10 أبريل، 2024 12:38 م
Search
Close this search box.

لماذا لجأوا الى تزوير الانتخابات

Facebook
Twitter
LinkedIn

قبل الخوض في تفاصيل الأدلة العقلية والمادية الكثيرة التي تثبت عملية التلاعب بالانتخابات الأخيرة وتزويرها من الألف الى الياء ، وقبل التكهن بالذي سيحدث لاحقا على ضوء خارطة المقاعد البرلمانية المعلنة من قبل المفوضية ( غير المستقلة ) لللانتخابات علينا أن نتعمق أكثر فأكثر لنفهم أسرار اللعبة القذرة التي أريد بها تجريد العراق من هويته الأصيلة وفرض هوية أخرى جديدة عليه ( مهما كلف الأمر ) . فالمعروف عن الرئيس الأمريكي ( بايدن ) أنه لا يميل الى الاصطدام المباشر لتحقيق مخططاته ، وانما يستخدم أساليب ملتوية أخرى غير مباشرة يستطيع بها الحصول على ما يريد من دون معارك دامية وقتال عنيف ، وقد تجلى هذا الأمر بوضوح تام في الانسحاب الأمريكي المفاجيء من أفغانستان وترك طالبان تسرح وتمرح بدون قيود أو ضغوط …. ومن أهم أهداف التحالف ( الأمريكي – الاسرائيلي – الخليجي ) القضاء المبرم على روح المقاومة في العالم برمته وليس في العراق فحسب ، وانهاء القضية الفلسطينية لصالح الكيان الصهيوني وفرض التطبيع على جميع الدول بما فيها العراق . وهذا التحالف الثلاثي يملك الرؤى الواضحة عن العراق بكل حيثياته وتفاصيله ، ويشكل لهم الحاجز الأقوى في المنطقة والرقم الأصعب من بين جميع دول المنطقة لعمق تاريخه الحضاري ، ولكون الفرد العراقي يملك من العزة والكرامة والاباء والوطنية ما لا يملكه الأخرون . ومن هنا بدأ التفكير جدياً بعزل رموز المقاومة الشريفة عن المشهد السياسي وعن قبة القرارات المصيرية الحاسمة .

وبما أن الانتخابات أفضل وسيلة متبقية لتحقيق تلك الأهداف ، فكان لابد لهم من التحكم بها والتلاعب بنتائجها لصالح ( التيار الصدري وكتلة الحلبوسي ) لأنهم على علم ودراية تامة بهذين الشخصين ومدى استعدادهما لاعطاء كل شيء مقابل اشباع غرورهما في السيطرة والتحكم بالعراق .
كما أنهم يعلمون جيدا أن أتباعهما وأنصارهما لا يملكون الخبرة السياسية ولا الوعي الوطني الناضج ولا الثقافة التي تؤهلهم لمواجهة عناترة السياسة الأمريكية الصهيونية الخليجية . فأتباع ( مقتدى الصدري ) معروفون منذ البداية بعبوديتهم المطلقة له ، أما كتلة ( الحلوسي ) فهي كتلة حديثة الولادة ، نشأت بشكل مفاجيء لتفرض وجودها على المكون السني بأسرع من البرق ، ومعظم قياداتها لا تفكر الاّ بمصالحها الشخصية . اضافة الى ذلك فالعالم الآن يعيش حربا باردة بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين ، خصوصا بعد اتساع المنظومة الاقتصادية الصناعية الصينية ووصولها الى المستوى الذي يهدد قيمة الدولار الأمريكي ، مما أيقظ المخاوف الأمريكية من هذا الأمر وجعل قادتها يحسبون ألف حساب لكل خطوة تخطوها الصين بهذا الاتجاه المخيف المقلق . ويعتبر العراق قلب الشرق الأوسط وأهم محطة يمكن أن تستفيد منها الصين مستقبلا ، ولهذا فمن الصعب جدا ترك العراق حراً يفعل ما يشاء . وأصبح من الضرورات القصوى ابعاد أي سياسي نزيه شريف ( لا تلومه في الله لومة لائم ) عن منصات التتويج بشتى الطرق الممكنة ومنها تزوير الانتخابات …. وهذا الذي حصل فعلا .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب