الخيانه لغة : هو ان يؤتمن الانسان فلا ينصح ، وتعني النكوص عن العهد والاتفاق ان كان عرفا متعارفا عليه او عقدا موثقا ومكتوبا . وفعل الخيانه درجات يبدأ بالنظر والحلم والمجاملة واهمال الواجب والتقصير في العمل والغش وكلها افعال خيانه صغرى لا تسمى بأصل فعلها ” خيانه ” بل تسمى باختلاف مواضيعها فتسمى رشوه واختلاس وتسيب وزنى وهي مع ذلك خيانات ، الفرق بين الخيانه العاديه والخيانه الوطنيه ان الثانيه تتعلق بمصالح الوطن عامه ، ولذلك تسمى الخيانه العظمى وتعني العبث بأمن الدوله الخارجي والداخلي والتآمر على حقوق المواطنين وتسليم البلاد للاجنبي ، او خلق حاله من الفوضى تسهل تدخل الدول الأجنبيه في شؤون الدوله . وهذه جرائم خاصه تختلف عن الجرائم العاديه .
فكيف يخون رئيس حكومه قسمه ويخالف دستور بلاده ويتصرف بالسلطات المعطاة له بعكس مصالح شعبه ويقلب الأدوار والمفاهيم بحيث يطغى الجنون والعنف والهيجان ، ويفتح أبواب الجحيم على شعبه من خلال نشر الطائفيه والاقتتال وتعميم الفساد خدمة لأجندات دول اقليميه ، وجعل كافة مؤسسات الدوله مزارع ومؤسسات قمع وتدجين وهي مصممه لخدمته وحزبه بعد ان راكم كماً هائلا من الكذب والغش والفساد والخيانات والاعتداءات وساد الطغيان وتعمم الظلم والقهر وأصبحت البلاد سجن كبير وسادت علاقات القطيع ، وصار الفساد ثقافة وطنيه فالناس على دين ملوكهم ، السلطه تسرق وتختلس ثلاثة ارباع الميزانيه وترمي بالباقي ليتكالب عليه ما تبقى من موظفين ومنتفعين وسماسره .
اما القانون الذي وضع لترهيب الضعفاء والمعارضين وصمم بطريقه مثقوبه تتيح التهرب منه والتلاعب عليه خدمة للنافذين والمدعومين ، وتحول الوطن الى سجن ظالم ، فكيف يندلع التمرد والعنف دون مشكله كبيره . لقد اطلق رئيس وزراء العراق السابق شرارة الانهيار ووضع العراق على حافة الهاويه كي يبقى في قمة هرم السلطه ، واستأسد على ابناء شعبه وجبن من عدوه ، لقد خان الوطن واصبح في عرفه خائن وكل عمل يمكن للمرء ان يجد مبررا لفاعله الا الخيانه التي تعني عدم المروءه فالذي يبيع وطنه يبيع شرفه ، لذلك تجده يقاتل باستماته في سبيل تدمير وطنه تنفيسا لاحقاد سابقه او عدم انتماء أصلا لهذا البلد ، وهناك نوع اخر من الخونه يسمى احدهم ” الخائن الصامت” والذي يدرك ان هناك من يعمل على تدمير البلاد وتهديد أمنها القومي ثم يقف صامتا يراقب ما يحدث دون التصدي له او العمل على وقفه والحيلولة بينه وبين بقاء الوطن وعزته فالساكت عن الحق شيطان اخرس ، فكيف لرئيس الوزراء الحالي ان يترك رئيس الحكومه السابق دون محاكمه هو واعوانه ومريديه الذين احتلوا المناصب العليا في الدوله ومارسوا القتل والسرقه والفساد والإفساد وكل انواع الجرائم اللا انسانيه التي يندى لها الجبين ، فعدم الانتصار للحق يساوي الهزيمه ، هل من المقبول اخلاقيا وقيميا ووطنيا وسياسيا ان تغفر كل خطايا وجرائم شخص ارتكب من الموبقات ما لإيصدقه عقل ، بعد ان اتبع سياسة الارض المحروقه من حرق البشر والشجر وهدم الحجر، وألب أعداء العراق للتدخل في شؤونه الداخليه ، وارتمى في احضان كل شياطين الارض الكارهه للعراق ، هل من المنطق والعقل ان يترك من مارس كل انواع الجرائم والخسه والحقاره دون محاكمه ، هكذا حال العراق الاشرار ينتصرون ويسحقون الاخيار ويعلى شأن المجرمين والارهابيين على حساب الشرفاء والوطنيين .
الخيانه هي الخيانه والضرر هو الضرر وان اختلفت الازمنه والمسميات ولكن لا بد من الانهيار للخائن ومن خان من اجله فكم من فكر مشابه ساد ثم باد في مختلف العصور والازمنه ، والاوطان لا تنسى من غدرها وخانها ولن ينال الا الخسران ، ولن ينتصر في النهايه الا من اخلص لبلده وأقام العدل بين الناس ورفع راية الحريه عاليا فالخيانه عدو للحريه ومناهض للعداله وهزيمة نكراء تحاول ارتداء ثوب نصر لا يناسب ضآلتها …!!! .