23 ديسمبر، 2024 5:28 ص

لماذا لم تُدفن عائشة في غرفتها؟

لماذا لم تُدفن عائشة في غرفتها؟

تروي كتب الشيعة ان الحسن ابن علي عندما ادركته الوفاة اوصى بان يدفن في حجرة عائشة!.حيث يورد مركز البحوث العقائد التابع للسيستاني هذه الرواية:
((روى الشيخ الكليني في (الكافي 1 / 302 ح 3)، بسنده عن محمد بن مسلم, قال : سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول : (لما أحتضر الحسن بن علي (عليهما السلام) قال للحسين : يا أخي أوصيك بوصية فاحفظها, فإذا أنا مت فهيئني, ثم وجّهني إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) لأحدث به عهدا, ثم أصرفني إلى أمي فاطمة ( سلام الله عليها ), ثم ردّني فادفنّي في البقيع, واعلم أنه سيصيبني من الحميراء ما يعلم الناس من صنيعها, وعداوتها لله ولرسوله (صلى الله عليه وآله) وعداوتها لنا أهل البيت .
فلمّا قبض الحسن (عليه السلام) وضع على سريره, وانطلقوا به إلى مصلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) الذي كان يصلّي فيه على الجنائز, فصلّي على الحسن (عليه السلام), فلمّا أن صلّي عليه حمل فأدخل المسجد, فلمّا أوقف على قبر رسول الله بلغ عائشة الخبر, وقيل لها : إنهم قد أقبلوا بالحسن بن علي ( عليهما السلام ) ليدفن مع رسول الله (صلى الله عليه وآله), فخرجت مبادرة على بغل بسرج, فكانت أول إمرأة ركبت في الإسلام سرجاً, فوقفت فقالت : نحوا ابنكم عن بيتي, فإنه لا يدفن فيه شيء, ولا يهتك على رسول الله (صلى الله عليه وآله) حجابه ……….الخ.
ثم يكملون رواية اخرى  تقول:
وقال الحسين (عليه السلام) : والله لولا عهد الحسن إليّ بحقن الدماء, وأن لا أهريق في أمره محجمة دم, لعلمتم كيف تأخذ سيوف الله منكم مآخذها, وقد نقضتم العهد بيننا وبينكم, وأبطلتم ما اشترطنا عليكم لأنفسنا .
ومضوا بالحسن (عليه السلام) فدفنوه بالبقيع عند جدته فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف ( رضي الله عنها ) .
ثم يجيب الموقع في نفس الصفحة عن احد سؤال حول هل اخذ ابو بكر وعثمان الاذن من النبي حتى يدفنوا فيه, بالقول:
إن الآية (( يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم )) مطلقة لم تقيد الأمر بالحصول على الإذن في حياة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ومن يدعي التقيد بالحياة فعليه الدليل. ومن مصاديق الدخول هو الدفن في بيته ومن الواضح إنه كان بدون إذنه لأنه كان صلى الله عليه وآله قد انتقل إلى ربه ولا يوجد أحد يدعي أنّ الشيخين قد أخذا الإذن منه صلى الله عليه وآله وسلم في حياته ولا ينفع إذن عائشة لأنها لا تملك البيت بل هي أحد الورثة ليس إلا, نعم هي استولت عليه كله بإعانة السلطات وهذا أمر آخر.
http://www.aqaed.com/faq/1159/
وللتعليق على ما ورد اعلاه,نبدا من الجواب الاخير فنقول, ان الاية ورد فيها ” يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم”,فقد ورد في الاية “يؤذن لكم” ولم يرد فيها “حتى ياذن الرسول لكم”,ومعلوم ان الرسول كان يعيش في كل بيت من بيوته مع زوجاته,وبالتالي فالاذن يؤخذ من النبي او من الزوجات ,والا فان اقتصر الاذن على النبي لكان من حق الصحابة ان يدخلوا على زوجات النبي متى شاؤوا ما دام الرسول قد غاب عن البيت او توفي!,فهل يعقل هذا؟.
واما بخصوص اخذ الاذن لدفن عمر وابي بكر,فقد ذكرت السير ان كل منهما استاذن عائشة لان يدفن في غرفتها بعد وفاته,اما ابو بكر فكان ابوها وقد أوصى بدفنه قرب النبي فلبت ابنته وصيته,واما عمر فقد ارسل الى عائشة ابنه عبد الله ليستاذنها ان يدفن قرب ابي بكر وعمر,فقالت عائشة: “كنت اريده لنفسي,فلاوثرنه اليوم على نفسي”,فدفن عمر هنالك باذن عائشة.
ثم هو تارة ينفي ان يكون من حق عائشة ان تمنع او تجيز ان يدفن في غرفتها احد,ثم في نفس الوقت يورد قصة استئذان الحسن منها ان يدفن في غرفتها,اليس في هذا تناقض عجيب؟.
لكن هل طلب الحسن منها فعلا ان يدفن في غرفتها؟,
وهل رفضت عائشة؟.
ولماذا طلب ان يدفن قرب جدته فاطمة( ام والده علي) ولم يطلب ان يدفن قرب امه فاطمة ؟.
وللاجابة عن هذه الاسئلة نقول,لقد كانت مساحة غرفة عائشة التي دفن فيها النبي هو  عشرة اذرع من الشرق الى الغرب, وسبعة اذرع ونصف من الشمال الى الجنوب,وحسب قياساتنا الحالية تبلغ تقريبا ( 4,5م * 3,5 م),وهي مساحة صغيرة نسبيا,وبغض النظر عن المساحة,فقد كانت الهيئة التي دفن فيها النبي هو انه دفن النبي وقد جُعل رأسه إلى المغرب، ورجلاه إلى المشرق، ووجه الى القبلة، وكان بينه وبين جدار البيت القبلي قدر شبر، وقيل بمقدار سوط، وبينه وبين الجدار الغربي قدر ذراعين. ويليه خلفه قبر أبي بكر الصديق ورأسه خلف منكب النبي محمد، ويليه من خلفه قبر عمر بن الخطاب، ورأسه خلف منكب أبي بكر الصديق، بمعنى ان القبور كانت قد وضعت بالطول,بمعنى ان الجثة توضع بموازة الجدار الطويل,فاذا عرفنا بان مساحة القبر تاخذ حوالي متر عرضا,فهذا يعني ان الغرفة وعرضها ثلاثة امتار ونصف سوف لا تتسع سوى لثلاث قبور فقط,علما ان المسافة بين قبر الرسول والجدار كانت شبر اي ما يعادل الثلاثين سنتمتر,اي ان النبي اخذ من عرض الغرفة متر وثلاثين سنتمتر,ثم جاء بعده من خلف ظهر ابي بكر واخذ متر,ثم جاء عمر فاخذ قبرة من بعد ابي بكر متر,فهذا يعني ان الغرفة لم يبق فيها مسافة سوى عشرين سنتمتر فقط!!.
فهل كانت العشرين سنتمتر تكفي لان يدفن فيها الحسن او احد غيره ؟.
بمعنى اكثر اختصارا,فان مساحة الغرفة لم تكن تكفي لان يدفن فيها اربعة اشخاص,فكيف تسنى للحسن ان يطلب مثل هذا الطلب وهو يهعلم ضيق الغرفة ؟.
ام ان الشيعة هم الذين اخترعوا مثل هذا الطلب لاثارة الفتن بين المسلمين وتأليب الشيعة على عائشة؟.
ثم ان عمر لما استاذن عائشة بان يدفن في غرفتها,ردت عائشة بانها كانت تريد ذلك الموقع لان تدفن هي فيه,لكنها اثرت ان تمنحه لعمر ,وهذا يعني انه لم يكن في الغرفة مكان سوى لقبر واحد,ولهذا تنازلت له عنه .
ثم ياتي السؤال الاصعب وهو:
لو كان في الغرفة متسع لقبر اخر,فلماذا لم تدفن فيه عائشة ,حيث تقول  الاخبار بانها دفنت في البقيع حيث دفنت زوجات النبي الاخريات؟.
الم يكن من الاجدى لو كان في الغرفة حيز لقبر اخر ان توصي عائشة بان تدفن فيه بدلا من ان تدفن خارج غرفتها في البقيع؟.
اليس هذا دليل على ان الغرفة لم تكن لتتسع سوى لثلاثة قبور فقط,ولهذا لما ان دفن عمر في القبر  الثالث لم يبق لها مكان فدفنت في البقيع؟!.
الا يبطل هذا كل دعاوى الشيعة بان الحسن قد اوصى بان يدفن قرب جده,وان عائشة قد رفضت هذا الطلب وركبت بغلتها وكادت ان تحدث حرب ضروس بين المسلمين كمعركة الجمل بسبب هذا القبر؟؟.
فاما ان الحسن كان لا يعلم بان الغرفة ليس فيها مكان لقبر رابع, او ان الشيعة هم من لفق مثل هذه الاكذوبة باسرها؟!.
 
ثم ناتي للسؤال الثالث وهو: لماذا اوصى الحسن حسب الرواية الشيعية اعلاه ان يدفن قرب جدته فاطمة ولم يطلب ان يدفن قرب امه فاطمة؟.
ففي رواية المجلسي وفي رواية الارشاد يقول الحسن لاخيه الحسين  ” ثم ردّني إلى قبر جدّتي فاطمة بنت أسد فأدفني”.
واما في راوية الكافي فيقول الحسن للحسين ” ثم أصرفني إلى أمي فاطمة ( سلام الله عليها ), ثم ردّني فادفنّي في البقيع”, بمعنى انه طلب منه ان يمرر قبره على قبر امه فاطمة,ثم يعود به فيدفنه في البقيع.لكنه في نهاية القصة يقول ” فمضى الحسين (عليه السلام) إلى قبر أمّه, ثم أخرجه فدفنه بالبقيع”.ولا نعلم هل قصد انه اخرج جسد امه فاطمه فدفنه في البقيع,ام قصد انه مرر نعش الحسن على قبر امه ثم اخرجه فدفنه في البقيع؟.
لكننا نسال هنا لماذا طلب ان يدفن في البقيع قرب جدته ومع بقية المسلمين,ولم يطالبهم بان يدفن قرب امه فاطمة وهي دفنت في غرفتها؟.
لنفرض انه لم يستطع ان يطلب منهم دفنه قرب ابوه علي ابن ابي طالب لبعد المسافة بين المدينة والكوفة ,لكن ما الذي منعه ان يدفن قرب امه ؟.
الم يكن من الانسب ان يطلب بان يدفن قرب امه المعصومة(علما ان قبرها معروف اليوم ويقع بالقرب من قبر النبي وحوله مساحة كافية) ؟.
قد يقول البعض لانه رفض ان يعرف الناس مكان قبر امه,حيث كانت امه فاطمة قد اوصت (حسب قول الشيعة) بان لا يصلي عليها ابو بكر وعمر وان لا يقوما على قبرها, لكن الحسن توفي بعد ابي بكر وعمر فما الذي يمنع ان يعرف الناس قبرها؟.
ثم انه في راوية الكافي قد امر بان يمرر على قبر امه,الم يكن ذلك كافيا بان يعرف الناس مكان قبر امه ؟.
القصة باختصار هي ان الشيعة ارادوا اصطناع العداوة بين آل البيت والصحابة,وابتكروا شتى القصص من اجل الطعن بزوجة النبي عائشة ولعنها والتاليب عليها ,لذلك اخترعوا كل هذه القصص وابتكروا كل هذه الخرافات التي لا يحتاج الانسان الى قراءة التاريخ الحقيقي ليعرف مقدار كذبها,وانما يكفي ان يعرضها على بعض الوقائع المادية الحالية ليعرف انها قصص مكذوبة ,غايتها تفتيت المسلمين الى طوائف ونحل,يقتل بعضهم بعضا من اجلها ! .
علما ان الشيعة لا يعرفون لحد الان التاريخ الحقيقي ليوم وفاة الحسن ابن علي رضي الله عنه,فهل تراهم سيعرفون بماذا اوصى واين اراد ان يدفن وماذا حدث عند مدفنه؟.
(هذا مخطط يظهر غرفة السيد عائشة وفيها قبور النبي وابي بكر وعمر,ثم يظهر فيها بيت السيدة فاطمة وقبرها ومنه يظهر كذب كل الروايات الشيعية اعلاه مثلما يثبت ان من لفقها لم يسبق له وان زار المدينة المنورة يوما !:
http://www.imamreza.net/images/maghalat/ghobor/f25.gif