8 أبريل، 2024 6:39 م
Search
Close this search box.

لماذا لا انتقد ايران ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

مع اني لا انتقد تركيا ايضا لكن السؤال يأتي دائما لماذا لا تنتقد إيران وافهم اسبابه رغم عدم قبولي بها ولكني لا أقفز على الواقع لذلك افهم سبب هذا التساؤل واقر انه تساؤل مقبول جدا ولذا ارى ان اوضح امورا ثلاث تشكل نظرتي لإيران وتركيا وللدول الخليجية

اولا: ان ايران دولة مثل سائر دول الشرق الاوسط فيها نقص كبير في مجال الحريات الاساسية وطريقة اختيار الحاكم لكن هناك تفاوت واضح بين هذه الدول فتركيا تقع في المقدمة من ناحية توفر هذه الحريات وتأتي خلفها ايران بمسافة ثم لبنان والعراق بحالتهما الفوضوية اما دول الخليج فهي انظمة شمولية بالكامل لا حرية فيها لا لإعلام او سياسة او اي شيء اخر فهذه انظمة مغلقة بالكامل ويتبعها في ذلك الدول العربية الاخرى والامر اوضح من ان يستدل عليه فلا داعي للإسهاب به.

ثانيا: ان ايران وكذلك تركيا دول مستقلة القرار وبغض النظر عمن يحكمها سواء كان فلان او علان فأنها تنظر لمصالحها الاستراتيجية وتعمل على ضمانها وهي دول جوار جغرافي لا يمكن فض الشراكة معها لان القدر انزلها بجوارنا ولذا علينا ان نعمل على ايجاد ارضية للتفاهم معها وتهدئة مخاوفها وضمان مصالحنا ايضا بلا نزاعات وحروب ومشاكل لأننا لا نستطيع التخلص منهم ابدا مهما فعلنا كما انهم لن يستطيعوا الغائنا ابدا ولو فعلوا الافاعيل، ولكن استمرار النزاع بيننا سوف لن يخلف الا مآسي ودماء وخسائر بشرية ومادية ونرجع بعد ذلك مضطرين لنجلس للتفاهم. هذا الحال ينبغي ان يكون ايضا مع الدول العربية وبالأخص الخليجية منها مثل السعودية بالذات ولكن الواقع للأسف يختلف جذريا فهذه الدول لا تملك استقلالا في قرارها ابدا وهي مخلب بيد امريكا والغرب اذا أمرها بشيء فعلت واذا نهاها عن شيء اخر انتهت عنه سواء شاءت ذلك ام كرهت، وعندما تتحول الى دول مستقلة القرار وتبحث عن مصالحها حينذاك ينبغي عدم التردد بالمطلق بالتعامل معها والتفاهم معها بأعلى المستويات حتى وان كانت لها اطماع ومصالح مثل ايران وتركيا.

ثالثا: وهذا هو عمدة الاسباب وهو حجر الاساس في فهم موقفي الاستراتيجي، ان سبب كل المشاكل في منطقتنا هو التواجد الغربي البريطاني سابقا والامريكي لاحقا والذي اسس القاعدة الصهيونية المسماة اسرائيل وان هدف هذا التحالف الصهيوني الأنجلو-امريكي هو تحويل الدول العربية الى دول فاشلة مهما كانت معادية ام موافقة لهم ليتمكنوا من الهيمنة والاستيلاء على كل خصائص هذه الدول من امكانيات طبيعية او بشرية او مادية. روجوا كثيرا ان معاداة الغرب واسرائيل علة المشاكل وان الحل بالتوافق معهم ولكن الواقع يشهد خلاف ذلك مصر منذ عام 1978 بدأت حالة التوافق مع اسرائيل وانظر الى حالها . القذافي عندما تخلى عن مواقفه انظر لحال ليبيا ولا يوجد هناك ايران ولا توجد اطماع ملالي ولا اثر للفرس المجوس. الصومال كانت في معسكر الاتحاد السوفيتي وعندما تحولت الى المعسكر الغربي انظر الى حالها ولا اظن ان ايرانيا واحدا وطأ ارضها او حتى فكر بها بل ولا احد ادعى ذلك. الامثلة كثيرة و واضحة جدا ولا تخفى على اعمى او بصير. لذا التصدي لهذا التحالف الصهيوني الانجلو امريكي هو العمدة في حل هذه المشاكل لان هدفهم واضح . نظام مثل النظام السعودي كان دائما وابدا ولا يزال عميلا بيد هذا التحالف ولا يعمل سوى لخدمته خلق الارهاب الاسلامي لمحاربة الاتحاد السوفيتي في افغانستان وعندما انهار الاتحاد السوفيتي اصبحوا في مواجهة اي دولة تعلن استقلالها عن التحالف الصهيوني الغربي . ايران الشاه نفس اطماعها وتدخلاتها لم يكن لها النظام السعودي الا الاحترام والعلاقات الحسنة لان ايران الشاه كانت ضمن التحالف الاسرائيلي الامريكي لكن عندما خرجت ايران من هذا التحالف اصبحت ايران نفسها وهي التي لم تغير مذهبها ولا اخذت جزرا جديدة غير التي اخذها الشاه ولا باتت لها اطماع غير اطماع الشاه السابقة في العراق من شط العرب والحدود ولا دعمت تمردا كرديا اكثر مما فعله الشاه ومع ذلك كله اصبحت ايران خطرا داهما ووحشا مرعبا والسبب لا يحتاج الى فطنة ان ايران الشاه حليف اسرائيل وامريكا وايران ما بعد الشاه خارج هذا الحلف ومن يأتمر بأمر امريكا توجه لمحاربتها لا حبا في دين ولا قومية ولا مصلحة شعوب بل فقط وفقط خدمة للتحالف الصهيوني الانجلو-الامريكي.

ولأني اعتقد قاطعا جازما ان التحالف الصهيوني يريد تدميرنا وانه لا محل له بيننا ولا ينبغي الانصياع له او تصديقه بل ينبغي مواجهته لذا كل سهامي تتوجه اليه والى انصاره والمطبعين معه والى من يريد ان يحرف بوصلة العداء له. واعيد واكرر للمرة المليون وليس الالف ان جميع خلافاتنا مع كل دول المنطقة هي خصومات قابلة للحل طال الوقت ام قصر، اما صراعنا مع اسرائيل هو صراع وجود لا صراع حدود ولا صراع مصالح وكل من يعمل مع اسرائيل فهو خائن وهو عدو لا صلح معه ما لم يتخلى عن عمالته وخيانته. ولهذا انتقد السعودية ودورها الجديد المريب في العراق لأنه وبكل اختصار ومن الآخر كما يقولون إن السعودية لم تاتِ للعراق وقد طوت صفحة وبدات اخرى، بل لان امريكا واسرائيل طلبتا منها القيام بذلك وما هي سوى عبد مأمور ينفذ رغبة اسياده وان الغاية كل الغاية من هذه الخطوة هو جعل العراق من جديد ساحة صراع بين اسرائيل وامريكا وحلفائهما من جهة وإيران وحلفائها من جهة اخرى بعد ان انتهت صفحة المنظمات الإرهابية واستباحة المدن.

 

EMAIL: [email protected]

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب