23 ديسمبر، 2024 9:34 ص

لماذا لانتصالح مع داعش ؟

لماذا لانتصالح مع داعش ؟

قالها بفم مليان وبعين واثقة وبلسان شفيف، داعش قوة لايمكن أن ننكرها على الارض العراقية وبات جزء كبير من المجتمع يمثلها بل ازيدكم من الشعر بيت لو رشح بعض قياداتها سيكسبون اصوات تأهلهم إلى مبنى مجلس النواب.
لم يكن حديث الزعيم السياسي البارز والمهم مزحة سياسية ولا نكتة للكوميديا وترطيب الاجواء بل كانت قناعة تامة فيما يقول.
أجتمع الزعيم السياسي يعد من العشرة البارزين في صناعة القرار السياسي في البلاد بعدد لايتجاوز اصابع اليد من الصحفيين كنت أنا واحداً منهم وطلب أن تكون الطاولة الحوارية سرية وأن يكون النقاش صريحاً واضحاً بلا رتوش وقريبا من الواقع وبعيداً عن الكلام الرسمي قائلاً : سأتحول أنا اليوم إلى صحفي وأنتم إلى مسؤولين وسأقول لكم لو جلستم في مكاني ماذا ستفعلون ؟ كيف ستتعاملون مع داعش ؟ ولماذا هذا الخوف من فتح باب المصالحة معها ؟
لاسيما مع قياداتها الذين أصبحوا دواعش لتلاقي المصالح والمكاسب ثم قال الا تعتقدون أنه بمرور الزمن ستتحول داعش إلى المحافظات الجنوبية؟.
المثير في هذا الموضوع أن هذا السياسي ليس من اتباع ملة التصريحات النارية ولا من ملة البحث عن الاثارة في الاعلام .

كان الزعيم السياسي حذر في الحديث مع الصحفيين ويحاول أن يقول دائما أنها مجرد اسئلة خيالية لاتستغربوا فالسياسية كما تعرفون هي سلة المحاور المفتوحة أو سلة الافيتو على اي قرار.
طبعاً، مجرد طرح السؤال بطريقة حميمية للتصالح مع داعش تذكرت فتوى الجهاد الكفائي التي اطلقتها المرجعية الدينية وتذكرت أن قبور النجف ضنكت بالشهداء وتذكرت الجرحى وامهات الشهداء والايتام وزوجات الشهداء ومصير الاموال التي استنزفتها الحرب مع داعش والمدن التي خربتها هذه المجاميع الضالة والعوائل التي نزحت والجرائم التي ارتكبتها بحق المواطنين في محافظات الانبار والموصل وصلاح الدين وبالتأكيد تذكرت سبايكر والقلوب التي فجعت.
الحديث عن مصالحة مع قيادات داعشية قد لايكون مألوفا في الاعلام هذه الايام لكن بعض الكتل السياسية ومن بينها الزعيم الذي يكثر من زيارته إلى تركيا وقطر قد نضج في مطابخهم السياسية مشروع التصالح والمصارحة مع قيادات داعشية تنفيذا لمشروع اميركي اعد في في سفارة واشنطن في بغداد لاسيما مع ايقاف العمليات العسكرية لتحرير الانبار والفلوجة.

على مايبدو من حديث الزعيم كما يعرف نفسه على الرغم من عدم قنعاتي بذلك أن التصالح مع داعش فكرة جديدة وورقة سياسية سيلعب بها بعض السياسيين الذين يعتقدون أن الحل العسكري في تحرير الفلوجة والانبار والموصل ليس سهلاً لاسيما مع فشل مشروع الحرس الوطني الذي يُراد منه صناعة قوات اضافية تتبع المحافظ بمعنى اكثر صراحة انشاء قوات اشبع باذرع احتياط للمذاهب والقوميات في العراق وترجمة مشروع التقسيم البايدني إلى واقع عملي. ليصبح للشيعة قوات الحشد الشعبي وللكرد قوات البيشمركة وللسنة قوات الحرس الوطني.
لن استغرب ابدا أذا اتى اليوم الذي يقول التأريخ المدرسي عن شهداء القوات الأمنية والحشد الشعبي الذين يخوضون معارك شرسة ضد داعش أنهم ضحايا وليسوا شهداء وكما يقول الزعيم السياسي علينا أن لانحاسب مع من انخرط مع داعش بسبب تصرفات الحكومة السياسية لذلك قد يأتي اليوم الذي ارى فيه الدواعش اليوم وزراء ومحافظين ومسؤولين كبار في المستقبل القريب ….لن استغرب ابدا