7 أبريل، 2024 9:07 م
Search
Close this search box.

لماذا لم نجد قادة السنة مع الحشد الشعبي

Facebook
Twitter
LinkedIn

على الرغم من مرور أكثر من ثمانية أشهر من سيطرة داعش على مساحة مهمة من الأراضي العراقية إلا ان تواجد القادة السنة في خطوط المواجهة الأمامية مع ابطال الحشد الشعبي ورجال قواتنا الامنية لم يسجل له اي حضور الى هذا الوقت على العكس تماما من القادة الشيعة والكرد.

ومن الواضح فان غياب القادة السنة عن التواجد في خطوط المقدمة مع أبناء الحشد الشعبي والقوات الأمنية ينطوي على مداليل متعددة لكنها جميعا لا تصب في مصلحة ممثلي المكون السني في البرلمان وفي الحكومة.

الأمر الأغرب في حالة التناقض التي يعيشها السنة لا يكمن في قيام أبناء الحشد الشعبي بتحمل مسؤولية تطهير الأرض والمدن من دنس هؤلاء القتلة والمجرمين والمارقين انما تكمن في تواجد هؤلاء المجرمين في المناطق السنية حصرا وفي المناطق القريبة او التي تحت حماية ونخوة ابناء المكون السني،اما المناطق الشيعية والكردية فإنها ابت ان يدنسها هؤلاء الأوباش وبذلت من اجل شرف طهرها الغالي والنفيس.

قادة السنة لم يفهموا الدرس جيدا وربما فهموا الدرس الا انهم لا زالوا يمنون النفس بالعودة الى ايام مضت وملك تلاشى رغم ان هذه الايام لم يعد لها من اثر في زمن المعقول والمنطق ورغم ان داعش اعلن عن منهجه واسلوبه وكشف اوراق لعبته القائمة على القتل والرعب دون ان يفرق بين سني وشيعي ودون ان يميز بين عربي او كردي او مسيحي او ايزيدي.

ان ممثلي السنة وشيوخ العشائر لم يحسموا امر انتمائهم بعد فهم لا زالوا يضعون المقارنات بين العراق وبين ملك العراق رغم ما فعله داعش وما يفعله بهم الا انهم لا زالوا يعتقدون انه الطريق الوصول الى بوابات قصر السجود اما العراق فهم غير متأكدين من انه الخيار الاول والأخير لهم لا نهم على يقين كامل بان شركائهم الشيعة لن يغلقوا الباب بوجوههم متى ما وتوصلوا الى الحقيقة وقرروا التوبة واعلان الندم.

ان من المفارقات الغريبة والعجيبة في الواقع  العراقي هو ان من يتحمل مسؤولية الدفاع عن العراق وتطهير ارضه من دنس القتلة والمتخلفين هم الشيعة بينما يمارس السنة “جمهورا وساسة” هواية الطعن والسب والشتم والتشكيك الاغرب من كل هذا هو ان جميع الاراضي المغتصبة تقع في مناطق يطلق عليها المناطق السنية.

ان عدم وجود ابناء المكون السني في مقدمة الجموع الزاحفة لتطهير الارض من دنس الدواعش يؤشر اكثر من علامة استفهام ويسجل اكثر من تساؤل من اهمها هل ان الدواعش على اتفاق مع ابناء المكون السني لتدنيس المحافظات الغربية او هل ان ابناء المكون السني يشعرون بالعجز والجبن امام قسوة واجرام الدواعش فتركوا الامر الى من هم اصحاب العزيمة والباس والاقدام.

ان الاحتماء بداعش رهان خاسر كشفته مواقف التنظيم الاجرامية بينما مثل الاحتماء بالحشد الشعبي رهان فائز كشفته مواقف البطولة والشجاعة والاقتدام وبالتالي فان فرز الخنادق لا يحتاج الى فلسفة بقدر ما يحتاج الى قرار عراقي خالص.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب