7 أبريل، 2024 8:08 ص
Search
Close this search box.

لماذا لايطبق الإطارالتنسيقي التزاماته ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

المشكلة التقنية لدى الاإطار التنسيقي انه يعطي كل شيء قبل تشكيل الحكومات ثم يتملص عن التزاماته بعد تشكيلها، في منهج يعتمد في الأغلب على مبدأ ” إبتدء من حيث يريدون وإنتهي إلى حيث تريد ” وهو مبدأ دبلوماسي براغماتي ، على الأغلب أيضاً من مخلفات أمير ميكافيلي ومناهج التدريس الدبلوماسي التي لم يتخرج منها غالبية أو كل قادة الإطار !
إن هدف التفاوض الدبلوماسي السياسي، الخروج من عنق الازمات وليس حشرها حتى تصبح مستعصية الحلول والرقاب معاً ، ويعتمد الإطار في سلوكية التملص من الالتزامات على قاعدة ضيق خيارات الشركاء أو حصرها في خيار واحد ، هو الذهاب بالامنيات حتى تحقيق الوقائع !
منهج الاطار التنسيقي ينطوي على مغامرة حقيقية قد تدفع اطراف النوايا الحسنة الى خيارات لم يحسبها الإطار جيداً أو يعتقد إنها خيارات ضعيفة التأثير على العملية السياسية ومشهدها المرتبك أصلاً !
الغريب ، ولاغريب الا الشيطان كما يقول المصريون ، ان التزامات الاطار ذات طابع وطني وانساني تخص مصالح شرائح واسعة من المجتمع العراقي من مختلف مكوناته ، كملفات العفو العام والمختفين قسراً واعمار المدن المحررة وتعويضاتها والتوازن والشراكة الحقيقية تضمنتها ورقة تشكيل الحكومة ووصفها رئيس تحالف السيدة خميس الخنجر بانها ورقة وطنية، كل الأطراف السياسية والمكوناتية وضعت مطالبها ومخاوفها وهواجسها وتجاربها في هذه الورقة، لذلك هي أشبه بوثيقة موازية للدستور بكثير من النقاط، تأسست عليها حكومة السوداني، وتؤدي إلى عهد جديد من التفاهمات الحقيقية المبنية على العدالة الاجتماعية بما ينهي الفوارق والطبقية بالتعامل مع العراقيين على أساس عرقي أو طائفي .
والسؤال : اذا كانت كذلك فلما لايلتزم بها الإطار التنسيقي ، وهل هناك عقبات أمام تنفيذها ؟
ويجيب الخنجر في لقاء صحفي مع موقع ” العربي الجديد ” :اذا سألتني هل لدينا عقبات؟ نعم بالتأكيد. وهل هناك تأخير؟ نعم وتأخير مُتعمّد أيضاً، لكن ليس من طرف السوداني، بل من أطراف أخرى موجودة بالحكومة أو في ائتلاف “إدارة الدولة”، مرة يتذرعون بالجمهور ومرة أنهم يريدون نقاشاً أطول، وأخرى بحجة أن نتفاهم مع نوابنا وهكذا، وعلى فكرة الورقة “ورقة المطالب” عالجت مشاكل العراق ككل.
ان منهج المغالبة وحشر الشركاء في خيار الظل وإعاقة مايريدون الى ما أريد ، ستبقي الأزمات على حالها وتطوّرها الى ماهو غير محسوب من الإطار نفسه ، وطريق الخروج من الأزمات هو طريق تحقيق المستويات المعقولة من الحقوق السياسية والمجتمعية لكل المكونات .
الغالب في اختلال التوازنات لن يبقى غالباً الى الأبد ، هكذا يقول التأريخ وتجارب الشعوب ، والعبرة لمن يريد ان يعتبر !

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب