23 ديسمبر، 2024 1:35 ص

لماذا كل هذا الهوان ..؟!. 

لماذا كل هذا الهوان ..؟!. 

بعد مائة عام على اتفاقية سايكس بيكو( 1916 ) ، يشير وضع العرب الى أنهم أمام مرحلة تعد من أخطر المراحل بعد تلك الاتفاقية ، وتشكيل الجامعة العربية ، وقد يجد ون أنفسهم في يوم ما أمام صيغة أخرى ( للعمل المشترك ) بحكم الواقع الجديد ، والاطراف الدولية الفاعلة التي تفرض ما تريد ..؟.. فهل تعد الجامعة العربية اليوم تناسب مشاكل العرب الراهنة ، وما ينتظرهم في قادم السنوات من أزمات أخرى ، بعد ان وقفت عاجزة امام محطات مهمة في تاريخ الأمة كالاحتلال مثلا ، أو عندما ( أعطت الضوء الاخضر للناتو للتدخل في ليبيا في بداية ثورتها ) ، على حد ما ذهب اليه احد الكتاب ، وضياع قضية فلسطين بين إجتماعاتها والمشاريع المطروحة ، ولم يعد هناك مبرر لتبقى بندا مزمنا ضمن جداول أعمالها بعد الاعتراف ب ( اسرائيل ) من اطراف مؤثرة ، ووجود بعثات دبلوماسية أوعلاقات ، وإن لم تكن رسمية او على مستوى دبلوماسي ، و( سلطة بلا سلطة ) … والخطوط الحمراء التي كانت الجامعة العربية تضعها تحت كلمة السيادة ، والوحدة الوطنية للدولة العربية فقدت لونها ، ولم تعد تثير الاهتمام ، بل تكاد تكون أسهل الخطوط اختراقا بعد احتلال العراق ، وليبيا ، والوضع في سوريا واليمن ، والهجمة الارهابية على المنطقة ، وبعد تقسيم السودان الى جمهوريتين … شمالية وجنوبية ، وتفشي النزعات الطائفية والمناطقية
والقبلية ، ومخاطر التفتت والتقسيم التي تهدد دول عربية أخرى التي تطبخ على نارالانتظار الهادئة أيضا !…..و ( موضة الفيدرالية ) وهي نظام قديم ومعروف ، وواسع الانتشار في العالم ، قد تستخدمها الاطراف المؤثرة في غير هدفها الصحيح ، وتكون بابا للتقسيم عندما تكون لارضاء الاطراف المتخاصمة ، وليس لتوزيع السلطات بين المركز والولايات او المقاطعات ، او المحافظات ، من أجل تسهيل الادارة ، وتقديم أفضل الخدمات .. ولم يكن ( المخططون ) لهذا ( الاسلوب الناعم ) في عجالة من أمرهم للتقسيم الأني .. فكل شيء يأتي في آوانه ، ما دامت ( الدساتير ) العالمية تؤمن الحق لمن يريد أن يقرر مصيره بنفسه متى شاء ، أو إذا بلغ ( مرحلة الحلم ) والقوة ، وتوافر الظروف المناسبة !! .. وهذا يعني أن العرب أمام مرحلة جديدة من التجزئة وتنذر بتقسيمات أخطر ، و( سايكسات بيكوات ) جديدة معدة و( اسبابها جاهزة ) لكل قطر ، محفوظة في ( ألادراج ) … فهل يعي العرب ذلك ..؟.. وهل بامكان مؤسسة ( شاخت ) وهرمت ، أن تتحمل مسؤولية خطيرة عنوانها التضامن واسترجاع الحقوق ، وحماية الاوطان ، وهي بهذا المستوى في ( عصر الاقوياء ، ولا مكان فيه للضعفاء ) ..؟!.. نتمنى ذلك الحلم .. وهل ينسجم هذا التشخيص الواقعي للحال الراهنة مع نظرة البعض اليوم للعروبة ، وكأنها أصبحت جزءا من الماضي و( شيء من التاريخ ) ، ولم تعد تواكب العصر و ( العولمة ) !!، فيما يراها أخر ( سبة !) ، و عند ثالث ( اتهام !) ، ومن يؤمن بها يكون ( قومجيا !) في نظره ، وكأنها بدعة من حزب او جهة معينة ، أو من بنات فكر فرد ، وليس من الله ، ولم يكن بها
كتابه الكريم ، والصلاة بلغتها ، رغم تعدد لغات المسلمين ، وهي لغة أهل الجنة ، ومنها محمد ( ص ) سيد الانبياء والمرسلين … فهل توفر مثل هذا الامتياز والتقدير والكرم الالهي الى أمة أخرى ، و لغة اخرى غير لغة العرب ..؟.. فلماذا كل هذا الهوان ..؟!.. والى متى يبقى العرب خارح الفعل المؤثر ، وتتحكم بمصيرهم ، وثرواتهم وقراراتهم الدول الكبرى بصورة مكشوفة ، وليس من وراء ستار ..؟!.. الجواب يحدد إتجاه سيرهم ، وطبيعة مستقبلهم ، ومصير جامعتهم .. وكل شيء لديهم ..