اصبح مألوفاً بعد كل عمل اجرامي تشنه المجاميع الارهابية الظلامية انتشار مقاطع فيديو على مواقع الانترنيت والتواصل الاجتماعي الفيسبوك لضحايا تلك الاعمال من مواطنين عزل لاحول ولاقوة ولاذنب سوى إنهم ولدوا في بلد لايتوقف فيه القتل المجاني .
اكثر المقاطع المثيرة التي لفتت انتباهي ورسخت في ذهني حادثة انفجار سيارة مفخخة قبل ثلاثة اشهر في مدينة العمارة استهدفت تجمعا للعمال المهم في المقطع ان المصور الذي لااستبعد إنه يعمل مع المجاميع الارهابية المتورطة بصورة مباشرة أو غير مباشرة يقول لاحد الضحايا ” اشاهد ..اشاهد خوية “، هذه الجملة تؤكد ان الانسان العراقي رخيص جدا ، فبدلا من ان يُبادر إلى نجدته وعمل ماعليه من موقف انساني يتلذذ بتصويره كيف يتشاهد ثم يموت ليس هناك اي وصف يتسحق إن توصف هذه الحادثة سوى انها كارثة انسانية، ونتيجة طبيعية لمخلفات الأرهاب واعماله التي تسعى لتحطيم المشاعر الانسانية ،فاصبحت القلوب اكثر قساوة حتى بات يقترب منها الوصف القرائي {ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِّن بَعْدِ ذلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَآءُ }
يمكن تصوير مدى قساوة المجتمع ايضا عندما يتحدث نائب في البرلمان وامام وسائل الاعلام بلغة “قطع الرؤس ” بغض النظر عن هوية من يحشد لقطع رأ
يبدو أن مسلسل الاعمال الأرهابية ليس الغاية منه ابادة اكثر عدد من العراقيين فحسب بل يتعدى ذلك لتحويل العدد الباقي من العراقيين الذين بقوا على قيد الحياة إلى عدادت الالكترونية تنتظر دورها لتموت دون ان تنتبه إلى الاخر الذي قضى نحبه بفعل فاعل مجرم لايفقه من التفاصيل الانسانية شيئاً.
واستطاعت المجاميع الارهابية ان تنجح في “تخشين ” القلوب، حتى اصبحنا لانبكي على الذين يتعرضون إلى الموت المجاني واصبح لسان حالنا قول الشاعر :
يُبْكَى علينا ولا نبكي على أحد نحن أغلظ أكباداً من الإبل
ونسينا أن الله سبحانه وتعالى يقول في كتابه العزيز الذي ابتعدت عنه المجاميع الارهابية كل البعد { تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنْ الدَّمْعِ} ويقول ايضا {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُواْ أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ} …فهل سنكف عن من تصوير الضحايا وهم يقطعهم الارهاب وينثر اجسادهم الزكية في الفضاء ونذرف الدموع ونسرع بنجدة المصابين…لااعتقد .