9 أبريل، 2024 1:18 م
Search
Close this search box.

لماذا لا تحذو الدول العربية .. حذو كندا وتقطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

سؤال : نعتقد بأنه مشروع وقانوني وأخلاقي وقومي عربي يراود أياً منا ويقض مضاجعنا ويؤرق حلمنا العربي , سؤال : يواكب وينطوي ويندرج تحت ملابسات وظروف هذه المرحلة القاهرة والحساسة من تأريخ أمتنا العربية المجيدة , خاصةً في الوقت والفترة الراهنة , وما يشوبها من تآمر وتحالف جديدين بين الدول العظمى من جهة .. ودولتين إقليميتين عدوتين لدودتين للعرب عبر الأزمان هما .. إيران وتركيا , تتنازعان وتتصارعان فيما بينهما بالسر تارة , وبالعلانية أحياناً أخرى منذ سقوط الدولة والإمبراطورية الإسلامية وحتى الآن , لبسط هيمنتها ونفوذهما على هذه المنطقة المهمة من جديد , وبالرغم من تظاهرهما في السنوات الأخيرة بالود والصداقة والتعاون والدفاع المشترك عن مصالح بعضهما البعض , لغرض التمويه ولغرض الضحك على عقولنا نحن العرب !, وما الاحتقانات والتجاذبات والمماحكات القومية والعرقية والطائفية خاصةً تلك التي رافقت الغزو والاحتلال في العراق و المنطقة العربية , والإفرازات التي خلفتها هذه الاحتقانات على الساحتين العربية والإسلامية , كالتي تحدث الآن بكل وقاحة وصلافة في العراق وفي لبنان وسوريا والبحرين , وما هذه الأطراف التي تعمل جاهدةً على استمالت هذا الطرف على حساب ذاك , لهو خير دليل دامغ على ذلك … وابسط مثال على صحة ما ذهبنا إليه : هو .. سبب وسر توقيت تنفيذ حكم الإعدام بالرئيس العراقي الراحل الشهيد صدام حسين رحمه الله في أول أيام عيد الأضحى المبارك من عام 2006 , من قبل إيران وعملائها , والآن تتكرر صورة وسيناريو جديد لذلك المشهد الطائفي .. ألا وهو صدور حكم الإعدام بحق نائب ما يسمى الرئيس العراقي الضحية وكبش الاحتقان الطائفي السيد طارق الهاشمي ؟, الذي لجئ إلى تركيا خوفاً من إيران وأزلامها , والذي يحتمي الآن في تركيا العثمانية الأتاتوركية حامية حمى أهل السنة والجماعة( السنة ) ؟؟؟, كما احتمى على مدى ثلاثة عقود متتالية بعض خونة العراق والدول العربية في إيران الفارسية الصفوية من الشيعة ؟؟؟, إيران التي أصبحت تمثل الخط الشيعي الفارسي الصفوي حامي حمى الشيعة في العراق والمنطقة زوراً ودجلاً … فأي مفارقات وغرائب وعجائب هذه التي نقف أمامها موقف المتفرج ؟؟؟,.. ومتى .. وكيف نتنبه ونتيقظ ونستعد لها , ونحترس ونتسلح بسلاح الوحدة الوطنية والقومية العربية .. لكي نحافظ على هويتنا كعرب !؟.

إن ما يجري وما يعد التحضير له منذ ربيع 2011 وحتى الآن يندرج تحت فصل من فصول التثقيف والتهيئة والاستعدادات النفسية لشعوب المنطقة العربية خاصةً وشعوب منطقة الشرق الأوسط عامة .. وكأننا ننتظر ونترقب بفارغ الصبر بزوغ هلال عيد ميلاد سايكس بيكو جديد , والذي ربما ستكتمل ملامحه على ما يبدو تيمناً وتبركاً بقدوم عام .. 2016 .أي بالضبط بعد مرور قرن على اتفاقية  سايكس بيكو 1916 , تلك الاتفاقية المشؤومة التي شرذمة وقسمة أمتنا العربية إلى عدة دول وإلى ملل ونحل , حصدت وجنت ثمرتها كل من إيران وتركيا على وجه الخصوص , فأنظر إلى أين وصلوا .. وإلى أين نحن انحدرنا وتقهقرنا وتخلفنا , والآن نقف على أعتاب حقبة جديدة , وبصدد مضاعفة عدد الدول التي شاخت وهرمة , لبعث الروح فيها من جديد كدويلات متبعثرة وزعماء جدد يلبون أطماع أعداء العرب التقليدين والتاريخين على حد سواء , ومن أجل تذويب البعض منها في بوتقة ما يسمى الربيع العربي الذي لم تكتمل ملامحه لحد الآن , لتلحق هذه الدويلات الجديدة .. بفلسطين وبعرب الأحواز وبعرب لواء الإسكندرونة , و بالجزر العربية التي تحتللها إيران في منطقة الخليج العربي , أو تلك الجزر  السعودية المنسية أصلاً …!!! ,التي تحتلها إسرائيل منذ عام 1967 والتي لا يعرف عنها 90% من العرب شيء بأنها محتلة  أصلاً من قبل العدو الصهيوني !!!؟؟.

السؤال الذي يطرح نفسه بقوة والذي نتوجه به كما أسلفنا في العنوان أعلاه , لكي نتلافى وننتشل أنفسنا ومستقبل أجيالنا من الضياع , ودولنا من التفكك والانهيار التام والاحتلال المباشر وغير المباشر لأراضينا وخيراتنا ومقدراتنا من قبل إيران وتركيا ومحركهم الرئيسي الغرب والولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل , ولكي نحبط هذه المؤامرة الكبرى , ونُفشل ملامح هذا السيناريو المحدق بنا كأمة
.. نطرح السؤال التالي : يا أبناء أمتنا العربية أيها الشعب العربي من المحيط إلى الخليج , ومن خلالكم  نتوجه بنفس السؤال إلى كافة القادة والزعماء والرؤساء والملوك والأمراء والشيوخ العرب  …

 بربكم وبمقدساتكم ما هو السبب الذي يمنعكم كقادة أمة مترامية الأطراف يقطنها أكثر من 400 مليون عربي باتخاذ هكذا خطوة جريئة .. كتلك التي اتخذتها دولة في أقصى شمال الكرة الأرضية , ولماذا لا نحذو حذو كندا التي تبعد آلاف الأميال عن إيران , وهي في مأمن تام من مؤامراتها ودسائسها , ومحصنة من خبثها وخبائثها , وتدخلاتها السافرة في شؤونها الداخلية , وفي أمن وأمان تامين من كواتم الصوت .. ومن السيارات المفخخة , ومن حقدها وعنصريتها , ومن هيمنة وسيطرة أزلامها على جميع مفاصل الدولة الكندية , تُقدم وتَقوم هذه الدولة التي تقع في أقصى شمال الكرة الأرضية بقطع كافة علاقاتها الدبلوماسية والسياسية فوراً .

من هذا الباب ومن هذا المنطلق نسأل ونستغرب عن سر خنوع وسكوت زعمائنا وقادتنا العرب جميعهم تجاه ما تقوم به جارة العرب الأزلية إيران , لماذا لا تقوموا  بقطع أو على الأقل تجميد العلاقات مع دولة إيران ( الإسلامية ) فوراً , لأسباب عدة  يصعب حصرها بسطور أو بكلمات معدودة , بل تحتاج لكتب ومجلدات وقواميس , يجب أن تكون مناهج تُدرس في جميع مراحل المدارس العربية من رياض الأطفال وحتى المراحل النهائية , لكي تعي الشعوب العربية وتصحو على مدى حجم وهول الكارثة التي تسببت وتتسبب بها الجارة إيران , من خلال التدخل السافر في جميع شؤوننا الداخلية بأدق تفاصيلها , ناهيك عن القتل والدمار والخراب الذي لحق بهذه الأمة , خاصة وتحديداً بعد وصول ملالي الشر والفتنة إلى سدة الحكم , إذن … كشعوب وكحكام عرب لماذا لا نقوم بهذه الخطوة البسيطة من أجل غلق هذا الباب المؤذي الذي ينفث علينا كافة أنواع السموم والمبيدات البشرية التي أبادت خيرة أبناء هذه الأمة , وما زالت تصدر لنا كل أنواع أدوات القتل والتخريب , ويصدر لنا كل أنواع المخدرات وينشر الأمراض والأوبئة المعدية التي تفتتك بنا , وإدخال عادات وطقوس هجينة تحمل في طياتها جميع أشكال وأنواع الموبقات والرذيلة ,  لماذا يا زعماء ويا قادة أعظم  أمة كرمها الله وخصها بالإسلام العظيم لا تقومون بغلق هذا الباب الذي تهب علينا منه هذه الريح الصفراء القاتلة , لكي نرتاح ونستريح قبل فوات الأوان يا جماعة الخير , مقتدين وممتثلين ..على أبسط تقدير ..  بالمثل الشعبي الذي يقول ( الباب إلي تجيك منه ريح سده وستريح ) .

إذن أما آن الأوان أن نسد هذا الباب ونستريح ونقول لإيران وغير إيران كفى ظلماً وطغياناً وعدواناً على أمة العرب , أمة الحبيب المصطفى ( ص ) , متى نتعلم ونتعظ من دروس التاريخ القريب والبعيد , متى نتعظ ولو من الدرس الكندي وغيره من الدروس الآنية , متى نستفيق من هذا السبات العميق لنوقف إيران عند حدودها الطبيعية التي سبقت الحرب العالمية الأولى ؟, متى نستطيع مقاطعة إيران عسكرياً واقتصادياً وسياسياً وحتى مذهبياً , متى نفرض على إيران حصار عربي قوي تضامني , لكي ننتزع منها كافة حقوقنا وثروتنا , من فكي كماشتها الإجرامية , وننتزع أبنائنا وإخواننا وقادتنا العسكريين الأسرى والغيبيين في غياهب سجونها ومن بين أنيابها .

أخيراً نقسم بالله , ونجزم واثقين متيقنين بقدرة وإمكانية هذه الأمة  بعد الله جل في علاه , وبما مَنَ به سبحانه وتعالى على هذه الأمة وعلى شعوبها من ثروات وطاقات , ومن موقع جغرافي متميز يربط الشرق بالغرب , وبدين سماوي حنيف يدين به ثلث سكان المعمورة .. لو أن العرب توحدوا وقالوا كلمتهم الأخيرة لإيران وغير إيران , وقاموا بقطع العلاقة الدبلوماسية والتجارية معها لمدة شهر واحد فقط وليس لمدة سنة أو عقد من الزمن .. لأتت هذه الدولة المارقة صاغرة تزحف على أناملها لتقبل حذاء أبسط إنسان عربي .. فهل من مُدكِر وهل من مغيث  .

وللحديث بقية …

 ملاحظة هامة : ليعلم القاصي والداني .. والعدو الصديق .. بأننا لسنا دعاة حروب أو ثأر ,  أو دعاة قتل وخراب ودمار كما فعلت وتفعل إيران منذ أكثر من ثلاثة عقود بنا , بل ندعو لردع حكام طهران وملالي  قم  الذين نشروا الحقد والكراهية على أساس مذهبي وطائفي بين أبناء شعوب المنطقة, حقد أعمى  وفساد وكراهية  لا يمت لديننا الإسلامي الحنيف , ولا لقيمنا وعاداتنا العربية الأصيلة بأي  بصلة .

[email protected]

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب