تشتكي الدول الداعمة للمسلحين في حلب من ان الحكومة السورية تواجه “التمرد” بشتى انواع الأسلحة ،وانها لاتمنح هدنة لمرور المساعدات الى ممن تسميهم ” المعارضة المسلحة” وهو وصف غريب اذ معنى ذلك ان المعارضة يمكن ان تتسلح لتواجه الدولة ،لكن الحوثين على سبيل المثال لم يحصلوا على هذه التسمية ويطلق عليهم اعلام الدول الداعمة للمسلحين نفسه ب” المتمردين” .
ولست ادري اذا رفعت المعارضة في البحرين وقطر والسعودية وحتى امريكا وفرنسا السلاح بوجه حكوماتها بماذا ستقابلها تلك الحكومات ،هل تقابل اسلحتها النارية وسياراتها المفخخة وانتحاريها بأطواق الياسمين مثلا حتى نطلب من سوريا ان تحتذي بماتفعله تلك الحكومات مع معارضيها الذين يشهرون السلاح بوجهها .
مايحدث في حلب هو نتائج دعم ارهابيين متوحشين عاثوا في سوريا فسادا ،وتجمعوا من مختلف البلدان وقدم لهم الدعم في محاولة لإستنساخ التجربة الليبية ،بيد ان الصمود السوري والدعم الذي تلتقه سوريا من حلفائها هو الذي أفشل المؤمراة وعرى اطرافها الذين لازالوا يدعمون الارهابيين ،لكن الثمن كان كبيرا لقد دمرت مناطق واسعة في سوريا ،وتتحمل تركيا والسعودية وقطر والامارات والولايات المتحدة وفرنسا جزءا كبيرا من المسؤولية الاخلاقية والقانونية مما حل بسوريا من دمار وقتل وتهجير ،ولن تكفي حجة دعم مايطلقون عليه “المعارضة ” وهي موجودة في خيالهم فقط ان يبرأهم مما جرى في سوريا.
واحدة من المزاعم التي تطلقها دول دعم الارهاب والفتنة في سوريا هي الحرية للشعب السوري ،الحرية هي الدافع وراء الدعم القطري السعودي التركي للارهابيين في سوريا بأسلحة وأموال واعلام ومعدات القتل ،وهي حجة مثيرة للسخرية فهذه الدول التي تمثل انظمة رجعية متخلفة وتحكمها اقطاعيات مستبدة لم ولن تكون الحرية يوما في سلم اهتماماتها .
ان هذه الدول التي نشرت الطائفية وجندت مئات الالوف من المتطرفين نجحت فقط في تعذيب الشعب السوري وتمزيق وحدته تحت افضع الشعارات الطائفية ،واحدثت انقساما هائلا في النسيج المجتمعي ونشرت على ايدي المتطرفين القتل والدمار ،في محاولة لاسقاط الدولة السورية ،بيد ان سوريا وهي تنهض من ركام الخراب الذي قادته دول العدوان بالاعتماد على ارهابيين متوحشين اكدت انها باقية وقادرة على بناء ماتهدم من جديد وان قدرتها بالانتصار على هذه القطعان الارهابية باتت حقيقة ليس بوسع اعلام التزييف والافتراء ان يغيرها.
شاءت ام ابت انظمة العهر والطائفية فأن سوريا ستعود الى حضنها العربي لتلعب دورها وتملأ فراغا كبيرا تركته ولن يملأه احد سواها ،وان الامة ستبقى حاضرة بحواضرها مهما طرأت ظروف هي الاستثناء في حياة الامة ستظل بغداد ودمشق والقاهرة هي الاعمدة التي تحمل الام الامة وتجسد تطلعاتها .