24 نوفمبر، 2024 9:14 م
Search
Close this search box.

لماذا لم يتدخل الصدر و يدعم تظاهرات واحد تشرين ؟

لماذا لم يتدخل الصدر و يدعم تظاهرات واحد تشرين ؟

سؤال منطقي يتردد على الالسن ، وفي اذهان المتظاهرين الذين خرجوا اليوم في تظاهرات ساحة التحرير .
وللاجابة عليه لابد من فهم منطوق السؤال وابعاده ليكون الجواب ايضا منطقي .
وقبل الاجابة لابد من وضع عده تساؤلات الغرض هو استنطاق السؤال المطروح ، وبعدها يمكن وضع الجواب الناجع للسؤال المطروح .
التساؤل الاول :- هل كانت المظاهرات واضحة المعالم من حيث الشكل والمضمون . ؟
التساؤل الثاني :- هل مطالب المظاهرات كانت متفق عليها .؟
التساؤل الثالث :- هل تم تنظيم شكل التظاهر واعداد الدعم اللوجستي لاطاله امد وجودها . ؟
التساؤل الرابع :- هل ان جمهور طرفي التظاهر واقصد بهم الصدريين والتشرينيون دخلوا التظاهر بقيادة موحدة ؟.
التساؤل الخامس :- هل استطاع جمهور الطرفين من كسب رأي العام من الجمهور والشعب العراقي ؟.
اعتقد من وجهة نظري هنالك خلل واضح في هذه التظاهرة افقدها هيبتها وشرعية مطالبها ، نتيجة ان الخلل حصل في طرفي جمهور التظاهر على حد سواء ، وهذا يعود لعده عوامل نذكرها .

العامل الاول :- القيادة التشرينية نزلت دون رؤية موحدة في صفوفها وقيادتها وهذا ما افقدها قوتها .
العامل الثاني :- الحملة الاعلامية التي رافق الموقف الداعي للتظاهر قبل البدء بها والتشكيك بالطرف الاخر الصدري من ركب الموجة ، افقد التشرينيون قوة المواجه نتيجة الاعداد القليلة التي نزلت .
العامل الثالث :- انسحاب المتظاهرين افقدهم تعاطف الجمهور الشعبي لهم من المشاركة في دعمهم .
العامل الرابع :-جمهور التيار الصدري لم يدعم التظاهرات من خلال الوجود والدعم اللوجستي نتيجة عدم التنسيق المسبق بين القيادات وما تم مشاهدته هو توافق جمهور الطرفين .
هذه العوامل الاربع كانت السبب الرئيسي من قمع التظاهرات بشراسة من قبل الاحزاب الماسكة على الحكومة .

وعودا للاجابة على السؤال المتمثل بمطلع عنوان المقال فيمكن الاجابة عليه بعده اوجه .
الوجه الاول :- التيار الصدري المتمثل بزعيمة السيد مقتدى الصدر لم يصدر منه ولا من تياره بشكل رسمي اي قرار بخصوص المشاركة بهذه المظاهرات ، وترك الامر مفتوح للجمهور بالمشاركة او العدم .
الوجه الثاني :- السيد مقتدى الصدر اراد ان يشجع الجماهير كافة للخروج والتعبير عن رأيها ولايكون التظاهر والخروج حصرا على التيار الصدري ، كي لايتهم من قبل المتصيدين بأن التيار يريد ركوب موجة تشرين .
الوجة الثالث :- عدم الدعم المباشر من قبل التيار لهذه المظاهرة ، كشف حقيقة جوهرية لجمهور ثورة تشرين ان بعض من القيادات التشرينية باعت قظيتهم للاحزاب وملشياتها فصارو لقمة سائغه للاحزاب .
الوجه الرابع :- ان سيد مقتدى الصدر بكل تحركاته لايعول على المخرجات الانية بل له نظره مستقبلية من خلالها يريد التغيير الجذري للواقع العراقي ، وعدم المشاركة الفعلية هو من اجل ايصال رسالة لجميع ابناء الشعب العراقي بأنه لايبحث من مكاسب شخصية انية بقدر المصلحة العامة لجميع افراد الشعب .
الوجه الخامس :- ما يصبوا اليه السيد مقتدى الصدر هو وحدة الكلمة وتوحيد المطلب الجماهيري ، فأن خطوة السيد مقتدى الصدر لهذه المرحلة يريد ان يفهم الشعب العراقي وايصال الرسالة له ، بأن قرار حياتك وعزتك وكرامتك وعيشك الرغيد بعز ، لاتتحقق الا ان توحد الشعب العراقي بكل اطيافة ومكوناته ، ولهذا لم يتدخل السيد مقتدى من اجل ان يعطي فرصة للعشب في تقرير مصيره بيده من دون تدخل .

هذه الوجوه هي الاجابة على السؤال المطروح من قبل المتظاهرين وما يدور في اذهانهم من تساؤلات ، بل وحتى ان الغالبية العظمى من المهتمين بالشأن العراقي يدور في اذهانهم هكذا سؤال .
ومن الناحية الفلسفية لتحركات السيد مقتدى الصدر حيث ان البعد الفلسفي لدية هو نتاج المقدمة المنطقية ، وكما اشرت في الوجه الخامس والذي يعد اس المشكلة القائمة ، ولابأس من تسليط الضوء عليه بأكثر دقة لبيان مطلبه للاهمية .
بعد ان استنفذ السيد مقتدى الصدر كل الوسائل التي عمل عليها من اجل تشكيل حكومة اغلبية لغرض تحقيق مشروعة الاصلاحي وفق المتبنيات الدستورية لتاخذ على عاتقها تغير مسار شكل النظام الحكومي المحاصصاتي التوافقي الذي لم يقدم للشعب ما يطمح له ، وبعد ان تيقن بأن هذا الامر لايتحقق لعدة اسباب قد بينتها سابقا بمقالات اخرى ولا اريد تكرارها ، دعى كتلته الكبرى للاستقالة ليعطي اروع صورة بزهدة وعدم رغبته بالمناصب وانه صاحب مشروع ، ولهذا فضل ان يكون مصطف بجانب الشعب ، وما يطمح له السيد مقتدى الان هو العمل على توحيد كلمة الشعب والاصطفاف حول متبنيات واحدة بأعتبار ان الشعب بتوحده يستطيع ان يقول كلمته ويفرض هيبته التي سلبت منه . بأن الشعب هو مصدر السلطة والقرار .

ولهذا نرى ان هذه التظاهرات قد انطلقت وصاحبها ما صاحبها من خيانات من بعض قياداتها وقد تعروا امام جمهورهم ، الا ان الصدر سوف لايقف مكتوف الايدي نتيجة الاعمال الوحشية للعصابات المنفلته واحزابها .. ولكن ينبغي ان يكون الوعي حاضر عند الشعب العراقي من اجل توحيد كلمته وصفوفة وفق قيادة وطنية مخلصة تريد الخير لجميع ابناء الشعب العراقي بطوائفه وقومياته ، عندها يتم الخلاص والتغيير المنشود .

 

أحدث المقالات

أحدث المقالات