لعل من مميزات حلول ايام محرم الحرام هو كثرة الاصوات المنادية بضرورة تهذيب الشعائر الحسينية ولفظ ما هو دخيل عليها وهذه الاصوات على الرغم من عدم طهارة ونقاء الكثير منها الا انها تعد حالة ايجابية من المجتمع لان الناس تتعامل مع القضية الحسينية على انها مسألة بقاء ووجود فهم يرفضون كل ما يعتقد به المساس او التشويه بهذه القضية المقدسة الا ان الملفت للنظر ان هناك موضوعا لم يتعرض له احد حسب علمي وهو عدم اشتراك مراجع الدين بإقامة الاعزاء الحسيني وخصوصا عزاء يوم العاشر واذا كان هناك اشتراك فهو خجول جدا ويقتصر على اقامة مجلس بسيط يقام في براني المرجع ويكون الحضور اليه مختصرا ويمكن مناقشة هذا الموضوع بعدة نقاط وهي :
1. انني مشتبه في هذا الموضوع فالمراجع في النجف يقيمون مجلس حسينيا جامع في كل يوم ليلا ويكون فيه الحضور كبيرا جدا واما في يوم العاشر فهناك قراءة للمقتل وهناك لطم وعزاء حقيقي والى درجة ان المرجع الفلاني يخلع عمامته ويضرب على رأسه وان المرجع الفلاني لأنه كبير في السن فقد اغمي عليه من شدة الحزن .
2. ان المراجع يعتبرون الشعائر الحسينية واقامة العزاء وقراءة المقتل من فعل العوام حيث لا يوجد هناك نص فقهي يلزم الشخص بالحضور والتفاعل مع الموضوع .
3. ان حضور المراجع الى المجالس الحسينية سيؤدي بها الى الاشتراك في البكاء واللطم وبالتالي ستظهر صورة المرجع الديني وهو يلطم على صدره وحينها سيقع المرجع في حرج لأنه في يوم الايام انتقد المرجع الصدر(رضوان الله تعالى عليه) عندما قرأ لطمية وقام باللطم .
4. ان المراجع يعتبرون الاشتراك في المجالس يذهب بالحشمة والوقار لأنه سيعرض المرجع الديني الى الاتصال المباشر بالمجتمع وخارج اسوار البراني وهذا يعتبر ذلة للمرجع وبالتالي هو ذلة للإسلام .
5. ان المراجع يعتقدون ان هناك امورا تذكر في المقتل ليست حقيقية ولا يوجد لها نص تاريخي لذلك فحضورهم وسماعها يؤدي الى اقرارها وهم في نفس الوقت لا يمتلكون القدرة على التحقيق في هذا المجال .
6. ان حضور المراجع في المجالس الحسينية وقراءة المقتل سيؤدي بطريق وباخر الى تعميم هذا الاشتراك في كل الفعاليات في هذه المضمار ومنها الزيارات المليونية والمخصوصة حيث لم يذكران مرجعا تم مشاهدته في زيارة الاربعين او الشعبانية او غيرهما من الزيارات المخصوصة.
خلاصة الكلام ان هناك مشكلة في هذا الموضوع وتساؤل مهم جدا وهو لماذا لا يشترك مراجع الدين عندنا في اقامة الشعائر وماهي المشكلة في حضورهم وقد يواجه كلامي هذا بشيء من الرفض وان هناك مشاركة فعلية للمراجع فأقول اذا كانت هناك مشاركة فعلية فلماذا لم يذكر التاريخ سوى السيد مهدي بحر العلوم واشتراكه في ركضة طويريج ولماذا لم يذكر التاريخ ان مرجعا قام بقراءة لطمية بكى وابكى على اهل البيت سوى السيد محمد الصدر(رض) .