لسنا في هذا المقال بصدد الحديث عن ” العسكريتاريا ” وفق مفهومها المتعارف عليه , سأجتزئُ ” هنا ” عبارةً مبتورةً من حديثٍ اطول وأبعد منسوب للملك الراحل فيصل الأول عن انطباعاته عن الشعب العراقي والتي ذكر فيها : < إنَّ عموم العراقيين ميّالون للفوضى ومستعدون دوماً للإنتفاض على اية حكومة كانت > . ثمّ بعيداً عن الأبعاد السوسيولوجية والسياسية لذلك الحديث , وحيث لثلاثة عشر عاماً من العملية السياسية , فلمْ تحصد الناس من هذه العملية سوى المفخخات ومشتقاتها عدا عمليات الخطف والإغتيالات والإعتقالات من جهات مجهولة ومعلومة وما الى ذلك , ولا نود الإسترسال اكثر فأكثر مما هو معروفٌ ومشهور .! , وإذ فشلوا جميع رؤساء الوزراء الذين تعاقبوا على هذه العملية وبمعيّتهم قادة احزابهم وقياداتهم العسكرية والأمنيّة فشلاً مدمّراً لتأمين الأمن حتى للجالسين في بيوتهم .! وإذ ايضاً أنّ الخطر الذي يواجهه المجتمع وبكلّ جزيئياته قد اضحى يشتد ويحتد , وحتى بصيص الأمل الإفتراضيّ قد تلاشى و ولّى هارباً , وإنّ ايّ حديثٍ او تصريحٍ عن الحل لم يعد ساخرا فحسب بل سخيفاً للغاية .! فأنَّ اولى المسكّنات السياسية المطلوبة بألحاح ” لتقليل نسبة الدماء التي تراق , والتي يصحبها التحرّش بقوت ورواتب الموظفين والمتقاعدين , هي انتداب جنرالٍ صارم من قوات الأمم المتحدة لحفظ السلام , وأنْ تغدو تحت أمرته اية قواتٍ كانت , حتى ولو من شركاتٍ أمنيّةِ اجنبية ” وليست امريكية او بريطانية ” ويُخوّل السيد الجنرال بتنصيب وتعيين الوزراء والوكلاء ! والقادة العسكر ..وإذا ما تحقّق هذا الأمر غير القابلِ للتحقيق في المدى القصير .!! , فأنا شخصيّا اقترح الإبقاء على تسديد رواتبِ رؤساء الرئاسات الثلاث الحاليين والمتقاعدين , ومعها ايضا الإمتيازات اللائي يتمتّعون بها قادة الأحزاب ” من حمايات وسيارات و ..الخ , الخ ! ” لسببٍ واحدٍ لا غيره ومؤدّاه كي لا يسببوا لنا وللجنرال الأممي اية مشاكل , وثمّ لعلّهم يسافرون ويعودوا من حيث جاؤوا .!وكما ايضاً وايضاً فأنّ الشركات الأمنيّة ” المرتزقة ” سوف تعرف كيف تتعامل مع مَنْ تتعامل .!