23 ديسمبر، 2024 2:31 ص

لماذا لا للمعارضة اليوم وكنتم معارضة بالأمس ..؟

لماذا لا للمعارضة اليوم وكنتم معارضة بالأمس ..؟

الغريب في الشرق العربي والعالم الإسلامي ،، ان من يتربع على السلطة يريد بكل الوسائل ان يحجب الشمس عن الناس، ، يريد أن يقول ان لا غيره من صنع المعجزات، ليس لغيره مكنة صنع التاريخ ، باختصار الحاكم في هذا العالم الغريب ، يريد ان يختزل الجميع في شخصه ، والسؤال هنا هل هذا مرض، ام هو ضرب من جنون العظمة ، الجواب كلا هذا ليس بمرض ولا بجنون العظمة ، إنما هو رخص كرسي الحكم ، فهو لم يكن مطلقا في أي دولة عربية او إسلامية قد تم الوصول اليه بإرادة الشعوب الحرة ، فكر سي الحكم في هذه الدول أما كان بفعل الدبابة او بانتخابات مزورة، والعلة في الشعوب لا في الحكام ، انها في الغالب شعوب جاهلة ،او شعوبا تتبع الآية الكريمة وأطيعوا الله وأولي الأمر منكم ، والحق يقال ان اؤلي الامر اليوم هم من يدعون لمعصية الخالق ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ، اردت في هذه المقدمة ان اقول ان من يحكم في عالمنا العربي والاسلامي ، اسلاميا كان او مدنيا او عسكريا ، انما هو جاء ليلتصق بالسلطة ويسخر الدولة بكل امكانياتها لصالح حكمه ، والغريب ان الأحزاب الثورية التي جاءت في الستينات والسبعينات او الثمانينات هي من جاءت بمثل اؤلئك الحكام ، مثل صدام حسين في العراق ، وحسني مبارك في مصر ، وعبد العزيز بو تفليقة الذي يجلس جلسته الابدية على الكرسي المتحرك ، يقف اليوم ويريد أن يورثه للولاية الخامسة حزب جبهة التحرير الوطني الجزائرية ، ونموذج أخر من حكام الانقلابات العسكرية حافظ الأسد الذي لم يكن ليترك السلطة الا بالموت وتولي الحكم الجمهوري لولده بشار الأسد ، اما القذافي فجاء بالدبابة وازيح بالدبابة ، وقبله النميري جعفر السودان ، ومثلهم علي عبد الله صالح اليمن ، هذه النماذج تكررت في الانظمة التي تدعي الديمقراطية ولكن بأسلوب اخر ليس بقوة الدبابة بل بالانتخابات المزورة ، كما هو الحال في تونس والاردن او لبنان او تجربتنا في العراق ، والغريب ان من كان من احزاب الديمقراطية في المعارضة ، اليوم لايستوعب او لا يستشيغ وجود معارضة او حتى اذا قبلها فيجب ان تكون معارضة وفق هواه وضمن منهاجه والا فهي معارضة عميلة متأمرة ، كما كان يقولها الحكام السابقون بحق حكام اليوم ، ان العيب يكمن في عقلية او نظرة الحاكم للسلطة ، وهذا الوصف يشترك فيه كل العرب والمسلمين ، من أن السلطة هي الدولة ويبدأ يحكم وفق مقولة الدولة انا ، واليوم رغم شعبية حزب العدالة والتنمية التركي يجنح الرئيس اوردكان لان يقول للاتراك الدولة التركية مركزة في شخصنا ،، لا في حزب العدالة والتنمية،
ان المعارضة في الديمقراطية الحقيقية يشتري اعتراضها القابضون على السلطة ، لأنها المحرار الحقيقي الذي تقاس به درجات سخونة الشارع وقبوله منهاج وعمل الحكومات، فهي ظاهرة صحية على حكام بغداد، وهم الاكثر اخطاءا في العالم احتواء المعارضة والاتفاق معها وعدم تركها تتخندق مع اعداء الوطن ، لان هذا التخندق اذا حصل فان العراق حقا سيذهب الى المجهول…..