20 ديسمبر، 2024 4:34 ص

لماذا لايقول الناطقون الحقيقة ؟! لماذا لايقول الناطقون الحقيقة ؟!

لماذا لايقول الناطقون الحقيقة ؟! لماذا لايقول الناطقون الحقيقة ؟!

يتميز العراق بتضخم كبير في عدد المتحدثين والناطقين على المستويات كافة، فكل وزارة لها ناطق اعلامي ومتحدث رسمي ومتكلم ليلي ومنسق صباحي لمعالي الوزير، ومستشار اعلإمي، واخر قانوني، وعلى الرغم من كثرتهم وتضخم عددهم، لكننا لا نستطيع ان نفهم منهم حرفا واحداً، فهم لايزيدون ولاينفعون، وربما في وصف أدق لهم، انهم مثل بياعي المهافيف في الشتاء القارص.
أيام مضت على سقوط الرمادي، ولم نسمع رأياً شجاعاً يقول الحقيقة، ويعلم الناس بأن الرمادي قد سقطت بفعل القيادات الفاسدة، وتراجع الروح المعنوية للمقاتلين، والصراع الكبير بين الكتل السياسية في المنطقة الغربية فيما بينهم بشأن الرؤية لمعالجة مشكلة الانبار.
إن وجود مثل هذه االفوضى تُسهم بزيادة القلق لدى المواطنين، فضلا عن أن عدم تزويد الجمهور بالحقائق، يضطرهم إلى البحث عن قنوات بديلة تضخم الأحداث وتعطيها بعداً اخر وتفسرها بما يزيد من الفرقة بين ابناء الشعب.
لم نجد من الناطقين في وزارتي الدفاع والداخلية أحداً يمسك بتلابيب ممولي القناة التي اهملت عشرات الحالات الإنسانية التي قام بها الجيش العراقي من حمل النساء والاطفال، وإطعام الكبار، ومساعدتهم على عبور جسر بزيبز نحو بغداد، وركزت على تصرف اهوج لجندي عراقي حين اعتدى على نازح من ابناء الرمادي، كما لم نرَ أياً منهم يخرج في تصريح، أو في مؤتمر صحفي ويقول للناس: إن هذا الجندي مسيء ولايمثل إلّا نفسه ولايمثل ثقافة الجندي العراقي، ويعرض لهم مئات الحالات التي عبّرَ فيها الجيش العراقي عن أصالته وعروبته وتعاطفه مع الحالات الإنسانية التي يتعرض لها ابناء مدينة الانبار.
الشعب يريد الحقيقة، لا غير الحقيقة سواء كان الجيش يحقق تقدما فيها، أم يتراجع هنا وهناك، فقول الحقيقة يُسهم في بناء أواصر الثقة بين الرأي العام وبين المتحدثين والناطقين والمتكلمين والمستشارين والوكلاء والمدراء والسلاطين والنواب واصحاب البسطيات والجنابر.
إعلام داعش ليس افضل من اعلامنا لكنه يعلن انتصاراته، وهناك من يطبل له بين السياسيين والفضائيات وبعض نواب الفتنة من الشيعة والسنة، فضلا عن وجود صحف الكترونية ومحطات تلفزيونية تنطق باسمهم وتروج لهم وتضخم من تقدمهم.

أحدث المقالات

أحدث المقالات