23 ديسمبر، 2024 2:36 م

لماذا لم يتحشد الحزب الشيوعي العراقي قتالياً ضد داعش ؟!!!

لماذا لم يتحشد الحزب الشيوعي العراقي قتالياً ضد داعش ؟!!!

دخلت الأفكار الماركسية إلى العراق في العقد الثاني من القرن العشرين، فقد ظهر عدد من المثقفين الذين تأثروا بالأفكار الماركسية والاتحاد السوفيتي ، وجلبوا عددا من الكتب الماركسية من سوريا ، وبلدان أخرى، وانكبوا على دراستها وتداولها بين عدد محدود من الأشخاص في بادئ الأمر خوفا من اكتشاف السلطة لهم. وتلا ذلك ظهور أول الحلقات الماركسية التي ضمت: حسين الرحال ، عوني بكر صدقي، مصطفى علي، محمد أحمد المدرس، عبد الله جدوع. وقد أصدر هؤلاء الرواد الأوائل مجلة علنية باسم الصحيفة كانت تصدر مرتين في الشهر، وقد صدر العدد الأول منها في 28 أيلول 1924، عالجت المجلة أوضاع العراق الاجتماعية والاقتصادية والفكرية، وركزت هجومها على الاستعمار والإقطاع والعنصرية والطائفية. إلا أن هذه المجلة لم تدم طويلاً فقد بادرت السلطة الحاكمة إلى غلقها بسبب توجهاتها الماركسية.

وفي عام 1927 تشكلت المجموعة الماركسية الأولى في البصرة وضمت كلا من عبد الحميد الخطيب و زكريا إلياس وسامي نادر مصطفى وعبد الوهاب محمود وفي عام 1928 تكونت خلية أخرى في الناصرية ضمت كلا من: يوسف سلمان(فهد) وغالي زويد وأحمد جمال الدين وأصدرت منشوراً شيوعياً بخط يد فهد بعنوان “يا عمال وفلاحي البلاد العربية اتحدوا” وقد عالج المنشور الوضع السياسي في البلاد والهيمنة البريطانية. وكان المنشور موقعا باسم الحزب الشيوعي العراقي ووزع في الناصرية في كانون الأول عام 1932.

في 31/آذار/ 1934 انعقد في بغداد اجتماع تأسيسي حضره شيوعيون من مختلف أنحاء العراق، وأعلنوا توحيد منظماتهم في تنظيم مركزي واحد باسم (لجنة مكافحة الاستعمار والاستثمار) وتم انتخاب أول لجنة مركزية، وأصبح وعاصم فليح أول سكرتير للحزب والذي تغير اسمه فيما بعد إلى الحزب الشيوعي العراقي حيث اتخذت اللجنة المركزية قراراً بإعلان اسم الحزب الشيوعي العراقي بدلاً من الاسم السابق في عام 1935.

لعب يوسف سلمان يوسف (فهد) دوراً بارزاً سواء في بناء خلايا الحزب من مدن العراق الجنوبية أو في إقامة مركزه في بغداد وتأسيس الحزب حيث سافر فهد إلى موسكو عام 1935 للدراسة في جامعة كادحي الشرق، حيث بقي هناك حتى 30 كانون الثاني عام 1938، ودرس خلال وجوده هناك العلوم الماركسية وأساليب التنظيم في الحزب الشيوعي. في عام 1941 تم اختيار فهد سكرتيرا عاما للحزب الشيوعي العراقي إلى أن تم إعدامه في عام1949. ولعب محمد حسين أبو العيس الدور الأبرز في حياة الحزب الشيوعي العراقي حيث كان عضو اللجنة المركزية للحزب وأول رئيس تحرير لجريدة اتحاد الشعب وهي الجريدة الناطقة باسم الحزب وعمل على إصدارها مرتين في اليوم الواحد بغية اطلاع الجماهير على كافة المستجدات في الساحة العراقية .

فالحزب الشيوعي العراقي أحد الأحزاب السياسية اليسارية في العراق ، ويعتبر من الأحزاب العريقة على الساحة السياسية العراقية الذي لعب دورا مهما في التاريخ السياسي الحديث في العراق ، وبالرغم من معارضته لحكم الرئيس العراقي السابق صدام حسين إلا أنه اشترك معه في تأسيس مشروع الجهة الوطنية التي ضمته مع حزب البعث العربي الاشتراكي بمشترك جبهوي واحد سرعان ما انهار لأسباب مختلفة . كما أنه كان من الرافضين للحصار الاقتصادي

الذي فرض على العراق عقب الاجتياح العراقي للكويت وعارض فكرة غزو العراق من قبل قوات التحالف في عام 2003 ، ولكن الحزب شارك في العملية السياسية في عراق ما بعد صدام حسين ، لكنه حصل على عدد قليل من الأصوات في الانتخابات العراقية.

والحالة هذه ؛ فالعراق يخوض معركة قتالية عسكرية تعبوية على الأرض .. مصيرية ؛ أن تكون أو لا تكون ، بينما نرى حركات وأحزاب وتنظيمات سياسية وقومية عديدة تستجمع طاقاتها البشرية وتستنفرها لأجل خوض هذه المعركة المشرفة ، من خلال تطوع عناصرها وزجهم في خوض القتال الدامي لأجل تحرير الأرض الوطنية من أقدام وبراثن فلول داعش الظلامية القذرة .

فمنظمة بدر و عصائب أهل الحق و حزب الله والملبين لفتوى المرجعية الشيعية والبيشمركة الكرد والعشائر وغيرهم يقاتلون ويستنفرون قواهم وشبابهم لأجل النصر في هذه المعركة ، بينما لم نرَ أي نشاط تعبوي قتالي يظهره تنظيم الحزب الشيوعي العراقي ، ولا ندري ماذا ينتظر، وهو الذي كان يخوض الصراع الدموي في نهاية خمسينات القرن الماضي؟!!!

ومن الجدير بالذكر ؛ إنَّ تنظيم داعش الإجرامي الذي أحرق الحرث والنسل ، إذا ما تمكن على أرض وادي الرافدين ، سوف لن يبقي فكراً ولا حزباً .. تقدمياً وغير تقدمي ، ولا ديمقراطيةً ولا شعباً حُرّاً سعيدا.

إذ ليس بالخطب واللافتات والبوسترات والمعارض الفنية والأشعار يتحقق الانتصار !!!