9 أبريل، 2024 10:25 ص
Search
Close this search box.

لماذا لم تنفصل .. كردستان.. في عام 2012؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

طالما سمعنا تهديدات الأحزاب الكرديه سواء على لسان السيد مسعود البرزاني او غيره في الإنفصال في مناسبه او غير مناسبه سواء كالضغط على المركز او لدغدغة مشاعر الكرد البسطاء..
واخر مره تم فيها ذلك هو قبل نوروز عام 2012 حيث غطى الإعلام قضية انفصال كردستان والذي يسمونه استقلالا تغطيه غير مسبوقه سبقتها تحركات ميدانيه من قبل السيد مسعود ونجله مسرور في كركوك بإرساله قوات البيشمركه الى هناك والتي تذكرنا بتحركات قائد الضروره ونجله عدي في جبهات القتال حينها, ناهيك عن تهديدات السيد مسعود المستمره بالإنفصال حال عدم تطبيق الماده 140 والعمل بما جاء في الدستور العراقي..

وقد كانت وسائل الإعلام الكرديه تعمل كخلية نحل وهي تبث الاغاني والأناشيد الحماسيه والبرامج والندوات بهذا الخصوص حتى ظن الناس ان الإنفصال هو تحصيل حاصل في نوروز 2012..

ولكن مالبثت ان توقفت التصريحات من قبل الساسه الكرد .. وصمت الإعلام بشكل مفاجئ وكأنه لارابط بين الأمس واليوم.
فالحديث عن الإنفصال لم يعد مطروحا بقوه بل هو اليوم في اضعف حالاته بالرغم من التصعيد من قبل الطرفين خصوصا المركز الذي رفض دفع رواتب موظفي الإقليم بحجة ان ذلك من ضمن الموازنه المخصصه للإقليم .. بينما يصر الإقليم على ان موظفيه لهم الحق بالرواتب التي تدفعها الحكومه منفصله عن الميزانيه المخصصه لها.. ولكن في الحقيقه هو خلاف حول موضوع تصدير النفط لتركيا واخفاء الإقليم الأرقام الحقيقيه للتصدير..

اذن المركز لم يدفع رواتب الموظفين … وكذلك لم يطبق الماده 140 التي اعتبرها منتهيه.. فلماذا اذن لم يعلن الإقليم انفصاله عن بغداد؟؟
الحقيقه هو في التغيير الذي حصل وهو اتفاق الإقليم مع اردوغان لمد انابيب النفط بين الإقليم وتركيا واستلام النفط بسعر زهيد جدا ولكن بشروط منها عدم التصريح بإستقلال كردستان وان ينسى الإقليم موضوع الماده 140, وكذلك العمل على عدم تأييد القوى الكرديه الاخرى في تركيا او سوريا..
لذلك نجد ان الدعايه الإنتخابيه التي تمارسها وسائل الإعلام في الإقليم لأردوغان مقابل القوى الكرديه في تركيا قد اخذت صدى واسعا خصوصا بتوقعاتهم بفوز حزب اردوغان وخساره حزب الشعب الديمقراطي الكردي
في تركيا وكذلك توقعاتهم خساره المعارضه التركيه في الإنتخابات..

كما ان الخلاف الواضح بين حزب الأتحاد والديمقراطي يتضح اليوم من خلال السياسه النفطيه الخاطئه التي ينتهجها حزب البارتي في بيع النفط واستثماره بأسعار زهيده جدا. .. ناهيك عن خلافهم حول تدخل البارتي في مساله اكراد سوريا حيث يقاتل هذا الحزب الأحزاب المواليه لحزب العمال الكردي ليؤدي خدمة لتركيا ضاربا بعرض الحائط افكار الحزب التي اسسها والداعيه الى تحرر الكرد في كل مكان واذا به يدعم فصيل كردي ضد اخر ليقدم خدمه مجانيه لأردوغان..
ان موضوع الإستقلال اليوم لايمكن ان يطرح بسبب عدم اهليه الإقليم للإستقلال بنفسه اصلا.
فقد كانت مشكله عدم دفع الرواتب لموظفي الأقليم هي القشه التي قصمت ظهر البعير والتي كشفت مدى هشاشه النظام الإداري في الإقليم..
فقد تسائل العديد عن كيفيه تمكن الإقليم من دفع رواتب الموظفين منذ 1991 ولغايه 2004 بالرغم من ان الإداره المحليه فيه لم تستلم سوى 13% من موازنه قدرت فقط بملياري دولار سنويا تقريبا لكل عموم العراق ..فكيف لايتمكن الإقليم اليوم من دفع الرواتب وموازنه العراق في كل عام كانت بين 100 مليار و150 مليار دولار مع حصه 17% للإقليم؟؟

كما ان الناس اخذت تفكر في تصريحات اردوغان حول زياره نيجرفان لأنقره وطلبه المعونه منهم والذي جاء كالصاعقه في اجابته بقوله انه لايستطيع اعطاء القرض دون موافقه البرلمان وانه يتوجب على القاده الكرد حسب قول اردوغان ان يسحبوا من اموالهم الخاصه المتكدسه والمودعه في المصارف الاجنبيه والتركيه لتسديد الرواتب المتأخره..
وهذا يعطينا فكره عن حرص اردوغان على اموال الشعب بينما القاده الكرد يوزعون المنح والهدايا لكل من هب ودب وهذا يذكر بقول البرزاني في زيارته لديار بكر بقوله ان كل نفط كردستان العراق هو في خدمة اكراد تركيا وسوريا وايران في مفارقه بين الحرص لدى المسؤول التركي والبذخ اللامسؤول للمسؤول الكردي..

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب