألى بغبغاء يردد مايقوله رجل ألدين حتى أصبح ألقران مهجورا ويوضع في غرف ألأستقبال للتباهي ؛ففي ألوقت ألذي كان يمكن لعلماء ألدين أن يستخدوا ألآيات ألقرأنية وألأحاديث ألنبوية للتوحيد بين ألقوميات وألأثنيات ألتي تعيش على أرض ألرافدين منذ ألوف ألسنين ؛تحولت الى عوامل لتبرير ألقتل وألفرقة فبدلا من {أنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا أن أكرمكم عند ألله أتقاكم ……ألخ} أصبحت {وأقتلوهم حيث ثقفتوهم…..ألخ}؛كانوا يدرسوننا في حصة ألدين في خمسينات القرن ألماضي؛تفسير ألآية  {لأيلاف قريش أيلافهم رحلة ألشتاء وألصيف…ألخ}تعني أن ألعرب في ألجاهلية يذهبون ألى ألتجارة الى أليمن وألشام في ألصيف وألشتاء!!أطلعت على كتيب يدرس في ألمدارس ألأبتدائية في ألعراق ألجديد ؛طفل يقف متكتف وألأخر سابل أليدين وهذا يزرع في عقل ألتلميذ أن هناك فرق بينه وبين زميله؛بدلا من تعليمه ألنظافة ومساعدة كبار ألسن ورعايتهم وحب ألوطن؟!!.3- ألقومية { ألعشائرية} بعدما تحولت ألشعوب عبر العصور من ألبدائية الى ألمشاعية ثم ألقبلية وتدرجت الى دولة ألمواطنة ؛تراجعنا في ألعراق ألى ألعشائرية وربما سنعود في مقبل ألأيام ألى ألفوضوية ؛فلم يعد للقانون في عراق أليوم حرمة ولا للضعيف ملجأ يلجأ اليه ليحصل على حقوقه ؛فأصبحت ألعشيرة فوق ألقانون ؛وهي ألتي تسير ألدولة وتقوم حتى بأقامة ألتحالفات مع عشائر ألدول ألمجاورة وتقيم ألمعاهدات مع دول ألجوار لأنتخاب هذا المكون أو هذه ألجهة ألسياسية أو ألمذهبية لقاء مبالغ تدفع من دول ألجوار أو ألكيانات ألسياسية ألمتنفذة فالمشكلة هي في طبيعة ألمجتمع ؛وألحاكم هو نتاج بيئته وتربيته؛ولذلك تأخرنا بفعل عقلية ألصحراء ألبدائية ألتي تعتمد حل ألنزاعات بالسيف بدلا من ألعقل وألمنطق والحوار ؛بينما جوارنا راح يبني وينهض ويتطور.يجب أن نعترف أن ألعيب فينا ؛كما يقول ألشاعر {نعيب على ألزمان وألعيب فينا  وما عيب ألزمان ألى سوانا }.  يمكننا  عند ألسفر ألى دول ألجوار في ألمنافذ ألحدودية ؛ملاحظة ألفرق بين مرافقهم ألصحية  ودور ألأستراحة ألنظيفة؛ومرافقنا ألصحية  ودور ألأستراحة ألمقززة وألمعيبة؛والحر تكفيه ألأشارة؟!! وألأعتراف بالخطأ فضيلة.

أحدث المقالات

أحدث المقالات