عندما ينظر المتابع لأحداث محافظة نينوى وماجرى فيها من احداث مريبة ومرعبة منذ عام 2003 وماتبعها من حياة الهدوء والعاصفة وحياة يحتار المواطن في نفسه وعائلته واين يذهبون وهم محاطون بالمخاطر من كل الجهات….كان في حينها يعيش المواطن في وادي بعيد جدا عن الوادي الذي تسكنه الحكومة سواء المحلية او الحكومة المركزية.. وكانت تدار الامور بطريقة عجيبة وغريبة الاطوار ويبقى في تلك الفترة المظلمة سؤال واحد يوجهه المواطن البسيط في هذه المدينة الى المسؤولين في حينها من الحكومة المحلية او القيادة العسكرية
(( اليس فيكم رجلاً رشيد )) فلقد انهكه الخوف من المجهول ومن سياسة شد الحبال بين الساسة المدنيين والعسكر وكان المواطن هو من يدفع الثمن اذا ما عرفنا ان الثمن كان باهضاً جداً لانه حصاد لأرواح الالاف من ابناء وبنات هذه المحافظة الطيبة المباركة لولا سياسة فرق تسد. التي اشعلت الاخضر واليابس بين ابناء هذه المدينة والتي تتميز بطابع مجتمعي خاص كونها خليط من كل القوميات والاديان والمذاهب والعشائر فأوجدوا فينا بتفرقتهم العنصرية وقيادتهم الجمع بكفاءتهم الغبية المسلم والمسيحي واليزيدي والسني والشيعي والعربي والكردي والشبكي والتركماني واخيرا الجرياوي والموصلاوي وغيرها من مصطلحات ما انزل الله بها من سلطان… مصطلحات يندى لها الجبين لم تكن يوماً ننطقها لأنها معيبة في مجتمعاتنا التي بنيت على اساس انا وانت ابناء نينوى بكل الحقوق والواجبات… هكذا تعلمنا منذ صغرنا ولكن كل تلك الاحداث ومارافقها من اختلاف المجريات على ارض الواقع كان لابد ان تكون هناك ردة فعل قوية واسباب يهيئها الله سبحانه وتعالى نتيجة دعاء الامهات والاباء في مساجدهم ومنازلهم الطاهره فهيأ الله لنا رجل شجاع اسمه نجم الجبوري لم يكن يعرفه كل اهالي الموصل الا من تعامل معه سواء في خدمته في القوات المسلحة او من خلال تسلمه مهمة قائمقام تلعفر رجلاً لا يهاب المنايا يؤمن بقضية خدمة نينوى واجب وشرف فانتخى نخوة الرجال
نخوة الصحابة في بدر وحنين ليكون في اول الجمع وهو يقود المعارك من خلال موقعه كقائد عمليات نينوى ومع اشتداد المعارك لم يثنيه العزم لحظة واحدة عن قبوله بتلك المهمة الصعبة وانما العكس زادته اصراراً خاصة اذا ما عرفنا انه من العوائل التي قدمت اكثر من عشرين شهيد..
ومع ما رافق المعارك من نزوح جماعي لاهالي المحافظة وبين مدينة اصبحت فيها كل الجسور معطلة والمستشفيات مهدمة والشوارع مهملة ومناطق سكنية بأكملها مهدمة ومدمرة.. هذه الصورة خزنها القائد نجم الجبوري في ذاكرته وبدأ بالتغيير رغم انه قائد عسكري واجبه توفير الامن الا انه استطاع وبسرعة غير متوقعة بناء جسور عسكرية مؤقته ومستشفيات كرفانية سريعة واعادة الحياة الى محافظة نينوى واستطاع ومع مرور الوقت اعادة اهالي اغلب مناطق الموصل الى دورهم وسكنهم وانهاء حياة النزوح في المخيمات…
وبما ان قوانين الدولة تحيل من تجاوز السن القانوني الى التقاعد فلقد تم احالة اللواء نجم الجبوري الى التقاعد وبرتبة فريق رغم انه مازال في نفسه حسرة وهموم على محافظته لانه يريد ان يكمل مسيرته التي بدأها…
وفعلا حصل الذي يريده أبناء هذه المحافظة واعادوا من خلال مظاهراتهم السلمية وايصال اصواتهم الى الحكومة المركزية الى الخدمة الوظيفية ولكن هذه المرة بمنصب محافظ نينوى وكما يقول المثل الشعبي (( اعطوا الخبز لخبازيه)) عاد نجم الجبوري وهو يمسك ملفات الاعمار بيده ونحن نراه من خلال الاعلام يذهب عدة مرات الى العاصمة بغداد ومقابلة المسؤولين هناك من اجل استحصال الموافقة على انشاء مشروع معين وكأن الموضوع يخص عائلته الشخصية.. وبدأ البداية الصحيحة التي يشهد له القاصي والداني بذلك وهي مكافحة الفساد والفاسدين وابعادهم عن مركز القرار فأعاد الجسور وتم تبليط كل شوارع محافظة نينوى والان الاعمار يتسارع ليلا ونهارا من اجل بناء الجسور السريعة والمستشفيات والمدارس وكلها بجهود هذا القائد البطل الذي اطلق الموصليون عليه اسم بطل النصر والاعمار… اكتب مقالتي هذه اليوم وانا امر من امام منصة الاحتفالات واشاهد حشود المتظاهرين في الشوارع رغم ان درجة الحرارة تشير انها واحد تحت الصفر الا ان هؤلاء الشيوخ والشباب والشخصيات الاجتماعية من ابناء محافظة نينوى كافة جمعهم هدف واحد هو جزاء الاحسان بالإحسان بمطالبتهم الحكومة المركزية بإلغاء كتاب هيأة المسائلة والعدالة عن شخصية شعبية عراقية اصبح له نفوذ وقاعدة جماهيرية كبيرة اسمه نجم الجبوري..
فهنيئا لك ايها القائد هذه المحبة من اهلك وهنيئا لك كل يوم خدمته بنزاهتك تجاههم. وهنيئا لكل من صنع المعروف لأهله وهنيئا لمن يردون ويعرفون المعروف…..