للحروب نتائج مختلفة ,فاما ان تنتصر انتصارا كاسحا لا تبقي أي قوة او أمل فيها لعدوك او ان تظهر عوامل اخرى تضعف من مقدرتك العسكرية والمادية البشرية للحسم فتضطر للدخول في مفاوضات شبه المنتصر كما حدث حين اضطرت امريكا في حربها الاولى بما سميت حرب الخليج الاولى ضد العراق للدخول في مفاوضات مع العراق والسبب كانت كما ذكرت في مقالات سابقة عن بداية نشوب اكبر معركة دبابات بالعالم بعد الحرب العالمية الثانية حين استطاع الجيش العراقي وهو يمثل ويخدع الامريكان بان قواته قد انهارت وبدأ بالانسحاب غير المنظم والهروب جرى ذلك بعد ان أعطت القيادة العراقية أوامر لبعض قواتها العسكرية لعبور شط العرب بصورة غير نظامية مما خدع القوات الامريكية المغرورة و المحبة للقتل بملاحقة تلك القوات من أجل القضاء على قوات الحرس الجمهوري كما اعتقدت حتى وجدت القوات الامريكية نفسها محاصرة من قبل قوات مدرعة ظهرت وكأن الارض انشقت وخرجت منها وكاد العراق ان يحقق نصرا حاسما على الامريكان لولا سببين الاول هو تهديد الامريكان على اعلى مستويات من ان العراقيين اذا لم يوقفوا الحرب فان امريكا ستلجأ لقصف بغداد بالاسلحة النووية وثانيا كانت القوات العراقية قد وصلت مرحلة من الاذى ما جعلها تلجأ لحماية وابقاء باقي القوات التي نجت من الحرب الغير عادلة الكفة ولا الاسباب لا سيما وان قوات الغوغاء بمعية الحرس اللاثوري الإيراني قد بدأت تخرب في مدن جنوب العراق.. مع لك فان العراق حقق نصرا سياسيا في الحرب على امريكا حين اجبرها على اعلان وقف اطلاق النار من جانب واحد وعلى لسان العجوز بوش وافق عليه العراق فجلس الطرفان يتفاوضون تحت خيمة اعدت لهذا الغرض ,الا ان الامريكان كعادة قطاع الطرق لم يحترموا وقف اطلاق النار وقاموا بجريمة حرب شنيعة لتكون واحدة من عدة جرائم لن ينساها لهم العراقيون حين قصفوا بالطائرات قوات الجيش العراقي المنسحبة في واحدة من دلالات خساسة العالم الذي يسمي نفسه متحضرا , وبعد الاحتلال ايضا وجدت القوات الامريكية نفسها عاجزة عن وأد المقاومة العراقية التي كبدتها ما يزيد عن 70 الف قتيل وفق مصادر امريكية مستقلة وعن مليون مقعد جسدي ومريض نفسي لكن بسبب وجود اجندة جديدة لأمريكا تفرض عليها منع عودة الحكومة الشرعية السابقة للاحتلال وبهذا فانها منعت نفسها من التفاوض مع البعث فعمدت الى كسر قو ته وقوة المقاومة والشعب العراقي بان سلحت ودربت ميليشات الحقد الطائفي العميلة لايران وانسحبت هي تاركة مهمة تدمير العراق بيد ايران وخونة العراق سنة وشيعة لذلك فدعم هذه القوى هو الشرط والعامل الوحيد الذي يعيد كرامة من اهينوا وقتلوا في بلدهم وبالذات السنة لا بالتعاون مع العملاء والاذلاء المدعين .. أردنا من هذا المثل ان نقول ان أي جهتين متحاربتين قد تلجئان للهدنة اوالانسحاب او التفاوض كحل بديل عن استمرار الحرب والاسباب عديدة منها ما ذكرناه ومنها وصول قناعة من احد الطرفين او اثنيهما الى ان الحسم النهائي بالحرب سيطول مما سيكلف الكثير من الارواح والاموال لاسيما وان حسم حرب الشرعية في اليمن يتطلب اقتحام المدينة الكبيرة صنعاء ذات النفوس الكبيرة فمهما كانت قوات التحالف حريصة فلا بد وان يسقط ابرياء مدنيين لاي سبب كان خطأ بالتصويب ,بالممعلومات الاستخبارية, باستعمال اجزاء من مؤسسات مدنية للاستخدام العسكري تضطر خلاله القوات لقصفه فيسقط مدنيين ,كما ان الاتفاق النووي مع امريكا شجع حكومة الملالي وزاد من وقاحتهم فبدأت بارسال عشرات ( اللنجات يوميا وهي تحمل السلاح لقوات صالح والحوثيين ) مما كان سيولد عاملا مشجعا للحوثيين على الاستمرار بعبثية القتال ناهيك عما يقال من تهريب الاسلحة من عمان بطريق البر. لاعيب و لا ضعف في أي عملية تفاوض بل ان التوصيف الدقيق والعادل لها هي : حل وضع تحت رعاية دولية من اجل انهاء مأزق أي حرب للخروج بخسائر اقل من حالة استمرار القتال فيحفظ المال والزرع والنسل ..ومن الاسباب الاخرى قد تكون تتابع الاحداث والمخاطر التي تحيط بالامة وما ترتب على عاتق دول الخليج وبالذات السعودية من واجبات قيادة الامة بعد المساهمة بتدمير البوابة الشرقية للعرب كحماية اهل السنة في العراق وسوريا الذين زاد صبرهم عن صبر ايوب ذلك ان عملاء ايران وخونة العراق وسوريا مارسوا خطة فارسية للانتقام من العرب وجعلهم يقتل بعضهم الاخر فقاد بالعراق مقتدى عمليات ابادة للسنة بحيث كان يقتل ما لا يقل عن 300 سني في بغداد وحدها لمجرد كونه سني ولذلك سمي القتل على الهوية ثم سلم المسؤولية بعدها لحزب الدعوة وتناقلت الممارسات بين بقية الميليشيات الشيعية العميلة لايران حتى مارس الجميع ذلك كي يضطرون المقاومة والسنة للرد والقتل المقابل ثم زرعوا القاعدة وداعش كي تحدث مجازر يروح ضحيتها الطرفين من العرب وتعطي مبرر تدمير وابادة ما يسمى مناطق السنة وهذا ما حدث ويحدث بالعراق تطبيقا لهدف أمريكا والفرس بالانتقام من العرب والمسلمين وكسر شوكتهم . ناهيك عن ضغوط الدول العظمى من اجل الحسم السريع وتقلبات الرأي السياسي العالمي .من أجل كل ذلك وحفاضا على منع تنوع واتساع القتال ومناطقه و ظهور مسؤوليات اخرى تستوجب الحسم كانت قيادة التحالف الخليجي بمستوى المسؤولية فلم تبدي أي تشنج تجاه وقف اطلاق النار رغم انتصاراتها الواضحة للعيان والجلوس لوضع شروط شبه المنتصر كما صورناها وكما هو الواقع على الارض رغم اني شخصيا كنت واحدا من الذين امتعضوا من التفاوض مع عملاء ايران ذلك لان قطع راس الافعى هو الحل في القضاء عليها الا اني راجعت الاحداث من جديد فوصلت الى هذا المعنى والمنطق في مقالي هذا لا سيما بحالة اجبار الحوثييين على تسليم السلاح ومنع مظاهر التسلح وعودة الشرعية لكامل تراب اليمن العزيز واحلال القانون بدل حياة الغاب .