23 ديسمبر، 2024 5:52 ص

لماذا لانشكك بالمالكي ؟

لماذا لانشكك بالمالكي ؟

الحكومة العراقية فشلت في كل شيء لحد الآن، فالملف الامني غدى كلياً بيد الإرهابيين،  والصعيد السياسي مازالت الخلافات كما هي بل أشد من المراحل السابقة بكثير، أما على المستوى الإقتصادي، مازالت ملفات البطالة والكساد وتأرجح العملة وشلل القطاع الخاص تنحدر إلى الأسفل، وعلى مستوى الخدمات فلايوجد أي شيء جديد وملفات الكهرباء والصحة والتعليم وسِواها كلها تشهد انحدار خطير جداً، الفساد الإداري والمالي أصبح من الأمور المسلم بها، وطال أقرب وأهم المفاصل من رأس الحكومة.  
   هذا الفشل الأكيد ناتج اما عن عدم قدرة أو وجود أجندة ترغب بإبقاء الآمور على ماهي عليه، وفي كلتا الحالتين فأن الحكومة ورأسها لاتصلح لقيادة البلد، وفق القياسات الطبيعية، و لنتناول نظرية الأجندة الخارجية وعمل رأس الحكومة على تنفيذها. 
   عند العودة للظروف التي تسلم فيها السيد المالكي الحكومة، تصمد نظرية وجود الأجندة الخارجية، فلما تم رفض تولي السيد الجعفري الحكم من قبل الفضاء الوطني، لم يكن السيد المالكي ضمن الأسماء المطروحة كبديل، وفجأة تغيرت المعادلة وتولى المالكي الحكم.
     ومنذ ذاك الحين والآمور في تنازل خطير، مع وجود الدعم الخارجي، وهذا يُعزز فرضية أن المالكي جيء به ليحقق أهداف المحتل الأمريكي مثلاُ، خاصة مع حديث المالكي المستمر عن إتهام الاخرين بالتأمر عليه وعلى العراق سواء من الشركاء الوطنيين أو الاخوة الحلفاء.
    فالكورد يتأمرون تارة مع الخليج وآخرى مع اسرائيل، والسنة ينفذون أجندة خليجية تركية، والمجلس الاعلى والتيار الصدري تارة مع البعثيين وآخرى مع الطائفيين، والنزيه الوحيد المالكي ومن يدخل تحت طاعته.
     وهذا بحد ذاته مؤشر ودليل يمكن الركون اليه لتوجيه الإتهام للسيد المالكي، مع الأخذ بنظر الإعتبار أن السيد المالكي له تاريخ من التأمر داخل حزب الدعوة للحصول على المواقع المتقدمة، يتذكره الدعاة جيداً.
     ناهيك عن جذور السيد المالكي المجهولة فهو من أسرة مغمورة من حيث التاريخ، والموقع الاجتماعي وهذا دافع كبير لتعويض نقص يشعر به أكثر من هم بوضع المالكي.
      مع وجود رمزيات وابناء عوائل عريقة لاسبيل للمالكي لمجاراتها إلا بالحكم وإستخدام إسلوب التسقيط ضدها، فالمجلس الاعلى يقف على رأسه السيد عمار الحكيم وهو سليل لأسرة آل الحكيم المعروفة بتاريخها العلمي والجهادي، فضلا ًعن القيادات الآخرى في المجلس الاعلى المعروفة بنسبها وتاريخها الناصع وتضحياتها الكبيرة، كالسيد القبنجي والشيخ حمودي والشيخ الصغير والسيد عبدالمهدي والاستاذ باقر الزبيدي وسواهم.
     وكذا التيار الصدري فالسيد مقتدى الصدر أبن أسرة آل الصدر المتميزة بجهادها وعلمها وتضحياتها.
    وكذا الحال لجلال الطالباني ومسعود البارزاني وآياد علاوي واحمد الجلبي واسامة النجيفي.
     لذا فالسيد المالكي ضعيف من حيث الثقل التاريخي لشخصة أو أسرته، وحتى الحضور الجماهيري فهو رقم صغير داخل حزب الدعوة الذي هو بالأصل حزب نخبوي يعول على تأريخية أسمه فقط، والمعروف أن هكذا شخصيات في الغالب تكون طيعة للقوى الكبرى، وتنفذ ماتطلبه منها للحصول على دعمها وحمايتها، وعلى هذا اُسست الدولة العراقية منذ العشرينيات، من خلال حكم الأقليه، والهدف سيطرة القوى الكبرى عليه لضعف قاعدتها الجماهيرية، لذا فأن مايقوم به المالكي من تهجم على الجميع هو مبرر لما ذهبنا اليه…