قبلَ تنصيب وتدوين العنوان ” الإستفسار ” اعلاه , وبعده ايضا , فلا اتوقّع كثيرا الرّد عليه منْ جهةٍ سياسيةٍ عليا , او حتى عسكرية , بالرغم منْ أنّ هذا التساؤل يدور بين شفاه ورؤى الكثير من المراقبين والمواطنين .
في إحدى فقرات مقالتنا ليوم الأربعاء الماضي 31 \ 10 في موقع ” كتابات ” والتي كانت بعنوان : < لماذا التهويل الإفتراضي لدخول داعش .! ” , كانت هنالك إشارة بأنّ المسافة التي تفصل مقاتلي الدواعش عن الحدود العراقية تبلغ 10 كيلومترات ” كخط نار ” في ذلك اليوم , ومع التطورات الميدانية للمعركة بين ” قوات سوريا الديمقراطية ” وداعش , فقد اعلن العميد يحيى رسول – الناطق باسم قيادة العمليات المشتركة يوم امس بأنّ المسافة الفاصلة بين العدوّ والحدود العراقية قد بلغت 5 كيلومترات .!
وفي كلتا المسافتين فمن الطبيعي أنّ آليات ومواضع وحركة الدواعش هي في مدى اجهزة المراقبة والأستطلاع للقوات العراقية , وهي ايضاً ضمن مدى مدفعية المورتر ” الهاون ” بالأضافة الى بعض الأسلحة المتوسطة الأخرى , وازاء ذلك , وطالما أنّ ال F16 العراقية تقصف اوكار ومقرات الدواعش داخل الأراضي السورية كلما سنحت الفرصة ” وبأتفاقٍ مع القيادة السورية ” وطالما امكانية فتح النار على مقاتلي العدو ومن دونِ تقدمّ داخل الأراضي السورية ” كي لا تغدو اية ابعاد سياسية يمكن تأويلها دولياً او حتى امريكيا ” , وحيث أنّ تنظيم داعش هو عدوّ مشترك للعراق وسوريا ” اولاً ” ولكلّ الدول العربية والعالم اجمع , فماذا ننتظر .؟ ولماذا نتفرّج وبحالة استنفار عسكري وأمني .! ولِمَ تستفزنا نشرات الأخبار المحلية والعربية عن دنوّ الدواعش من الحدود العراقية وكأنهم سيقتحمون قطعاتنا من الجيش والشرطة الأتحادية والحشد الشعبي .!
ونطرحُ تساؤلاً ثانٍ : اينَ وكيف يضحى الهجوم الوقائي , وشقيقه الإستباقي .! مع تقديراتنا أنّ داعش في تلك المنطقة ليس بمقدورها ” في اقصى حدّ ” سوى اطلاق رشقات من الرصاص او بضعة قذائف متفرقة ” افتراضاً ” بأتجاه قطعاتنا , لتسجيل مواقف دعائية واعلامية , ثمّ كذلك اذا ما فتحنا النيران عليهم , فهل ترفض او تمانع امريكا او التحالف الدولي .!
ونشير ايضاً أنّ العدوّ الداعشي لابد وأن يتابع ويراقب بدقّة كلّ التصريحات الرسمية العراقية وسواها حول تحشيدٍ مكثّف للقوات العراقية على امتداد الحدود السورية – العراقية , ومن المحال أن يورّط نفسه بهكذا معركةٍ افتراضية ليست محكومةً بالفشل فحسب بل بالإعدام .! , ونشير ايضاً أنّ عديد مقاتلي داعش في تلك المنطقة لا يتجاوز3000 مقاتل حسب التقديرات العسكرية ويُحذف من هذا الرقم الذين يعملون في الجهد اللوجستي الداعشي .!
ينبغي بل يتوجّب على رئيس الوزراء ورئيس الجمهورية اصدار توضيحٍ عن سبب وقوفنا متفرجين ونحن نشاهد العدوّ من أمامنا .! كما لا نرى أيّ دورٍ للحلبوسي او البرلمان في ذلك < اي توجيه ضرباتٍ عسكريةٍ للتنظيم > , فأعتبارات الأمن ومصلحة الوطن اكبر من البرلمان واعضائه وكتلهم الحزبية .