بدأ المخطط الإيراني يكشف عن وجهه القبيح في العراق ، وأخطر مرحلة من هذا المخطط كانت تشكيل ميليشيات مسلحة إرهابية تتمتع بشرعية فقهية من المرجعية ، مهمة هذه الميليشيات توفير الحماية للمشروع الإيراني ، وكذلك تُستخدم كأداة قمع وحشي للشعب العراقي المعترض على الإحتلال الإيراني .
المرحلة الخطيرة الأخرى هي البدء بمشروع تكريس نظام ولاية الفقيه بشكل سافر عن طريق قانون المحكمة الإتحادية ، وكأن الشعب العراقي لم يبلغ سن الرشد وبحاجة الى وضعه تحت وصاية شيخ معمم هو بالأصل عميل إيراني ضد العراق ، وحتى الشيخ السني سوف لن يسمح له دخول المحكمة الإتحادية ما لم يكن مواليا لإيران على غرار ماتفعله إيران مع كبار المسؤولين السنة مثل رئيس البرلمان ووزير الدفاع إذ يتم عقد الصفقات معهم والتأكد من ولائهما لإيران ثم يتم تعينهما.
لكن المثير للغرابة هو سكوت الشعب العراقي وعدم تحركه للدفاع عن حريته والإحتججات ضد نظام ولاية الفقيه المراد تطبيقه في العراق ، إذ لم تخرج تظاهرات جماهيرية تطالب بإسقاط المشروع ، ولم نشاهد الشعب العراقي يدافع عن نفسه وحقوق في الحرية والديمقراطية ، أمر محزن هذا الصمت واللامبالاة والكسل وعدم الشعور بالمسؤولية من قبل العراقيين نحو أنفسهم وبلدهم !
ان الشعب العراقي ما لم يدافع عن حقوقه .. فهو لايستحق الحرية ، ويستحق عبودية نظام ولاية الفقيه ، لقد خذلنا الشعب العراقي في عدم المشاركة الواسعة في ثورة تشرين ، وكذلك خذلنا في تقاعسه عن تشكيل خلايا مسلحة ومحاكم شعبية لمعاقبة اللصوص وعملاء إيران ، والآن يواصل الخذلان بصمته عن مؤامرة تحويل العراق الى كيان تابع لولاية الفقيه ويكرس الإحتلال الإيراني .. وهذا الكلام يخص الشيعة أكثر من غيرهم فالكورد غير معنيين بنظام ولاية الفقيه ، وكذلك السنة في طريقهم الى إقامة إقليمهم وربما دولتهم مستقبلا ، وخطر التعرض لعبودية إيران سيتحمله شيعة العراق وحدهم !