23 ديسمبر، 2024 5:24 م

لماذا لا نحتفل فرحا بذكرى وفاة الإمام الحسين !

لماذا لا نحتفل فرحا بذكرى وفاة الإمام الحسين !

يتهمني من يفتقر للأفق الفكري البعيد باني رجل ( طائفي ومروج لفلسفة العداء لأهل البيت ) وهناك من يتهمني بالاتهامات المسلفنة ( سليفون سراديب ) باني وهابي ( أتباع محمد عبد الوهاب ) ناصبي ( ناصب العداء لأهل البيت ) سلفي ( من اتباع السلف الطالح وليس الصالح كما يقولون ) بعثي ( من أتباع حزب البعث العراقي الكافر وليس السوري المؤمن ) تكفيري ( من تكفير طائفة أهل البيت وكأنهم بعيدون عن فكرة تكفير الطائفة الأخرى ) ، لكني لا اكترثُ بما يقولون لأني أحاول أن اتعامل مع النص أو الفكرة بطريقة الاستنباط والاستقراء واستخلاص النتائج التي تتناغم مع حركة العقل الدائرية التي تبدأ من مكان ثم تعود لنفس المكان وبفترات زمانية مختلفة ما بين زمن الحدث الآني ثم عودة هذا الحدث لنفس النقطة ولكن بعد فترة زمنية أخرى مع ورود معلومات مغربلة فكريا بطريقة اتساع رقعة المساحة الفكرية الصالحة دون المساس بالمسلمات وهذه المعالجة تحتاج إلى عقل يتعامل معها بحيادية مطلقة متجردة من الافكار القبلية التي زرعها الآباء والأجداد وأصبحت تسري في عقولنا دون أن نفلترها فكريا كما ينبغي .

نعود لمتن المقالة ونقول لماذا لا نعتبر وفاة الإمام الحسين مناسبة سعيدة ؟ أليس هو سيد شباب أهل الجنة ؟ أليس هو سيد شهداء الجنة ؟ ألم يتنبأ جده الرسول بمقتله ؟ ثم هل تنبأ الرسول بهوية القاتلين ؟ وإن تنبأ المصطفى بهوية القاتلين لماذا أعتبر من دخل في بيت أبا سفيان فهو آمن يعني (مؤمن) ؟ هل نيل الاستشهاد مناسبة سعيدة أم حزينة ؟ وهل وفاة الإمام الحسين هو استشهاد وإن كان كذلك كيف نبوب إسلام بني امية ورسولنا أعتبرهم مسلمين ؟ هل كانوا فعلا مسلمين ؟ هل البكاء والعويل يمثل فعلا ترجمة للحزن أم له اسباب أخرى ؟ هل سبب الحزن والعويل والصراخ والبكاء واللطم وشج الرؤوس على مقتل حفيد رسول الله عقوبة ذاتية للأحفاد لان الشجاعة خانت أجدادنا في كربلاء ؟ هل فكرة الحزن والغلو هي فكرة سياسية أبتكرها أعداء الإسلام لتوسيع الهوة بين المسلمين يشترك في تأجيجها طرفان ( مسلمون ويهود )؟ يقال إن الامام جاء بقدميه إلى الموت وهذا يعني أنه يريد الموت والسؤال لماذا نحن حزينون على ما يريد الإمام وهو قد ترجم تنبأ جده رسول الإسلام ؟  هل لان مأساة الطف فيها ربح سياسي لأصنام السراديب ؟ هل فيها شحن سياسي ومنافع انتخابية ؟ هل فيها فوائد مادية من خلال شفط جيوب الناس ؟ هل هي مهنة سنوية لبعض دجالي المواكب الحسينية ؟ أين ترجمة معاني معركة الطف ؟ أين ترجمة الدروس والعبر من هذه المأساة إن كانوا فعلا يعتبرونها مأساة ؟ حسب المنطق علينا أن نحتفل بفرحة تجسيد وترجمة أقوال الرسول الأكرم وبنفس الوقت نفرح بشجاعة واصرار الإمام إن كان فعلا يعتقد انه ذاهب إلى الموت والشهادة ؟ والمنطق يقول ايضا إن البكاء والحزن يقلل من قيمة معركة الطف لأنها تعكس عن حالة مفاجئة لحقت بحفيد رسول الله ( غدر ) وتعني ايضا انه لم يأتي للشهادة ؟ نحن عقلاء المسلمون لا نريدها إلا بقيمة كبيرة فكيف نروج لتقليل قيمة هذه المعركة بالبكاء والصراخ ؟ ولكن بهذه الحالة يطفو فوق سطح المنطق سؤال آخر وهو لماذا جاء بأطفاله ونساءه وأهل بيته ؟ هذا السؤال يثير الشك في قلوبنا ولا نستطيع أن نقنع العقل بكلام العلماء والمؤرخين مهما كانت أقوالهم مدعومة بأدلة وبراهين وسيبقى العقل في حيرة ما بين الخروج عن المألوف الفكري معتبرا أن الإمام جاء طلبا للسلطة وبين فكرة قدوم الإمام طلبا للشهادة وقد حصل عليها بمساعدة سكاكين أهل العراق وهم من قال ( قلوبنا معك وسيوفنا عليك )